إطلاق سراح عهد التميمي يعيد مجددا قضية الأسيرات الفلسطينيات إلى الواجهة

إطلاق سراح عهد التميمي يعيد مجددا قضية الأسيرات الفلسطينيات إلى الواجهة
الأربعاء ٠١ أغسطس ٢٠١٨ - ١٠:٢٩ بتوقيت غرينتش

أعاد إفراج سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن المناضلة الفلسطينية المراهقة عهد التميمي ووالدتها "ناريمان" يوم الأحد بعد 8 أشهر من الاعتقال، والزخم الذي أحاط بها محليًا وعربيًا ودوليًا، قضية الأسيرات في سجون الاحتلال، للواجهة مجددًا، حيث خرجت عهد من المعتقل وتركت خلفها 60 أسيرة يواجهن ظروفًا قاهرة.

العالم - تقارير

وفور خروجها من سجون الاحتلال وفي أول كلمة لها لوسائل الإعلام أكدت عهد التميمي أنها ستواصل النضال من أجل إطلاق سراح الأسيرات في سجون الاحتلال وإيصال كلمتهن إلى العالم.

وتؤكد محامية عهد التميمي، غابي لاسكي أنه لا توجد صلة بين الصفعة التي وجهتها للجندي والعقوبة التي فرضت عليها. فالحبس لثمانية أشهر، وكذلك الاعتقال الليلي، الذي حظي بتغطية إعلامية واسعة، والتحقيق العدواني مع الفتاة القاصر، هي مجرد محاولة فاشلة أخرى لتحطيم معنويات فتاة تعارض نظام الاحتلال، ولمنع الفلسطينيين الآخرين من التصرف كما يريد أي شخص يعيش في ظل الاحتلال.

وأشارت التميمي إن محققي شرطة الاحتلال ومخابراته العسكرية أساليب استجواب عدوانية مشكوك في قانونيتها، مثل التهديد باعتقال أقاربها، وبعضهم من الأطفال، والسلوك المزعج لأحد المحققين تجاهها.

عهد التميمي: أسيراتنا صامدات وحولن الأسر إلى مدرسة

وشددت أيقونة المقاومة الفلسطينية أن معنويات الأسيرات عالية جداً "وهذا ما افتخر به شخصيا، لأني تركت ورائي أسيرات صامدات، يوزعن قوتهن مع كل الأمة."

وأضافت عهد التميمي: كانت الأسيرة إسراء الجعابيص التي أصيبت بحروق أثناء محاولة اعتقالها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، تُعطيني الإرادة بأن أتحمل كثيراً وأن أتشجع" مشيرة إلى أن السجانين كانوا عنصريين، لافتة إلى أن جنود الاحتلال، أغمضوا عينيها؛ حتى لا تستطيع رؤية الطريق التي ستسلكها للعودة إلى بيتها بعد الإفراج.

وأوضحت أن إدارة سجن شارون تحاول الضغط على السجينات في قضايا كثيرة، منها تقليص الوجبات، مضيفة: كنساء وقاصرات بسجن شارون نحن بحاجة إلى الحليب، لكن إدارة السجن كانت تمنع عنا الحليب.

وأشارت كذلك إلى الضغط على الدراسة في السجن، حيث كانت إدارة السجن تفرض حالة طوارئ وتغلق الصف، مضيفة: وكثير ما كان يحدث ذلك، والسبب الوحيد هو التنغيص على الأسيرات للحؤول دون محاولة السجينات تحويل السجن إلى مدرسة.

ووجهت عهد نداء الى العالم اجمع لاكمال مسيرة التفاعل مع الاسرى الفلسطينيين معربة عن املها بأن الحملة التي قام بها الاعلام في العالم ضد الاحتلال وضد وضعه الاطفال داخل السجون.

وأضافت عهد: "انا خرجت من السجن لكن هناك العديد من الاطفال والاسرى" قائلة هناك اسيرات بينهن قاصرات بسجون الاحتلال رسالتهن المطالبة بالوحدة الوطنية ودعم صمود الشعب ودعم الاسرى.

