موسى ابو مرزوق في حوار خاص مع قناة العالم..

ايران تدافع عن المظلومين وحصارها لمصلحة "اسرائيل"

ايران تدافع عن المظلومين وحصارها لمصلحة
الإثنين ٠٦ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٩:٠١ بتوقيت غرينتش

أجرى مراسل قناة العالم الاخبارية من فلسطين المحتلة الزميل فارس الصرفندي مقابلة مع الدكتور موسى ابو مرزوق عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية "حماس".

العالم - خاص بالعالم

وخلال المقابلة تطرق ابو مرزوق الى العديد من المحاور منها ما يخص الساحة الفلسطينية وبالخصوص سلاح المقاومة وصفقة ترامب ومنها ما يخص الوضع الاقليمي والمتغريات في المنطقة.

نتابع معا:

سيد ابو مرزوق دعنا نبدأ بموضوع صفقة ترامب .. اليوم كيف تنظر حركة حماس لهذه الصفقة وما هي المحاذير من هذه الصفقة برأيك؟

صفقة ترامب هي خطة أمريكية باللسان ومن ناحية عملية هي وجهة نظر إسرائيلية بحتة في حل النزاع العربي الإسرائيلي بجملته سواء كان هذا النزاع في إطاره الفلسطيني والمتعلق بالقضايا الجوهرية التي بقيت عالقة حتى اللحظة ومؤجلة سنين وهي قضايا الحل النهائي أو البيئة الحاضنة للقضية الفلسطينية في إطارها العربي  ومحاولة تغيير وجهتها سواء كانت العلاقة مع "إسرائيل" أو لتغيير العداوات الموجودة في المنطقة ما بين العرب و"إسرائيل" كعدو مركزي واستهداف أعداء جدد كالجمهورية الإسلامية في إيران وصناعة احلاف حتى في مواجهة ايران في حين ان الاحلاف التي كانت في مواجهة العدو يتم تكسيرها ويتم بناء تحالفات في مواجهة ايران ..

اما كيف نرى هذه الصفقة في إطارها الوطني بلا شك الصفقة لا يمكن أن تنجح إن بقي الفلسيطني متمسكاً بحقوقه وقاوم هذه الصفقة لكن شرط ذلك أن ينتهي الانقسام ونحن منقسمون صعب أن ننجز هذه المهمة، نحن نعرف ان وطأة الامريكان وتدخلهم في القضية الفلسطينية له عواقب مستقبلية ضخمة وإشاراتها واضحة سواء كان في قضية القدس على سبيل المثال فالقدس سواء بنقل السفارة أو الاعتراف بأنها عاصمة للدولة اليهودية هو كسر لكل قوانين الأمم المتحدة والجمعية العامة للامم المتحدة ومخالفة لكل التوجهات العالمية من أجل هذا الهدف بلا شك هذا أمر خطير ويفرض وقائع جديدة على الأرض .. بالاضافة لقضية اللاجئين وهي قضية متفجرة وخطيرة للغاية لأن إنهاء موضوع اللاجئين أكبر دليل على الجريمة التاريخية التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني لأنه ما زال على حدود الوطن منتظر يوم العودة بالملايين الذين أصبحوا يعيشوا في المخيمات ينتظرون العودة فحينما يتم الغاء هذه القضية سواء كان بالغاء وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الانروا واقفال مدارسهم ومستشفياتهم وطرد العمالة الموجودة وهي بالالاف بلا شك هذا يعمل ارباك كبير في المجتمع الفلسطيني ويساهم مساهمة سلبية في الحفاظ على حق العودة وقضية اللاجئين لانه ليس منفصلا عن موضوع تخفيض الميزاينات والضغط على الدول العربية من اجل استيعاب الفلسطينيين او إيجاد بيئات أخرى ينتقلوا اليها مرحبة وبالتالي تنتهي القصة بتوزيع اللاجئين في اماكن مختلفة وقد راينا اللاجئين الفلسطينيين في العراق ذهبوا إلى امريكا اللاتينية وفي سوريا تفرقوا بالآفاق نصفهم تفرق، وكذلك لبنان لا يوجد فيها الا 173 الف لاجئ فلسطيني وقبل ذلك كانوا 450 الف لاجئ فلسطيني ذهبوا الى أوروبا الغربية وكندا واستراليا وكثير من البلاد .. ولذلك اقول أن موضوع اللاجئين والخطة الأمريكية الضاغطة على الدول العربية من جهة وعلى الأنروا والأمم المتحدة من جهة أخرى هي خطة جهنمية لإقفال ملف العودة  والقضية الثالثة تتعلق بقانون يهودية الدولة ودعوة الامم المتحدة لهذا الامر ودعوة كثير من الدول للاعتراف بيهودية الدولة هو أمر في منتهى الخطورة .. الاستيطان اليوم بهذا الشكل لا يمكن انتزاعه من الضفة الغربية بل الان سيتم العمل ليكون ذو قيمة دينية من أجل توسيعه أكثر وبالتالي أكبر خطر يواجه مستقبل الضفة الغربية هو الاستيطان ولذلك اقول ايضا ان الخطة متعدية إلى هذا الموضوع بشكل كبير  وأيضا المشكلة أن الظهير الأساسي من الدول العربية تتجه نحو التصالح مع "إسرائيل" لأن المصالحة مع "إسرائيل" قد تكون بوابة لأمريكا لتثبيت بعض الأنظمة لكن في النهاية "إسرائيل" كبوابة لا تستطيع أن تفرض واقع على الأرض بهذا الشكل والخاسر سيكون هو الفلسطينيين ولذلك نرى أن هذه الخطة خطة خطيرة حتى وإن كانت في بداياتها.

