ادلب... المعركة المحسومة!

ادلب... المعركة المحسومة!
الجمعة ٠٣ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:٣١ بتوقيت غرينتش

رغم الدعم المالي و اللوجيستي الذي لاقته الجماعات المسلحة في سوريا عامة وفي ادلب خاصة لكن بسالة الجيش السوري والقوات الرديفة بددت كل الاحلام لخلق فوضى تضيع سوريا الى الابد.

العالم- سوريا

والدليل على ذلك ان الجماعات المسلحة تحارب كل من يريد الفرار منها لمعرفته انه النصر حليف طبيعي للجيش السوري حيث قام تنظيم "جبهة النصرة" الإرهابي في إدلب عمليات ملاحقة وتصفية كل من يسعى للمصالحة مع الدولة السورية، ويأتي ذلك بالتوازي مع ازدياد الحديث عن حشود عسكرية للجيش السوري على محاور إدلب.

افاد شهود عيان في إدلب أن "جبهة النصرة" قامت بإعدام 12 شخصا ذبحا على محور جبل التركمان في ريف اللاذقية الشمال الشرقي المحاذي لريف إدلب الغربي، وأن الأشخاص الذين تم إعدامهم كانوا يحاولون تسليم أنفسهم للجيش السوري، بهدف التسوية التي تم الإعلان عنها من قبل الحكومة السورية.


وقال احد الشهود من إدلب إن الكثير من سكان المدينة يريدون الانخراط في التسوية مع الدولة السورية لكن “النصرة” لا تسمح لهم، وتقوم باعتقالهم ومن ثم إعدامهم.

وألقت مايسمى بـ"هيئة تحرير الشام" (جبهة النصرة) خلال الأيام الأخيرة، في عدة بلدات في محافظة إدلب شمالي سوريا، القبض على عشرات المدنيين واقتادتهم إلى أماكن مجهولة بتهمة التواصل مع الحكومة السورية، ومركز المصالحة الروسي والسعي لترتيب مصالحات وتسويات في مناطق مختلفة من ريف محافظة إدلب السورية، كما ألقت القبض على وجهاء من الريف الجنوبي للمحافظة بتهمة الاجتماع مع ممثلين عن مركز المصالحة الروسي للتحضير لمصالحات تشمل مناطقهم وبلداتهم.

وشهدت إدلب خلال الأيام الأخيرة ايضا حملة اغتيالات طالت “أمراء” وقياديين بارزين في تنظيم “هيئة تحرير الشام”، من بينهم “أبو همام اللاذقاني” القائد العسكري للهيئة في ريف اللاذقية الشمالي والقائد التدريب العسكري لدى الهيئة “أبو إسلام الأوزبكي” والقيادي “أبو بكر المصري”.
في نفس السيق أكدت المصادر أن الأيام الأخيرة شهدت فرار أعداد كبيرة من مسلحي الهيئة باتجاه الحدود التركية خوفا من المعركة التي يلوح بها الجيش السوري لتحرير محافظة إدلب.


ويقول الكاتب عبد الباري عطوان ان " أنّه لاتوجد ادلب إدلب أُخرى لإرسال المُعارِضين الرافضين لتَسوِيَة أوضاعِهم مع الجيش السوري إليها، وأنّه لا يُوجَد أمام هؤلاء إلا أحد خيارين، إمّا القِتال حتى المَوت، أو عُبور الحُدود التركيّة المُغلَقة ومُواجَهة الموت أيضًا برصاص القُوّات التركيّة الحامِية لها، أي أنّ المَوت في انتظارِهما في الحالين".

ويعتقد عبد الباري عطوان ان تركيا تُواجِه مأزَقًا خَطيرًا جدًّا أيضًا في إدلب، فإمّا أن تتصدّى لأيِّ هُجومٍ سُوريٍّ روسيٍّ لاستعادَة السيطرة عليها، وفي هذه الحالة قد تَخسَر حليفها الروسي، وهذا مُستَبعد، أو فتح حُدودها أمام ثلاثة ملايين من مُواطِني المُحافظة الذين يُريدون الهُروب".ويعتقد عبد الباري ان الرئيس التركي رجب طيب  أردوغان  سيتخلص من مسلحي النصرة قائلا:" الرئيس اردوغان لا يُريد لاجِئًا سُوريًّا واحِدًا جَديدًا على أرضِ بلاده، ويَتطلَّع إلى التَّخلُّص من 3.5 مِليون لاجِئ بإعادَتِهم إلى بلادِهم، ولذلك ربّما يكون الأكثَر حِرصًا على تَصفِية مُقاتِلي هيئة تحرير الشام (النصرة) على أيدي الجبهة الجديدة التي أشرَفت مُخابراته على تأسيسها ".

هذا وكثف الجيش السوري منذ منتصف شهر تموز يوليو الحالي استهدافاته النارية لمواقع "جبهة النصرة" والمقاتلين "التركستانيين"مستخدما مختلف صنوف الأسلحة مع محاولات التصعيد التي شهدتها الجبهتين الشمالية والشمالية الشرقية لريف "اللاذقية"، حيث سعى المسلحون لخرق نقاط التماس مستغلين المراقبة والتغطية النارية التركية لتأمين تحركاتهم.

كل الشواهد تقول ان سوريا لم يبق لها الكثير لاستعادة اراضيها التي استولى عليها المسلحون اثر اندلاع الازمة وعلى المسلحين الانصياع الى الامر الواقع وتسوية اوضاعهم قبل فوات الاوان.