الإحتلال الإماراتي في عدن والتحرك الشعبي ​​​​​​​

الإحتلال الإماراتي في عدن والتحرك الشعبي ​​​​​​​
الإثنين ٠٦ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:١٩ بتوقيت غرينتش

منذ سيطرة قوى الغزو والاحتلال الإماراتي السعودي على المحافظات الجنوبية والشرقية اليمنية, ورغم مزاعم التحرير التي يتغنى بها إعلام العدوان لكن الكل هناك تحت سوط العذاب, لا مفر من الموت ولا نجاه من السياط الحار, فوضى أمنية عارمة تجتاحها والكل في دائرة الإستهداف, لم يقدم لهم الاحتلال مشاتل الورود, وإنما ثلاجات الموتى..!

العالم اليمن

مفهوم التحرر بالطريقة الإماراتية السعودية الامريكية

ورغم انخداع أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية بإعلام الإحتلال لم تكتف الامارات بالتخلص من ابناء الجنوب عبر الزج بهم في معارك الموت التي قضت على اكثر من ثلاثة آلاف منهم خلال الاشهر الماضية في عدد من محاور وجبهات القتال الداخلية وفيما وراء الحدود أبرزها في جبهة الساحل الغربي، بل يعمد الى تصفيتهم بالاغتيالات ، وارتكابه جرائم اختطاف النساء واغتصابهن واغتصاب السجناء في سجونه السرية ليكشف بعد ثلاثة اعوام من الاحتلال مفهوم التحرر لكن بالطريقة الإماراتية السعودية الامريكية.

اليوم، يعيش العدنيون أوضاع أمنية وإقتصادية صعبة لاسيّما في ظل تواجد العديد من المرتزقة على الأراضي الجنوبية، إلا أن حرب التصفية والإغتيالات التي ترتفع وتيرتها مع إستمرار العدوان، قد تنتقل إلى المواجهة الكبرى بين مختلف المحاور والتي سيكون الحراك الجنوبي خاسرها الأكبر.

"إننا نذبح بصمت"

“إننا نذبح بصمت”، عبارةٌ يردّدها العدنيون في ظل واقعهم المزري بسبب العدوان الذي يستهدفهم بصمت على العكس من المحافظات الآخرى، فقد غدا سكّان عدن بين مطرقة القاعدة وداعش وحزب الإصلاح وسندان الإمارات والسعودية ومرتزقة هادي فالاغتيالات في عدن متكررة والقاتل مجهول..!

كل محافظة من محافظات الجنوب تتحكم بها فئة

واعتبر القيادي في الحراك الجنوبي ، رئيس حزب التجمع الوحدوي في حضرموت ناصر باقز قوز، ان الظروف التي تمر بها محافظات الجنوب بانها ظروف استثنائية امنية، خلط اوراق، فوضى، عبودية، ورعب غير مسبوق.

وقال باقز قوز انه لا توجد دولة، كل محافظة من محافظات الجنوب تتحكم بها فئة، في حضرموت يتحكم بها الاماراتي، وفي عدن يتحكم بها مجموعة من قطر واخرى من الامارات، مشيراً الى ان هذه الظروف لم نراها سابقاً الا في هذه المرحلة.

واضاف، ان السبب الرئيسي لهذه الفوضى غير المسبوقة هو تعدد الاجهزة الامنية وتفشي الميليشيات والعصابات المسلحة، مؤكداً ان كل فصيل يتبع جهة معينة، مثلاً الامارات عندها اكثر من فصيل، مجموعة الرئيس المستقيل هادي، مجموعة الحزام الاخضر، ومجموعة الاصلاح، مشيراً الى ان هذا التعدد للعصابات والميليشيات المسلحة وفرت غطاءاً للعمليات الارهابية.

واوضح، كنا نشاهد مثل هذه العمليات لكننا لم نشاهد اغتيال ائمة المساجد الا في هذه الفترة، حيث كان سابقاً يتم اغتيال العسكريين والقيادات في الحراك الجنوبي.

واكد ان وراء هذه الاغتيالات تعود لصالح عدة جهات، مثلاً اغتيال ائمة المساجد تعود لمصلحة الاماراتيين لان معظم الائمة يرفضون تواجدهم، كما تم اغتيال قيادات الحراك لانها تختلف مع الرئيس اليمني المستقيل هادي، واغتالوا قيادات عسكرية لانها مختلفين مع تنظيم القاعدة.