برأيك هل هناك محاولة لصناعة منظومة جديدة في الشرق الأوسط عنوانها أن العدو المركزي لم يعد "إسرائيل"؟

نعم هذه ليست جديدة وتشكيل الحلف الذي أسموه إسلامي كمنظومة لمواجهة إيران لم يكن إلا لهذا الغرض وفي اعتقادي لولا الحياء لكانت "إسرائيل" أحد أعضاء هذا الحلف هذا من جانب .. أما الجانب الثاني أخذوا ذريعة الملف النووي والآن هناك خطط لضرب إسيران بأي صورة من الصور ولا يختلف العمل العسكري عن الحصار لأن الحصار سيحرم إيران من مقدراتها حيث لا يستطيعوا حتى أن يقدموا لشعبهم المساعدة .. الحصار وتوقيتاته والمساعي الأمريكية كلها خدمة لإسرائيل وبالتالي نعم هناك توجه أمريكي لصناعة أعداء حقيقين لإيران ويجب ان تنتبه كل دول المنطقة لأن القضية قضية خطيرة للغاية .. العدو المركزي هو من هجر شعبنا واغتصب أرضنا وانتهك حرماتنا ولا زال الأقصى شاهد على كل الجرائم التي يرتكبها العدوة الصهيوني وبالتالي يجب أن ن

علم تماما أن ليس لنا عدو في الأمة غير العدو الإسرائيلي ويجب أن نحل مشاكلنا جميعها بالطرق السياسية والتفاهم زأن لا يكون هناك أي نوع من استخدام السلاح سواء في المشاكل بين اشلعب نفسه أو الخلافات البينية بين الدول حتى نستطيع أن نجرد هذه المنطقة من الكثير من الويلات التي ما زلنا نعيشها في أكثر من بلد.

هل تحسنت علاقة حركة حماس مع إيران في الأونة الأخيرة وهل نستطيع أن نقول أن العلاقات عادت إلى ما كانت عليه قبل الأزمة السورية؟

أنا باعتقادي أن العلاقات طبيعية مع الجمهورية الإسلامية ولا يوجد أي مشاكل من حيث الأساس ووجهات النظر السياسية حول مختلف القضايا هذه ليست التي تحكم العلاقة بيننا .. ما يحكم العلاقة بيننا أن هناك شعب مظلوم وهناك من يقف بجوار هذا الشعب المظلوم وان هناك عدوان على هذا الشعب وإيران موقفها واضح من هذا الجانب بأنها تقف إلى جانب الشعب المظلوم فلي مواجهة العدو الصهيوني وبالتالي هذه المسألة ثابتة من ثوابت العلاقة بيننا وإيران لا زالت علاقتنا معها جيدة وتنمو بصورة مضطردة.

