مدير مشروع سد النهضة يذهب ضحية لمشروعه

مدير مشروع سد النهضة يذهب ضحية لمشروعه
الجمعة ٢٧ يوليو ٢٠١٨ - ٠٨:١٨ بتوقيت غرينتش

كشفت مصادر خبرية، تفاصيل جديدة حول عملية قتل مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي الذي وجد مقتولا داخل سيارته.

سد النهضة

يقع سد النهضة على النيل الأزرق بولاية بنيشنقول-قماز بالقرب من الحدود الإثيوبية-السودانية، على مسافة تتراوح بين 20 و40 كيلومترا وعند اكتمال إنشاءه، المرتقب سنة 2017، سوف يصبح أكبر سد كهرومائي في القارة الأفريقية، والعاشر عالميا في قائمة أكبر السدود إنتاجا للكهرباء. تقدر تكلفة الإنجاز ب 4.7 مليار دولار أمريكي. وهو واحد من ثلاثة سدود تُشيد لغرض توليد الطاقة الكهرمائي في إثيوبيا . ويوجد قلق لدى الخبراء المصريين بخصوص تأثيره على تدفق مياه النيل وحصة مصرالمتفق عليها

خلفية

كانت الدول المتشاطئة على نهر النيل في السابق مستعمرات لدول أجنبية ثم حصلت هذه الدول على استقلالها. وظهرت أولى الاتفاقيات لتقسيم مياه النيل عام 1902م في أديس أبابا وعقدت بين بريطانيا بصفتها ممثلةلمصر والسودان وإثيوبيا، ونصَّت على عدم إقامة أي مشروعات -سواءٌ على النيل الأزرق، أو بحيرة تانا ونهر السوباط، ثم اتفاقية بين بريطانيا وفرنسا، عام 1906، وظهرت عام 1929 اتفاقية أخرى، وهذه الاتفاقية تتضمن إقرار دول الحوض بحصة مصر المكتسبة من مياه‏ النيل، وإن لمصر الحق في الاعتراض في حالة إنشاء هذه الدول مشروعات جديدة على النهر وروافده. وهذه الاتفاقية كانت بين مصر وبريطانيا(التي كانت تمثل كينيا وتنزانيا والسودان وأوغندا) لتنظيم استفادة مصر من بحيرة فيكتوريا وتم تخصيص نسبة 7.7٪ من تدفق للسودان و92.3٪ لمصر.

1956 – 1964: تم تحديد الموقع النهائي لسد النهضة الكبير الإثيوبي Grand Ethiopian Renaissance Dam بواسطة مكتب الولايات المتحدة للاستصلاح States Bureau of Reclamation[الإنجليزية] (احدى إدارات الخارجية الأمريكية) خلال عملية مسح للنيل الأزرق أجريت بين عامي 1956 و1964 دون الرجوع إلى مصر حسب اتفاقية 1929.

في أكتوبر 2009 وأغسطس 2010 قامت الحكومة الإثيوبية بعملية مسح للموقع.

في نوفمبر 2010 ، تم الانتهاء من تصميم السد

في 31 مارس 2011، وبعد يوم واحد من الإعلان عن المشروع ، تم منح عقد قيمته 4.8 مليار دولار دون تقديم عطاءات تنافسية للشركة الإيطالية Salini Costruttori

في 2 أبريل 2011 وضع رئيس وزراء إثيوبيا السابق ملس زيناوي Meles Zenawi حجر الأساس للسد وقد تم انشاء كسارة للصخور جنبا إلى جنب مع مهبط للطائرات الصغيرة للنقل السريع

في 15 أبريل 2011، أعاد مجلس الوزراء الاثيوبى تسمية السد بـ "سد النهضة الإثيوبي الكبير "Grand Ethiopian Renaissance Dam (GERD. حيث كان في البداية يطلق عليه "مشروع X" وبعد الإعلان عن عقود المشروع سمى بـ " سد الألفية Millennium Dam ".