أهداف الإمارات في اليمن

تندرج أهداف الإمارات في اليمن في قائمة الأهداف الاقتصادية الخالصة، فهي ترمي بكل وجودها وثقلها للسيطرة على القرار اليمني من خلال الرئيس الفار لمنحها ما تريده من تلك الأهداف المتمثلة في الجزر والموانئ وشركات النفط والغاز بقرارات سياسية، وبالتوازي مع ذلك تسعى لإحكام قبضتها على السلطات الجنوبية وقياداتها، والوجود العسكري على الأرض بجنودها أو مرتزقتها الذين يأتمرون بأمرها ويخلصون في ولائها، لكنها اليوم تعاني الأمرّين في استمرار هذه السيطرة بعد تمرّد المدعو هادي على تنفيذ أجندتها من جهة، وتمرد الحاضنة الشعبية الجنوبية وانتفاضها في وجهها مطالبة برحيلها، وبين ذا وذاك تتآكل جبهتها في الساحل الغربي نتيجة الخلافات الحادة بين فصائلها، وتزداد الضغوط الدولية لكشف انتهاكاتها وممارستها بحق اليمنيين في السجون السرية والمعتقلات، ووسط هذه المعمعة المعقدة والمتاهة المظلمة تجد أبو ظبي نفسها مسؤولة عن حماية كيانها السياسي والاقتصادي بعد أن طالته لسعات الدبور اليمني المسيّر، ومجبرة لإعادة حساباتها من التطورات الأخيرة التي جعلت أهدافها الاقتصادية الخارجية على حساب اقتصادها الداخلي، وستكون تبعات تلك التهديدات وخيمة جداً على الاستثمارات والأسواق والشركات والبورصات التي تشكل جميعها العصب الحي للاقتصاد الإماراتي.

المسؤول الأول والمباشر عن الانفلات الأمني في مدن الجنوب

أمنياً، تعدّ الإمارات المسؤول الأول والمباشر عن الانفلات الأمني في مدن الجنوب اليمني، والمتهم الأول في عمليات الاغتيالات التي طالت رجال الدين وتطورت لقيادات أمنية رفيعة، الأمر الذي دعا بـ "هادي" إلى المجاهرة باتهام الإمارات بالوقوف وراء هذه العمليات في حديث متلفز كشف فيه الفوضى العارمة التي تجتاح مؤسسات عدن والجنوب، والفساد المالي والإداري والأمني الذي يكبل صلاحياتها، وهو ما ردت عليه الإمارات باغتيال الضابط مقيريح رئيس استخبارات مطار عدن بعد ساعات من ذلك الحديث وكأنها تقول من لا يستطيع حماية نفسه ليس بإمكانه حماية مدينة ووطن، وأن صوت الاستخبارات الإماراتية هو الأعلى وإن تشكّلت ديكورات يمنية مشابهة تحمل نفس الصفة، وعلى وتر الخلافات الداخلية التي تعصف بأدوات العدوان وصلت خلافات منصور هادي مع رئيس حكومته إلى ذروتها مع تهديد كل طرف بكشف أوراق الآخر وفضح فساده ومؤامراته وتحايله المزدوج على دول العدوان وعلى الجنوبيين، ويتهم هادي رئيس حكومته بالولاء المطلق لدولة الإمارات ولنجل صالح المقيم في الإمارات، ويسعى لاختيار شخصية بديلة ترضى عنها الرياض وأبو ظبي على حدٍ سواء لشغل منصب رئيس الحكومة على أعتاب المرحلة الجديدة التي قد تشهد حلاً سياسياً يقوده المبعوث الأممي إلى اليمن "مارتن غريفيث".

انتفاضة شعبية ضد الإحتلال الإماراتي في عدن

وخرج الآلاف في عدد من مديريات مدينة عدن اول امس السبت، في انتفاضة شعبية ضد قوى العدوان والاحتلال وحكومة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، مطالبين بطرد الاحتلال الإماراتي من المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلة وتطهيرها من دنس الغزاة.

إلى ذلك دعا ممثل «الانتقالي» في أوروبا، أحمد عمر بن فريد، إلى مساندة «الانتفاضة» محملاً حكومة الفار هادي ما تشهده عدن من تدهور على المستويين المعيشي والأمني، قائلاً: «حينما يموت الناس جوعاً، ولا يجدون كهرباء أو ماء أو صحة، ويكون الحصول على السلع الضرورية مستحيلاً، وحينما يعم الفساد الأرض وتتحول الحكومة إلى مجموعة لصوص، فلا يمكن أن يتغير هذا الوضع المعيب والمخجل إلا بانتفاضة شعبية جنوبية، توضع فيها النقاط على الحروف وينتهي العبث بمصير هذا الشعب».

وتفاعل نشطاء وإعلاميون على صفحات التواصل الاجتماعي مع التظاهرات، حيث حمل رئيس تحرير صحيفة «عدن الغد» الصحافي فتحي بن لزرق، في منشور على صفحته على موقع التواصل الإجتماعي "فيسبوك"، مسؤولية تردي الأوضاع في عدن إلى ما أسماه بـ"التحالف العربي، وحكومة الفار هادي ، والمجلس الانتقالي الموالي للإمارات"، داعياً إلى «ثورة ضد تلك القوى الثلاث».

ويربط محللون بين التحرك الشعبي في مدينة عدن، وبين تلك التظاهرات التي خرجت في سقطرى، والمهرة قبل أشهر، على أن الرابط بين تلك التحركات هو الرفض الشعبي المتصاعد في الجنوب ضد سياسات قوى الغزو والاحتلال خاصة وأن الجنوب دخل مرحلة فوضى شملت كل مناحي الحياة، منذ سيطرة الإحتلال الإماراتي على الجنوب قبل أكثر من ثلاث سنوات، الأمر الذي يقود الشارع، برأي محللين، إلى انتفاضة لطرد الاحتلال من مدن الجنوب.