ثورة التونسيين تطيح برئيس البلاد زين العابدين

السبت ١٥ يناير ٢٠١١ - ٠٢:٣٠ بتوقيت غرينتش

أطاح الثوار التونسيون رسميا برئيس البلاد السابق زين العابدين بن علي بعد أكثر من عشرين سنة من حكم الفرد والتسلط ومطاردة المعارضين وإغلاق الإعلام ومصادرة أنفاس الناس كما يقول الحقوقيون بتونس.وتقول المصادر المتواترة من عاصمة الزيتون إن الرئيس السابق زين العابدين بن على قد غادر البلاد متوجها إلى مدينة جدة وقد اكد هذا الخبر بيان اصدره الديوان الملكي السعودي ،وتولت القوات المسلحة بالفعل زمام الأمور الأمنية في البلاد بينما أحيلت الأمور السياسية الى الوزير الأول لإدارة المرحلة القادمة.

أطاح الثوار التونسيون رسميا برئيس البلاد السابق زين العابدين بن علي بعد أكثر من عشرين سنة من حكم الفرد والتسلط ومطاردة المعارضين وإغلاق الإعلام ومصادرة أنفاس الناس كما يقول الحقوقيون بتونس.

 

وتقول المصادر المتواترة من عاصمة الزيتون إن الرئيس السابق زين العابدين بن على قد غادر البلاد متوجها إلى مدينة جدة وقد اكد هذا الخبر بيان اصدره الديوان الملكي السعودي ،وتولت القوات المسلحة بالفعل زمام الأمور الأمنية في البلاد بينما أحيلت الأمور السياسية الى الوزير الأول لإدارة المرحلة القادمة.

 

ووفق الدستور التونسي المعدل 25 يوليو 1988 "يسير الوزير الأول وينسق أعمال الحكومة وينوب عند الاقتضاء رئيس الجمهورية في رئاسة مجلس الوزراء أو أي مجلس آخر".

 

ووفق ما أعلنه الوزير الأول التونسي فقد تولى بنفسه قيادة البلاد بعد تعذر قيادة الرئيس لها.

 

ويعتبر محمد الغنوشي المولود سنة 1941 أحد الشخصيات السياسية والاقتصادية البارزة في تونس ،وقد تولى المنصب 17 نوفمبر 1999 ، أتم الوزير الأول محمد الغنوشي دراسته الثانوية في سوسة وتحصل على إجازة في العلوم السياسية والاقتصادية.

 

شغل عدة مناصب في كتابة الدولة للتخطيط والاقتصاد الوطني قبل أن يعين سنة مديرا للإدارة العامة للتخطيط ،وفي أكتوبر 26 يوليو 1988 بعد انقلاب الجيش على السلطة عين وزيرا للتخطيط وفي مارس 1990 عين وزيرا للمالية ، وفي 20 فبراير 1991 عين وزيرا للمالية وفي سنة 1992 كلف بوزارة التعاون الدولي .

 

وفي سنة 1999 عين وزيرا أولا وهو المنصب الذي ظل يشغله الى غاية فرار زين العابدين من تونس بعد ثورة الجماهير تم توليه مقاليد السلطة في تونس متعهدا باحترام إرادة الناس وفتح الحريات.

 

 

ويقول التونسيون إن دماء البوعزيزي التي سالت في الشارع بعيد إحراقه لنفسه،والثورة الى خاضها التونسيون داخل البلاد والتغطية الإعلامية التي قادتها شبكة الجزيرة القطرية كانت روافد التغيير الذي لم يكن أكثر المتفائلين في الشارع التونسي والعربي يتصوره في الأمد القريب.

 

مظاهرات عارمة في تونس

وكان قد احتشد عشرات الآلاف من المحتجين في مظاهرة أمام مقر وزارة الداخلية بالعاصمة تونس وطالبوا برحيل الرئيس بن علي ومحاسبة المسؤولين عن الفساد من مقربيه، كما تشهد أماكن أخرى مظاهرات مماثلة، يأتي ذلك بعد خطاب للرئيس التونسي تعهد فيه بإصلاحات جذرية.

 

وذكر مراسل اسلام تايمز أن عشرات الآلاف من المحتجين احتشدوا في مظاهرة أمام مقر وزارة الداخلية بالعاصمة تونس وطالبوا برحيل الرئيس بن علي ومحاسبة المسؤولين عن الفساد من مقربيه، في وقت تشهد أماكن أخرى مظاهرات مماثلة، و ذلك بعد خطاب للرئيس التونسي تعهد فيه بإصلاحات جذرية.

