زيارة وفد حماس في الخارج الى غزة؛ دلالات واهداف

زيارة وفد حماس في الخارج الى غزة؛ دلالات واهداف
الجمعة ٠٣ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:٠٤ بتوقيت غرينتش

وصل وفد حركة حماس في الخارج، إلى قطاع غزة، عبر معبر رفح البري، جنوب قطاع غزة لعقد لقاءات مع رئيس المكتب السياسي للحركة إسماعيل هنية وباقي اعضاء قيادة حماس.

العالم - فلسطين المحتلة

ووصل الوفد بعد اللقاءات مع المخابرات المصرية والوزير اللواء عباس كامل.

ویراس صالح العاروري الوفد الذي یضم، أعضاء المكتب السياسي موسى ابومرزوق و عزت الرشق وحسام بدران.

ويجري الوفد مشاورات في غزة مع إسماعيل هنية، وباقي أعضاء قيادة حماس حول ما تم بحثه مع وزير المخابرات المصرية، عباس كامل، فيما يتعلق بملفات المصالحة والتهدئة والمبادرات الإنسانية لمعالجة ما تواجهه غزة من صعوبات.

وقبيل وصول الوفد قال المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم ان "الوفد سيجري مشاورات حول قضايا تهم شعبنا الفلسطيني وعلى رأسها تحقيق الوحدة الوطنية والمصالحة وإنهاء حصار غزة".

ووجّه برهوم، شكره لـ"الجهود التي بُذلت –وما زالت- من أجل إنهاء الحصار عن غزة، خصوصًا الجهود المصرية، في التخفيف عن أبناء الشعب الفلسطيني والوصول للمصالحة على قاعدة تطبيق ما تم الاتفاق عليه مسبقًا".

وأكد حرص حركته "على وحدة الشعب وإنجاح كل الجهود وعلى رأسها الجهود المصرية في تحقيق المصالحة على قاعدة الشراكة الوطنية والاتفاقات السابقة خصوصًا اتفاق القاهرة 2011 ومخرجات لقاء بيروت 2017".

وبيّن أن رغبة حماس تتمثل "بالوصول مع الفصائل كافة إلى نظام سياسي واحد يشمل الكل الوطني".

وهذه المرة الأولى منذ سنوات التي يتمكن فيها وفد من قيادة "حماس" في الخارج من الوصول إلى غزة، فيما بدا رسالة لتحسّن العلاقة مع مصر.

ويرى بعض المحللين في الشوون السياسية أن وصول وفد حركة حماس من خارج فلسطين برئاسة نائب رئيس الحركة صالح العاروري قطاع غزة يعطي مؤشرات واضحة إلى اقتراب الحركة من حسم بعض الملفات المهمة على الصعيد الفلسطيني، مثل المصالحة والتهدئة والعروض السياسية التي قدمها المبعوث الأممي نيكولاي ميلادينوف.​

ويربط المحللون وصول الوفد إلى قطاع غزة، بإلغاء رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، يوم الخميس، زيارته المقررة إلى كولومبيا الأسبوع المقبل لحضور اجتماع "الكابينت" بشأن قطاع غزة، ملمحين لوجود صفقة قد تكون اقتربت من الإعلان.

ويقول الكاتب والمحلل السياسي مأمون أبو عامر، ان "دخول الوفد القيادي من حماس للاجتماع في غزة بضمانات إسرائيلية بعدم التعرض لأحد من الوفد، في الوقت الذي يلغي فيه نتنياهو زيارته لكولومبيا من أجل ترأس اجتماع المجلس الوزاري المصغر يوم الأحد قبل موعده بيوم واحد يعطي الانطباع بأننا أمام حدث كبير"حسبما افادت موقع فلسطين اليوم

ويضيف الكاتب أبو عامر "ربما يترجم الحدث الكبير لصفقة قد تبدو بعض معالمها واضحة الآن".

ويرى أبو عامر أن "هناك ملفات تحتاج إلى حسم وهذه مهمة الوفد ".

في السياق، قال الكاتب والمحرر السياسي الأخبار في فضائية فلسطين اليوم د. ثابت العمور "إن المشهد الفلسطيني يشهد حراكاً غير مسبوق، برعاية مصرية ودولية من أجل إتمام المصالحة وإنهاء الانقسام".