لجنة أهالي الأسرى: الأسيرات في ظروف قاهرة

وتقول لجنة أهالي الأسرى في القدس، إن "هناك ما يزيد عن 60 أسيرة داخل السجون الإسرائيلية يعانين من ظروف قاهرة للغاية، في ظل رفض الاحتلال الإسرائيلي تقديم الخدمات الأساسية لهن".

وقال رئيس لجنة أهالي الأسرى أمجد أبوعصب، إن "الأطفال والنساء في سجون الاحتلال الإسرائيلي يعانون من الإهمال الطبي وزيارة أهاليهم وتوفير الملابس المناسبة لهم إضافة إلى حملات التفتيش المفاجئة للسجون".

وأضاف أبو عصب أن "الاحتلال يتعمد القيام بمناورات داخل أقسام الأسرى الأطفال يستغل طفولتهم وعدم قدرتهم على الدفاع عن أنفسهم، إضافة إلى فرض مناهج تعليمية معينة عليهم وإحضار مدرسين يدرسون مواد خاصة بالاحتلال الإسرائيلي كما يحدث في سجن مجدو".

وأكد أن "الأسيرات يعانين من ظروف قاسية للغاية وصعبة جدًا في ظل حالة الإهمال الطبي المتعمدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي بحقهن".

تزامنا مع عهد.. تخرج مناضلة فلسطينية أخرى من سجن الاحتلال في صمت!

وتزامنا مع الاحتفاء الإعلامي بالمناضلة عهد التميمي خرجت من سجون الاحتلال مناضلة أخرى بعيدة عن عدسات الكاميرات ولم تجد في انتظارها سوى والديها.

الأسيرة المحررة ياسمين عبدالرحمن رشيد أبو سرور (21 عاماً)، من مخيم عايدة شمال بيت لحم أفرجت عنها سلطات الاحتلال مساء الخميس الماضي بعد أن أمضت محكوميتها البالغة 6 أشهر في سجون الاحتلال فيما يعرف بالاعتقال الإداري.

وفي مشهد مؤثر، بكت المحررة في حضن أمها لدى الإفراج عنها؛ "فدموع الفراق صعبة، والحرية لياسمين جميلة"، كما تقول والدتها.

وكانت قوات الاحتلال قد أعادت اعتقال الأسيرة المحررة ياسمين أبو سرور بتاريخ 17/ 1/ 2018، بعد اقتحام منزل عائلتها وتفتيشه وتحطيم محتوياته، ومن ثم اقتيادها إلى التحقيق، ثم إلى سجن شارون للنساء، ومددت اعتقالها عدة مرات قبل أن تصدر بحقها حكماً بالسجن الفعلي لمدة 7 أشهر بتهمة التحريض على الاحتلال، أمضت منها 6 أشهر، وتحررت من سجن الدامون.

ويقول عبدالرحمن، والد ياسمين: "هذا الاعتقال ليس الأول لابنتي؛ حيث اعتقلت سابقاً في أغسطس من العام 2015 على حاجز الظاهرية جنوب الخليل، خلال توجهها لزيارة شقيقها الأسير عرفة في سجن إيشل، وادعى الاحتلال في حينه بأنه عثر على سكين في حقيبتها، وأصدرت محكمة عوفر العسكرية بحقها حكماً بالسجن الفعلي لمدة 3 أشهر أمضتها كاملة".

انزعاج من إهمال الأسيرات الفلسطينيات ماعدا المناضلة عهد

وتشعر الأسيرة المحررة بالانزعاج من تسليط الضوء من قبل وسائل الإعلام الفلسطينية والعربية والعالمية على الأسيرة المحررة عهد التميمي وحدها، وإهمال بقية الأسيرات.

وتقول: "نحن نحترم عهد التميمي، وقضيتها، لكن لماذا تتعرض بقية الأسيرات للإهمال؟ حتى عهد نفسها كانت منزعجة من إهمال وسائل الإعلام لقضية الأسيرات ومعاناتهن".

وغرد نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي تحت هاشتاغ "ياسمين أبو سرور"، معبرين عن استيائهم لعدم الاحتفاء بالأسيرة ياسمين عند خروجها من سجون الاحتلال.

