نقاشات حادة في الكونغرس وبومبيو يرفض الكشف عن تفاصيل قمة هلسنكي

نقاشات حادة في الكونغرس وبومبيو يرفض الكشف عن تفاصيل قمة هلسنكي
الخميس ٢٦ يوليو ٢٠١٨ - ٠٤:٠٠ بتوقيت غرينتش

أعلن وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو أمام الكونغرس أنه وجّه "شخصيا" تحذيرا إلى الروس من مغبة "التدخل" في الانتخابات الأميركية، من دون أن يستبعد فرض عقوبات جديدة على موسكو.

العالم - الأمريكيتان

وقال بومبيو أمام لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ محاولا التخفيف من الجدل القائم منذ القمة بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في السادس عشر من تموز/يوليو "قلت شخصيا وبوضوح للروس إنه ستكون هناك تداعيات خطيرة للتدخل في عملياتنا الديموقراطية".

وتابع بومبيو "كما أوضحنا أنّ الكرة في الملعب الروسي"، معتبرا أن ترامب "واع جيّدا للتحديات التي تطرحها روسيا للولايات المتحدة ولحلفائنا وشركائنا".

وشدد على أن "الإدارة ستواصل فرض عقوبات قوية على روسيا، ردا على أنشطتها الخبيثة".

وردا على سؤال وجهته لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، قال وزير الخارجية الأميركي أيضا إنه على استعداد للعمل مع الكونغرس لفرض عقوبات جديدة على روسيا.

وفي ما يتعلق بضم روسيا للقرم، كرّر بومبيو موقف الولايات المتحدة وقال "إن الولايات المتحدة لا ولن تعترف بالضم المزعوم للقرم من جانب الكرملين"، معتمدا بذلك نبرة حازمة تختلف تمامًا عن التي استخدمها ترامب في قمته مع الزعيم الروسي في هلسنكي.

وتابع بومبيو "لن يكون هناك أيّ وقف للعقوبات المتعلقة بالقرم، حتى تُعيد روسيا شبه جزيرة القرم إلى أوكرانيا".

ورفض بومبيو، إخبار المشرعين بما ناقشه ترامب، بشكل خاص، مع بوتين، الاسبوع الماضي في هلسنكي، مما زاد التوتر في الكونغرس بسبب سياسة البيت الابيض مع روسيا .

وتضمنت شهادة بومبيو امام لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ مناورات غير مريحة اثناء اشباكات لفظية تتمحور حول ضرورة معرفة تفاصيل الاجتماع المغلق بين ترامب وبوتين، والذى استمر لمدة ساعتين مع وجود مترجمين فقط .

وقال رئيس اللجنة، بوب كوركر، اثناء جلسة الاستماع ان الكونغرس لديه فكرة بسيطة عن الاتفاقيات التي تم التوصل اليها في هلسنكي على الرغم من ان ترامب وجه دعوة لبوتين للقدوم الى واشنطن لمناقشة تنفيذ هذه الاتفاقيات غير المحددة .

وكان الكونغرس مهتما، على وجه الخصوص، لمعرفة ما اذا كان ترامب قد تحدث عن تخفيف العقوبات على روسيا ، والتي يمكن ان تؤثر على تحقيقات المحامى الخاص روبرت مولر التي تبحث فيما اذا كانت حملة ترامب الانتخابية قد تواطئت مع الحكومة الروسية خلال انتخابات عام 2016 .

وأصر بومبيو على ان سياسة الولايات المتحدة بشأن العقوبات الروسية لم تتغير منذ هلسنكي، ولكنه رفض القول ما اذا كان ترامب وبوتين قد بحثا إمكانية تخفيف العقوبات التى فرضها الكونغرس في العام الماضي ردا على التدخل الروسي في الانتخابات .

وتوترت المناقشات بين بومبيو والسناتور بوب مينيدييز، وهو ديمقراطي بارز في اللجنة، وصلت الى حد قول وزير الخارجية الامريكي انه يحق للرئيس اختيار من هم في اجتماعاته، وانه يحق لاي شخص عقد اجتماعات خاصة، وعلى الفور، قاطعه السناتور قائلا بانه طرح سؤالا بسيطا ولا يريد اضاعة الوقت وانما يريد معرفة ماذا جرى في الساعتين؟

وقال بومبيو انه اجرى عددا من المحادثات مع ترامب حول لقاء بوتين ولكنه اعترف بانه لم يتحدث الى المترجم الذى كان في الغرفة  اثناء الاجتماع الخاص، ولم يراجع ملاحظات المترجم، ورفض بومبيو القول ما اذا كان الزعيمان ناقشا تغيير العقوبات في المستقبل .

وكانت جلسة الاستماع استعراضا جيدا للديمقراطيين ، بمن فيهم كوري بوكر وكريس مورفي من ولاية نيوجرسي حيث اتهم بوكر ترامب بانه فتح الباب للتدخل الروسي خلال حملة 2016 عبر دعوة المتسللين الروس للمساعدة في العثور على رسائل البريد الالكتروني الضائعة من هيلاري كلينتون على الرغم من ان ترامب قال في تصريحات لاحقة بان تعليقاته كانت مزحة .

واتهم مورفي ترامب بانه يضع السياسة الخارجية على اساس يومي وتحدى بومبيو للرد على الشكوك التي اثارها ترامب حول ما اذا كانت الولايات المتحدة ستدافع عن مونتنييغرو، حليف الناتو، اذا تعرضت لهجوم .

وشعر المشرعون باحباط عندما رفض بومبيو، ايضا، الكشف عما اذا كان ترامب وبوتين ناقشا تغيير بنية القوات الامريكية في سوريا، وقال بومبيو انه يسمح للرؤساء باجراء محادثات مع اعضاء مجلس الحكومة بدون ترديدها في جلسات عامة .

وقال محللون ان احجام بومبيو عن مشاركة تفاصيل ما ناقشه ترامب وبوتين قد يؤجج الدعم في مجلس الشيوخ لمطالب الديمقراطيين بان يسلم البيت الابيض ملاحظات من الاجتماع، وحاول بومبيو ان يغلق الباب على هذا الاحتمال.