في مايو 2011، أعلنت إثيوبياانها سوف تتقاسم مخططات السد مع مصر حتى يمكن دراسة مدى تأثير السد على المصب .

وفي مارس 2012،أعلنت الحكومة الإثيوبية عن ترقية لتصميم محطة توليد كهرباءالسد ، وزيادتها من 5250 ميجاوات إلى 6000 ميجاوات. من المتوقع ان يكون أول مولدين جاهزة للعمل بعد 44 شهرا من البناء

تعارض مصر (التي تقع على مصب النهر) إقامة هذا السد الذي من المؤكد أنه سيقلل من كمية المياه التي تحصل عليها من النيل .

برر زيناوي (رئيس وزراء إثيوبيا السابق) - بناء على دراسة لم يكشف عنها - أن السد لن يقلل توافر المياه للمصب وانه أيضا ينظم المياه لأغراض الري .

• يتم تمويل السد من السندات الحكومية والتبرعات الخاصة. ومن المقرر أن يكتمل في يوليو تموز عام 2017.

تأثير السد على إثيوبيا
بما أن النيل الأزرق هو نهر موسمي للغاية، فإن السد سيقلل من الفيضان، بما في ذلك 40 كم من داخل إثيوبيا. فمن ناحية، سيقوم السد بالحد من الفيضانات وهو مفيد لأنه يحمي المستوطنات من الأضرار الناجمة عن الفيضانات . ولكن من ناحية أخرى ، فإن السد يمكن أن يكون ضار، إذ ستقلل نسبة الزراعة بسبب انحسار الفيضانات في وادي النهر للمصب، وبالتالي سيحرم الحقول من الماء.

التأثير على السودان ومصر
التأثير الدقيق للسد على دول المصب غير معروف. مصر تخشى من انخفاض مؤقت من توافر المياه نظراً لفترة ملء الخزان وانخفاض دائم بسبب التبخر من خزان المياه .

يبلغ حجم الخزان حوالي ما يعادل التدفق السنوي لنهر النيل على الحدود السودانية المصرية (65,5 مليار متر مكعب) . 

من المرجح أن تنتشر هذه الخسارة إلى دول المصب على مدى عدة سنوات. وقد ورد أنه بخلال ملء الخزان يمكن أن يُفقد من 11 إلى 19مليار متر مكعب من المياه سنوياً، مما سيتسبب في خسارة مليوني مزارع دخلهم خلال الفترة من ملء الخزان . ويزعم أيضاً، بأنها ستؤثر على امدادات الكهرباء في مصر بنسبة 25 % إلى 40 .% 

السد سيحتفظ بالطمى . وبالتالي فإنه سيتم زيادة فترة الحياة والاستفادة من السدود في السودان - مثل سد الروصيرص والسد سنار وسد مروي - والسد العالي في أسوان بمصر. ان الآثار المفيدة والضارة للسيطرة على الفيضانات ستؤثر على الجزء السوداني من النيل الأزرق، تماما كما سيؤثر على الجزء الإثيوبي من النيل الأزرق لمصب السد.[23]

ردود الفعل : التعاون والإدانة
مصر لديها مخاوف جدية حول المشروع بحيث أنه طلبت الفحص والتفتيش على تصميم ودراسات السد، من أجل تهدئة المخاوف، ولكن رفضت إثيوبيا هذا الطلب ما لم تتنازل مصر عن حق الفيتو على توزيع المياه . وبعد لقاء بين وزراء المياه من مصر والسودان وإثيوبيا في مارس 2012، قال الرئيس السوداني البشير إنه يؤيد بناء السد.

