"الغارديان": رعب عربي من عدوى انقلاب تونس

السبت ١٥ يناير ٢٠١١ - ٠٦:٠٤ بتوقيت غرينتش

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية السبت أن الاضطرابات التي شهدتها تونس والتي قادت في النهاية إلى هروب الرئيس زين العابدين بن علي إلى السعودية تدق ناقوس الخطر في المنطقة وتثير رعب الزعماء العرب من غضب شعوبهم .

كشفت صحيفة "الغارديان" البريطانية السبت أن الاضطرابات التي شهدتها تونس والتي قادت في النهاية إلى هروب الرئيس زين العابدين بن علي إلى السعودية تدق ناقوس الخطر في المنطقة وتثير رعب الزعماء العرب من غضب شعوبهم .

 

ونقلت هيئة الاذاعة البريطانية "بي بي سي" عن الصحيفة قولها في مقال تحت عنوان فرعي "الصدامات الدموية في شوارع تونس تثير مخاوف من أن ينتقل التأثير الى دول أخرى" أن "الاجراءات الاقتصادية التي اتخذتها حكومات بلدان عربية أخرى كالأردن وليبيا والمغرب، شبيهة بتلك التي أثارت موجة الاحتجاجات في تونس، لذا فان ما حدث في تونس يثير أعصاب المسئولين في دول عربية عدة خوفا من أن تنتقل عدوى الأحداث في تونس إليها".

 

وتابعت الصحيفة أن ما يزيد من مخاوف المسئولين من مواجهتهم مصيرا مشابها لمصير الرئيس التونسي زين العابدين بن علي لأنه كان ينظر إليه كأحد أكثر "الاستبداديين" سيطرة على الوضع، إلى درجة أن شعبه كان يسميه "Ben a vie" بدلا من بن علي، وهو تعبير فرنسي يعني "مدى الحياة".

 

وأصدر محمد الغنوشي القائم بأعمال الرئاسة التونسية تعليماته لقوات الجيش التونسي بالتدخل لوقف أعمال الإنفلات الأمني التي شهدتها بعض المدن التونسية بعد أنأُجبر الرئيس زين العابدين بن علي أمس الجمعة على التنحي ومغادرة البلاد التي حكمها زهاء 23 عاما.

 

جاء ذلك بينما أكد مصدر رسمي سعودي أن زين العابدين بن علي وصل وأسرته إلى مدينة جدة ليل الجمعة السبت، وأصدر الديوان الملكي السعودي بيانا رحب فيه ببن علي وعائلته في المملكة.

 

واكد البيان الذي نقلته وكالة الأنباء السعودية تقدير حكومة المملكة "للظروف الاستثنائية التي يمر بها الشعب التونسي وتأييدها لكل إجراء يعود عليه بالخير".

 

وكان مواطنون تونسيون أفادوا بوقوع أعمال سلب ونهب في بعض المدن وناشدوا الجيش التدخل لحمايتهم من حوادث الانفلات الأمني.

 

وانتشرت قوات الجيش في المناطق الحيوية بالعاصمة التونسية وفرضت سيطرتها على المطار وأغلقت المجال الجوي للبلاد.

 

وتأتي هذه التطورات بعد يوم شهد أحداثا درامية حيث أُجبر أمس الرئيس التونسي زين العابدين بن علي على التنحي عن السلطة ومغادرة البلاد بعد شهر من الاحتجاجات العنيفة على الأوضاع الاقتصادية والتي أدت الى مقتل واصابة العشرات من المدنيين التونسيين.

 

وفي خطاب متلفز أعلن رئيس الوزراء التونسي محمد الغنوشي توليه مقاليد السلطة ودعا جميع التونسيين الى الوحدة ووعد باحترام الدستور والقيام باصلاحات سياسية واقتصادية واجتماعية تلبي تطلعات التونسيين.

 

وقال الغنوشي البالغ من العمر 69 عاما إنه سيتولى إدارة دفة الحكم في البلاد مؤقتا بسبب "تعذر أداء الرئيس بن علي لمهامه".

 

واضاف: "إذا تعذر على الرئيس القيام بمهامه، فإنه يوكل إدارة دفة الحكم إلى رئيس الحكومة. ونظرا لذلك، أتولى بداية من الآن ممارسة سلطات رئيس الجمهورية".

 

وأعلن أنه سيلتقي اعتبارا من السبت بممثلي الاحزاب السياسية في تونس لبحث تشكيل حكومة جديدة.