وأوضح العمور خلال النشرة الإخبارية "أن ما يجري من حراك سياسي ومباحثات بين حركتي فتح وحماس في العاصمة المصرية القاهرة، يؤكد أننا أمام ما هو أعمق وأكبر من المصالحة الفلسطينية".

ويرى المحلل السياسي، "أن وصول كلاً من نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري إلى جانب القيادي فيها موسى أبو مرزوق إلى قطاع غزة، يُشير إلى قُرب إتمام صفقة تبادل للأسرى، يليها الإعلان عن إبرام تهدئة مع الاحتلال، وصولاً لاتفاق يُفضي بإتمام المصالحة الفلسطينية " حسبما افاد موقع فلسطين اليوم.

وبين العمور أن "المؤشرات الواضحة من وصول وفد حركة حماس بالخارج لغزة، تُظهر أن جزءاً كبيراً من الزيارة سيتعلق بالحديث عن « هدنة » وقد تكون طويلة الأمد، وذلك من خلال إتاحة الفرصة لحركة حماس ولأول مرة من عقد اجتماع لمكتبها السياسي في الداخل والخارج، ما يدلل على أن المشهد الفلسطيني يشهد حراكاً غير مسبوق".

وتابع: لو كان الامر يتعلق بالمصالحة الفلسطينية تحديداً لتم الأمر في العاصمة المصرية القاهرة دون أن يصل الوفد الثلاثي الرفيع وبهذه التركيبة لقطاع غزة"، مشيراً إلى أنَّه من الأسهل توجه رئيس المكتب السياسي لـ «حماس» اسماعيل هنية وقائد الحركة في غزة يحيي السنوار إلى القاهرة للقاء المخابرات المصرية ولقاء وفد فتح هناك، لكن ترتيبات الزيارة للداخل جاءت بضمانات وتنسيق مصري ودولي من خلال مندوب الأمم المتحدة في المنطقة نيكولاي ميلادينوف بعدم التعرض لــ «العاروري»، والذي يُصنف كرقم ضمن قائمة يضعها الاحتلال للاغتيال.

وشارك أعضاء المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج كافة لأول مرة، في مسيرات العودة وكسر الحصار في مخيمات العودة شرق قطاع غزة مساء اليوم الجمعة.

وأكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج حسام بدران، أن حركته وأبناء الشعب الفلسطيني كافة لن يرفع الراية البيضاء ولن يستسلم رغم ما تتعرض له القضية الفلسطينية من مؤامرات تحاك ضدها.

وقال بدران خلال كلمة له أمام الجماهير المنتفضة في مسيرة العودة وكسر الحصار في مخيم ملكة شرق مدينة غزة: "إن فلسطين التي نعرفها ويعرفها الجميع هي من البحر إلى النهر غير منقوصة شبرا واحدا".

وأوضح، أن الحركة تريد في هذه المرحلة كسر الحصار عن قطاع غزة مرة واحدة وإلى الأبد قائلاً: "سندفع كل ما يلزم من تضحيات وسنؤذي الاحتلال وسنفضحه أمام العالم حتى يجبر على رفع الحصار".

وشدد على أن مسيرات العودة هي درس من الفلسطينيين للعالم أجمع، وكافة مراحل القضية الفلسطينية هي محطات عز يتعلم منها كل الأحرار في العالم.

ومن جهته قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج عزت الرشق: "إن الحركة ستدافع عن أبناء شعبنا في قطاع غزة مهما كلفها ذلك من ثمن، فسلاحنا الحقيقي هو الشعب الفلسطيني والإرادة التي يمتلكها وليست السلاح والانفاق فقط".

وأضاف الرشق خلال كلمة له أمام الجماهير المنتفضة في مسيرة العودة وكسر الحصار شرق مخيم البريج وسط قطاع غزة: "نحن حريصون كل الحرص على تجنيب شعبنا الحروب، ومقاومتنا يدها على الزناد"، مؤكداً أن الدم الفلسطيني الذي سقط في مسيرات العودة وفي القدس والضفة يدلل على وحدة الضفة وغزة والقدس والداخل والشتات".

وفيما يتعلق بملف المصالحة قال الرشق: "شعبنا يصر على انجاز الوحدة على قاعدة الشراكة الوطنية، فكلنا نريد تحمل أعباء الوطن والمصالحة لا تعني استبدال طرف مكان طرف".