انشأت مصر وإثيوبيا والسودان لجنة دولية من الخبراء لمراجعة وتقييم تقارير دراسة السد. وتتألف اللجنة من 10 أعضاء؛ 6 خبراء من 3 دول و4 خبراء دوليين في مجالات الموارد المائية والنمذجة الهيدرولوجية ، وهندسة السدود والاجتماعية الاقتصادية ، والبيئية  وعقد الفريق اجتماعه الرابع في أديس أبابا في نوفمبر 2012. واستعرض وثائق حول الأثر البيئي للسد وقاموا بزيارة موقع السد وقد قدموا تقريرهم الأولي إلى الحكومات المعنية في نهاية مايو 2013. وعلى الرغم من أن التقرير الكامل لم يتم عرضه علنياً، ولن يكون حتى يتم مراجعته من قبل حكومات مصر وإثيوبيا على السواء وإدراج تفاصيل الافراج عنهم.

قالت الحكومة الإثيوبية أنه وفقا للتقرير، أن تصميم السد يستند على المعايير والمبادئ الدولية " من دون تسمية تلك المعايير والمبادئ. وقالت أيضا أن السد " يقدم فائدة عالية لجميع الدول الثلاث ولن يسبب ضرراً كبيراً على كل من البلدان المتشاطئة " . ووفقا للحكومة المصرية ، فإن التقرير " أوصى بتغيير وتعديل أبعاد وحجم السد.

في 3 يونيو 2013 في حين مناقشة تقرير الفريق الدولي من الخبراء مع الرئيس المصري السابق محمد مرسي، اقترحت القيادات السياسية في مصر طرق لتدمير السد، بما في ذلك دعم المتمردين المناهضين للحكومة. دون علم هؤلاء في الاجتماع، نقل المناقشة على الهواء مباشرة . أثيوبيا طلبت من السفير المصري شرح الاجتماع.

 اعتذر كبير مساعدي مرسي ل"الإحراج غير المقصود" وأخرجت حكومته بيانا يشجع على حسن الجوار والاحترام المتبادل والسعي لتحقيق المصالح المشتركة دون إيذاء أي من الطرفين الآخرين،و صرح مساعد لرئيس الوزراء الإثيوبي أن مصر هي " ... يحق لك اليوم الحلم " ، واستشهد بالماضي بمحاولة مصر زعزعة استقرار إثيوبيا . ورد مرسي يعتقد أنه من الأفضل للدخول إثيوبيا بدلا من محاولة لإجبارهم . ومع ذلك ، في 10 حزيران عام 2013، وقال ان " كل الخيارات مفتوحة "، لأن " الأمن المائي في مصر لا يمكن أن تنتهك على الإطلاق"، موضحا انه " لا يدعو إلى الحرب ، " ولكن انه لن يسمح إمدادات المياه لمصر أن تكون المهددة بالانقراض.

قتل مدير مشروع "سد النهضة"

أعلنت الشرطة الإثيوبية، أن مدير مشروع "سد النهضة"، الذي عثر على جثته في سيارته، قد مات مقتولا بالرصاص.

وقال زينو جمال، رئيس الشرطة الاتحادية الإثيوبية للصحفيين، "تأكدنا من أن المهندس سيميجني بيكيلي مات مقتولا بالرصاص"، وذلك بحسب ما نقلت عنه وكالة "رويترز".

وكانت صحيفة "ذا ريبورتر" الإثيوبية قد أفادت، بأنه تم العثور على مدير مشروع سد النهضةميتا في سيارته.

وذكرت الصحيفة أنه وجد ميتا، بينما محرك سيارته لا يزال يعمل، في الوقت الذي وصلت فيه الشرطة إلى الموقع.

نيويوك تايمز تكشف تفاصيل جديدة عن مقتل مدير مشروع سد النهضة

كشفت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، تفاصيل جديدة حول عملية قتل مدير مشروع سد النهضة الإثيوبي الذي وجد مقتولا داخل سيارته.

وأشارت الصحيفة إلى أن مقتل المهندس سيمغنيو بيكيلي ميتا تسبب في ردود فعل غاضبة في إثيوبيا سواء على المستوى الشعبي والرسمي.

وذكرت الصحيفة أن بيكيلي كان في العاصمة أديس أبابا يوم من أجل إقامة مؤتمر صحفي وسط قلق المواطنين حول التأجيل المتكرر في المشروع، ووسط أيضًا مخاوف من الفساد وسوء الإدارة.

