زيمبابوي؛ صراع على السلطة ومصير مجهول

زيمبابوي؛ صراع على السلطة ومصير مجهول
الجمعة ٠٣ أغسطس ٢٠١٨ - ١٠:٣٠ بتوقيت غرينتش

أعلن المتنافسان الرئيسيان في انتخابات الرئاسة في زيمبابوي، الفوز في حين تترقب البلاد بقلق إعلان النتائج الرسمية بعد اربعة أيام من إجراء التصويت.

العالم - افريقيا

وحث مراقبون دوليون مفوضية الانتخابات على إعلان النتائج في أسرع وقت ممكن لتجنب وقوع المزيد من أعمال العنف بعد مقتل ثلاثة أشخاص يوم الأربعاء في اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار المعارضة.

وقال نلسون شاميسا زعيم المعارضة في زيمبابوي يوم الخميس إنه فاز بالانتخابات الرئاسية وإن الرئيس امرسون منانجاجوا يعلم أنه خسر السباق وهذا هو سبب تأخر إعلان النتائج رسميا.

لكن الاتحاد الوطني الأفريقي الزيمبابوي/الجبهة الوطنية الحاكم الذي ينتمي له منانجاجوا أعلن أيضا فوز مرشحه.

وقال بول مانجوانا المسؤول القانوني للحزب الحاكم للصحفيين ”نحن كحزب سعداء بالطبع لأن النتائج التي أعلنتها مفوضية الانتخابات حتى الآن تشير إلى أننا حققنا أغلبية بمقدار الثلثين في الانتخابات البرلمانية“.

وأضاف "نتوقع أن تكون تلك النتائج انعكاسا لما نتوقعه فيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية" التي هي أول من نوعها منذ ان أجبر الجيش الرئيس السابق روبرت موجابي على التنحي في نوفمبر تشرين الثاني مما أنهى أربعة عقود من الحكم.

والاربعاء، نشرت اللجنة الانتخابية النتائج الجزئية الاولى للانتخابات التشريعية. وفي 153 دائرة من اصل 210 اظهرت النتائج فوز الحزب الحاكم ب110 مقاعد مقابل 41 مقعدا لحركة التغيير الديموقراطي.

وتظهر هذه الارقام ان الحزب الحاكم حاز الغالبية المطلقة في مجلس النواب.

وقتل متظاهر على الاقل بالرصاص الاربعاء في هراري في مواجهات بين قوات الامن وانصار للمعارضة يتهمون اللجنة الانتخابية بالتزوير بعدما اعلنت فوز الحزب الذي يحكم البلاد منذ 1980 بالغالبية المطلقة في البرلمان.

وقضى رجل اصيب برصاص حي اطلقه عسكري متأثرا بجروحه. واستخدمت الشرطة الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه في محاولة لتفريق حشد تجمع امام المقر الموقت للجنة الانتخابية.

ورد المتجمعون على الشرطيين برشقهم بالحجارة. وقال بيريدج تاكانديسا (43 عاما) "لا نريد جنودا في الشارع. لن يدفعونا الى الصمت ببنادقهم".

واقيمت حواجز في المدينة باستخدام كتل اسمنت وحجارة. واغلقت شرطة مكافحة الشغب  الطريق المؤدية الى مقر اكبر احزاب المعارضة، حركة التغيير الديموقراطي، فيما جالت سيارات عسكرية في المدينة.

ووجه الرئيس ايمرسون منانغاغوا الذي خلف روبرت موغابي في تشرين الثاني/ نوفمبر، دعوة الى الهدوء.

وكتب على تويتر "حان الوقت للتصرف بمسؤولية وحان الوقت للسلام. في هذه المرحلة المصيرية، ادعو الجميع الى الكف عن الادلاء بتصريحات استفزازية (...) علينا التحلي بالصبر والنضج" في انتظار النتائج النهائية للانتخابات.

وساد التزوير واعمال العنف كل الانتخابات التي جرت زمن موغابي.

وندد مراقبو الاتحاد الاوروبي في بيان الاربعاء ب"انعدام المساواة في الفرص" بين المرشحين للانتخابات العامة في زيمبابوي وب"ترهيب ناخبين"، مع تأكيدهم ان المناخ السياسي "تحسن" في البلاد.

من جهتها، رحبت بعثة هيئة التنمية في افريقيا الجنوبية ب"الاجواء السلمية" التي سادت خلال الحملة ويوم الانتخابات و"اعطت شعب زيمبابوي فرصة ممارسة حقه الدستوري".

وفي حال التشكيك في النتائج، حضت الهيئة المرشحين على "الامتناع عن اي شكل من العنف".

وفي يوم الخميس أغلقت الشرطة في زيمبابوي مقرات حركة التغيير الديمقراطي المعارضة ثم اقتحمتها فيما بعد واعتقلت 16 شخصا.

كما أخلت القوات شوارع العاصمة من المحتجين على الرغم من دعوات من جانب حكومات أجنبية ومنظمات دولية للتحلي بالهدوء وحث القادة السياسيين على ممارسة ضبط النفس.

وصرح رئيس زيمبابوي إيمرسون منانغاغوا بأن أعمال العنف التي شهدتها عاصمة البلاد تهدف إلى إفشال الانتخابات، وحمل المعارضة المسؤولية عن ذلك.

وقال منانغاغوا في كلمة بثها التلفزيون المحلي، يوم الأربعاء: "نعتبر الحركة في سبيل التغيير الديمقراطي المعارضة وقيادتها بأسرها مسؤولة عن الإخلال بالسلام الوطني هذا، الذي كان يهدف إلى إفشال العملية الانتخابية".

ودعا الرئيس منانغاغوا الحركة المعارضة إلى إخلاء الشوارع وسحب أنصارها منها.

من جانبها، اعتبرت المعارضة تعامل الجيش مع الاحتجاجات "غير مبرر" و"غير متوازن".

قال زعيم حركة التغيير الديمقراطي في زيمبابوي، اليوم الجمعة، إن الحزب يرفض نتائج انتخابات الرئاسة قبل دقائق من إعلان فوز الرئيس إمرسون منانجاجوا بها.

وأدلى مورجان كوميتشي بهذا التصريح أمام كاميرات التلفزيون في مقر لجنة الانتخابات حيت تعلن النتائج. وأضاف أن الحركة لا تستطيع التحقق من صحة النتائج قبل أن تصطحبه الشرطة.

اذا في ظل هذه الظروف فان زیمبابوی تسیر نحو المجهول ولایمکن التهکن بمستقبل هذا البلد سیاسیا وامنیا.