وقال الإعلامي الفلسطيني هلال وائل: الكل الفلسطيني تحدث عن إفراج الاحتلال عن عهد التميمي، وفي نفس اليوم الأسيرة ياسمين أبو سرور البالغة 21 عاماً، لماذا لم يتحدث أحد عن ياسمين مقابل اجتياح عهد مواقع التواصل؟

وقال أنور مالك الحقوقي الجزائري: الفلسطينية ياسمين أبو سرور.. تسجن بلا تهمة لمدة 6 أشهر في سجون المحتل الصهيوني.. جرى تحريرها الخميس الماضي لكن لم تجد سوى والديها في انتظارها عكس ما فعلت وسائل الإعلام مع غيرها حيث طبلت وزمرت وصنعت لهم تماثيل من عاج. تحية تقدير إلى هذه الحرة التي صورتها تغني عن أي تعليق!

وقالت الكاتبة إحسان الفقيه: لأنها محجبة ومن عائلة مسلمة متمسكة بقِيَمها لم تهرول الكاميرات ووسائل الإعلام العربية لاستقبالها وعقد مقابلات معها والاستماع لمعاناتها ولم يقم بتكريمها رئيس السلطة كما تم الاحتفاء بغيرها، إنها الأسيرة الفلسطينية المحررة ياسمين أبو سرور التي لم تجد سوى والديها لاستقبالها!

هكذا تروي ياسمين معاناة الأسيرات في سجون الاحتلال

وقالت الأسيرة أبو سرور بعد الخروج من الأسر إن "الأسيرات الفلسطينيات يبحثن عن صفقة تبادل تخلصهن من معاناتهن اليومية، وأنا أطالب الفصائل الفلسطينية بضرورة العمل على صفقة سريعة لتحريرهن من الأسر".

وروت أبو سرور قصص الألم الذي تشعر به الأسيرات المصابات برصاص جنود الاحتلال عند اعتقالهن، قبيل تحويلهن إلى السجن، وهناك يمضين فترات اعتقال لسنوات، ويتعمد السجان إهمالهن طبيا رغم صرخات الألم اليومية.

تقول إن "الإهمال الطبي أكثر ما يجعل حياة السجن الصعبة جحيما، فالأسيرات يشعرن ببعضهن البعض، لكنهن عاجزات أمام تلك الجراح التي تحتاج إلى أشهر من العلاج، والتي يكتفي الاحتلال من خلال سجانيه بتقديم بعض المسكنات لهن كي يهدأن لبعض الوقت".

وأوضحت أن المعاناة الأصعب في السجن من نصيب الأسيرة المقدسية إسراء الجعابيص، والتي تعاني آلاما شديدة من تأثير الحروق التي أصيبت بها خلال اعتقالها، وكذلك الأسيرة حلوة حمامرة، والتي تعاني من أضرار كبيرة في الكبد والطحال، والأسيرة عبلة العدم التي فقدت عينها بفعل رصاصة معدنية حين لفقت لها تهمة محاولة طعن وهي في طريق عودتها إلى منزلها.

وتصف أبو سرور وضع الأسيرات بالسيئ، لا سيما أنهن يعانين من قلة السؤال عنهن، وإهمال القيادة الفلسطينية لقضيتهن، وتطالب بتسليط الضوء على القضية، لا سيما أسيرات قطاع غزة التي قطعت السلطة الفلسطينية رواتبهن، وتؤكد أنها حملت رسالة إلى وزير الأسرى عيسى قراقع، بضرورة إعادة رواتبهن لأنهن أسيرات ويجب ألا تقطع لأنهن فقط من قطاع غزة.

الحكم بالسجن لشاعرة فلسطينية بعد يومين من إطلاق سراح التميمي!

وبعد يومين من إطلاق سراح المناضلة عهد التميمي حكمت محكمة الاحتلال الإسرائيلية في الناصرة، يوم الثلاثاء، على الشاعرة دارين طاطور من قرية الرينة شمالي الأراضي المحتلة، بالسجن الفعلي لمدة 5 أشهر فعلي و6 أشهر مع وقف التنفيذ بتهمة التحريض عبر نشر قصيدة على شبكات التواصل الاجتماعي.

وكانت طاطور (36 عاما)، قد اعتقلت في أكتوبر/تشرين أول 2015 بعد نشرها قصيدتها "قاوم يا شعبي قاوم"، عبر شبكة التواصل الاجتماعي.

تصنيف :