هل تخشون من أن يكون الحلف المقبل الذي تحاول الولايات المتحدة صناعته الهدف منه الضغط على المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة لإنهائها؟

الخطة الأمريكية في التعامل مع قطاع غزة ليست المواجهة العسكرية ولا استخدام أحلاف عربية في مواجهة الفلسطينيين .. الخطة الأمريكية في الوقت الحالي نابعة من وجهة نظر إسرائيلية في التعامل مع قطاع غزة .. فأمريكا لا زالت تضع حماس كحركة إرهابية وتلاحقها وتلاحق تمويلها وتلاحقها في كل القارات وأمريكا أيضاً مع "إسرائيل" في كل مواقفها سواء كان في الحصار على قطاع غزة أو تبرير كل جرائم "إسرائيل" في قطاع غزة .. يجب أن نعلم أن أمريكا في صفقة ترامب التي تتكلم عها تحاول أن تجعل من غزة قاعدة للدولة الفلسطينية المستقبلية حتى يحاولوا خدمة المصالح الإسرائيلية في مساعدتهم في ابتلاع الضفة الغربية أو في فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة ما سيؤثر سلبا وبشكل كبير على وضع الضفة وغزة والتلاحم بينهما .. نحن نجتهد كثيرا من أجل مساعدة أهلنا وانقاذ أهلنا من وضعهم المأساوي في غزة من دون أن لا نخدم الخطة الأمريكية في أي حال من الأحوال وعلى السلطة الفلسيطنية أن تعرف أن بوابة العقوبات التي صنعوها في قطاع غزة من الممكن أن تكون مدمرة للقضية الفلسطينية .. على السلطة العمل على إنهاء هذه الإجراءات العقابية وأن يبعثوا الحياة إلى سكان قطاع غزة من خلال القيام بمسؤولياتهم تجاه القطاع وأعتقد أن هناك الكثير من الظلم الواقع على غزة ومن غير المقبول ان تجبي السلطة الضرائب في غزة وفي نفس الوقت تنفقها في أماكن أخرى .. من الظلم الشديد أن يتم تخفيض الرواتب في قطاع غزة دون الضفة الغربية، ومن الظلم الشديد أن يعيش قطاع غزة في ظلام دامس هذا وضع غير إنساني يجب أن يتغير ويتم تعديله.

هل حركة حماس مستعدة لتقديم تنازلات من أجل الوصول لمصالحة حقيقية؟

حركة حماس قدمت كل ما تستطيع تقديمه ونحن مستعدون أن نخدم شعبنا بعيوننا بمعنى أنه لا يوجد شيء بأيدينا والشعب بحاجة له إلا وسنقدمه .. حركة حماس في الإطار الوطني تقدم كل شيء فيه مصلحة وطنية على المصلحة الذاتية بأي صورة من الصور.. نحن لا نريد إلا أن يكون هناك إعادة بناء للبيت الفلسطيني ومشاركة حقيقية لكل مقومات الشعب الفلسطيني في هذا الإطار ونحن نريد فعلاً أن نصل إلى حكومة واحدة وسلطة واحدة وقانون واحد نحتكم إليه جميعاً وانا أعرف تماماً أن السلطة لها مسألتان دائما تحتكرهما في الشعوب وهما سلطة القضاء وسلطة السلاح ونحن مع سلاح واحد في السلطة الواحد في كل ما يتعلق بإدارة شؤونها ومع قضاء واحد في الحكم بين الناس لكن بلا شك سلاح المقاومة سلاح مقدس لا نضعه في هذا الإطار على الإطلاق وسلاح المقاومة سلاح مقدس يجب الحفاظ وتنميته وكل العبارات التي تنقل هنا وهناك يجب أن تقيد بمصلحة الفلسطينيين ومستقبلهم وأن لا يُعبث أبداً بعبارات لمجرد التسلية السياسية المتعلقة بالمقاومة.  

هل تجرأ أحد وطلب منكم أن تسلموا سلاحكم؟

طرح عشرات المرات طرح أنه لا بد من سلاح واحد وعلى حد تعبير أبو مازن قال أنه لا يريد إلا سلاحا واحداً وأنه لا يريد نموذج مثل نموذج حزب الله في غزة والكثير من العبارات التي تنم عن أن سلاح المقاومة هذا لا بد أن يُصادر .. باختصار شديد جداً هذا الموضوع وفي كل اتفاقياتنا مع السلطة كنا نقوم بتجنيب هذا الموضوع ولا نجعله مكانا للطرح ولا يمكن أن يكون هناك حوار حول سلاح المقاومة ما دام الاحتلال موجودا لأن هذا السلاح موجه للاحتلال وليس للفلسطينيين .. وبالتالي يجب أن يعزل سلاح المقاومة عن السلام الموجود بأيدي الشرطة لتنفيذ القانون.

حاوره فارس الصرفندي