 

وكان عشرات الآلاف من التونسيين التحقوا بشارع الحبيب بورقيبة الرئيسي في العاصمة وتجمعوا أمام وزارة الداخلية رافعين شعارات تطالب باستقالة الرئيس ومحاسبة المسؤولين عن الفساد من أقاربه وأصهاره وغيرهم.

 

وردد المتظاهرون شعار "خبز وماء وبن علي لا"، في حين اكتفت قوات الأمن بحماية الوزارة ولم تطلق الأعيرة على المتظاهرين الذين تكونوا من مختلف شرائح المجتمع.

 

وأكد المحتجون أنهم في حالة اعتصام وعصيان مدني حتى يسقط النظام، ورددوا شعار "الاعتصام الاعتصام حتى يسقط النظام".

 

كما تشهد مدينة القصرين مظاهرات مماثلة رفع خلالها المتظاهرون شعارات منددة بالخطاب من قبيل "يا شعب يا ضحية الخطاب مسرحية"، ونادوا بسقوط الحزب الحاكم (التجمع الدستوري الديمقراطي).

 

وقال أحد الصحافيين التونسيين إن المظاهرات الشعبية في عدة مدن من الشمال إلى الجنوب تأتي ردا مباشرا على خطاب بن علي، وأن أتباعا للحزب الحاكم حاولوا تنظيم مسيرات مؤيدة، لكنهم فشلوا وصدتهم الجموع الرافضة للخطاب.

 

وقالت وكالة الأنباء التونسية الحكومية إن المواطنين خرجوا في مسيرات وصفتها بالعفوية جابت الشوارع الرئيسية في تونس العاصمة ومدينة أريانة ومحافظات جندوبة والمنستير وقبلي، رفعوا فيها الأعلام وصور بن علي ولافتات تدعو إلى نبذ العنف والحفاظ على المكاسب الوطنية.

وأفاد شهود عيان بأن المسيرات كانت منظمة سلفا، ويقف خلفها الحزب الحاكم -التجمع الدستوري الديمقراطي-، وضمت بضعة أفراد، وضربوا دليلا على ذلك أن المواجهات وإطلاق الرصاص الحي تواصل بعد انتهاء الكلمة.

 

من جهة أخرى قال وزير الخارجية التونسي كمال مرجان إن تشكيل حكومة وحدة وطنية في البلاد أمر ممكن و"طبيعي تماما".

 

وقال مرجان في حديث هاتفي لإذاعة أوروبا واحد "إنه باعتبار سلوك أشخاص مثل السيد أحمد نجيب الشابي أعتقد ذلك يصبح أمرا ممكنا بل هو عادي تماما" أن يكون هناك اتفاق لتقاسم السلطة.

 

ويشير الوزير بذلك إلى أحمد نجيب الشابي الزعيم التاريخي للحزب الديمقراطي التقدمي المعارض وغير الممثل في مجلس النواب التونسي.

 

وقال مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي أحمد نجيب الشابي إن الخروج من الأزمة الراهنة يمر عبر تشكيل حكومة ائتلافية، يكون من مهامها تهيئة الأجواء لانتخابات رئاسية وتشريعية حرة.

 

وأضاف الوزير التونسي إنه ستكون هناك انتخابات تشريعية سابقة لأوانها، مشيرا أن الرئيس قبل مبدأ إجرائها قبل الانتخابات الرئاسية لسنة 2014.

 

ويأتي ذلك بعدما يقرب من شهر من احتجاجات بدأت ضد البطالة وتطورت إلى مطالب سياسية وأسفرت عن مقتل أكثر من 70 شخصا برصاص البوليس التونسي وجرح المئات.

 

وكانت غالبية المدن التونسية شهدت أمس مواجهات وصدامات عنيفة، تواصلت ليلا، سقط خلالها أكثر من عشرين قتيلا، في سابقة لم تشهدها تونس.

 

وشملت المواجهات تونس العاصمة وضواحيها، وحتى الأحياء الراقية منها، إضافة إلى الضاحية الشمالية خاصة في الكرم الغربي الذي شهد ليلة دامية -ويبعد حوالي 15 كيلومترا عن قصر قرطاج الرئاسي- سقط خلالها أربعة قتلى و22 جريحا.

 

كما شهدت مدينة القيروان مظاهرات بالتزامن مع الخطاب سقط خلالها شخصان برصاص الشرطة ،وفقا لما أوردته وكالة الأنباء الفرنسية، وشهدت مدينتا أريانة وصفاقس والعوينة بضواحي تونس أيضا مظاهرات ليلية.

* اسلام تايمز