ولفتت نيويورك تايمز إلى أن مقتله جاء قبل ساعات من المؤتمر المقرر أن يتحدث فيه أمام العامة.

وفي مايو الماضي تحدث الرجل أمام الجميع مبدياً تفاؤله بمسار سد النهضة، موضحًا أن ثلث المشروع هو المتبقي فقط، وعمل على إنهاء مخاوف دول المصب وخصوصًا مصر.

وتابع في تصريحات سابقة: "حوّل السد إثيوبيا إلى مركز قوة في المنطقة، والقارة. وسوف يستخدم فقط في توليد الكهرباء وليس الري".

وقال آنذاك إنه لا يمكن التعلق على التأجيلات المتتالية التي تحدث في المشروع.

يبلغ بيكيلي من العمر 57 عامًا وطالما عمل على إبراز أهمية سد النهضة للإثيوبيين الذين دفعوا من جيوبهم من أجل تمويل المشروع، بجانب عمله على التأكيد للمصريين أن المشروع لن يضر بالقاهرة، بحسب نيويورك تايمز.

ونقلت الصحيفة تصريحات سابقة للمسئول البارز قال فيها إن مشروع السد هو "طفلنا"، في إشارة إلى الإثيوبيين. وأضاف: "هذا ليس ما أقوله وحدي بل جميع الإثيوبيين".

ومثّل مقتله صدمة كبيرة في إثيوبيا، فقال رئيس الوزراء آبي أحمد إنه مصدوم ومتفاجئ مما حدث.

الصور الأولى لحادث مقتل مدير مشروع سد النهضة

ونشرت وسائل إعلام إثيوبية صوراً من مكان حادث مقتل مدير مشروع سد النهضة  سمنجاو بيكلي، مؤكدة أنه تم نقل جثة سمنجاو بيكلى إلى مستشفى "سانت بول"؛ للوقوف على أسباب الوفاة.

وسارع العشرات من الإثيوبيين فى أديس أبابا، نساء ورجالا وشبابا، إلى التوافد إلى المكان الذى وجد فيه، بيكلى وتظهر على وجوههم صور الحزن وأجواء الصدمة لمكانة الرجل فى قلوب الإثيوبيين.

احتجاجات في إثيوبيا عقب مقتل مدير مشروع سد النهضة

قال شاهد من رويترز إن مئات الأشخاص تجمعوا في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا اليوم الخميس احتجاجا على مقتل مدير مشروع سد النهضة.

وقال رئيس مفوضية الشرطة الاتحادية زين جمال للصحفيين "تحققنا من أن المهندس سيمغنيو بيكيلي قتل بالرصاص".

وأضاف "أصيب برصاصة خلف أذنه اليمنى" وأنه تم العثور على مسدس من طراز كولت داخل السيارة.

وردا على سؤال عما إذا كان المسدس يخص القتيل قال زين "لم يتأكد هذا".

المحادثات مع مصر، التي تعتمد على نهر النيل كمصدر رئيسي للمياه، ومع السودان بشأن الخلافات حول تأثير السد على النهر متعثرة منذ شهور. وإحدى نقاط الخلاف الرئيسية بين إثيوبيا ومصر هي سرعة امتلاء خزان السد.

وقال زين إن الشرطة جمعت أدلة جنائية وتتحدث مع الشهود. وقال "تجري الشرطة الآن تحقيقا".

وفي يونيو حزيران تعهد زعيما مصر وإثيوبيا بحل الخلافات بين البلدين سلميا، واتفقا على خطوات لتطبيق اتفاق يشمل السودان لإنشاء صندوق لاستثمارات البنية التحتية في البلدان الثلاثة.

وقال فيتسوم أريجا مدير مكتب رئيس الوزراء الإثيوبي أبي أحمد على تويتر إن أبي "شعر بالحزن والصدمة الشديدة" بسماع نبأ مقتل سيمغنيو.