العالم يقف ضد الحظر على ايران

العالم يقف ضد الحظر على ايران
الثلاثاء ٠٧ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٧:٠٠ بتوقيت غرينتش

الرئيس الاميركي المثير للجدل دونالد ترامب يعتقد بانه عن فرض ضغوط على ايران يمكن ان يجبرها للانصياع الى املائته لكنه يبدو انه لم يقرا التاريخ جيدا ولم يعرف شيئا عن الشعب الايراني العظيم.

العالم- ايران

الثلاثاء هو الموعد الرسمي لسريان الجزء الاول من الحظر الاميركي ضد ايران على اثر الانسحاب الاحادي الاميركي من الاتفاق النووي، هذا الاتفاق الذي رحبت به جميع المحافل الدولية و التي اكدت بعد ذلك على ان ايران التزمت به هذا ما اكد عليه المنظمة الدولية للطاقة الذرية في كل تقاريرها.
كما نعلم جميعا ان الانسحاب الاميركي لم يلقى دعما من الدول  المشاركة في الاتفاق ودول العالم الا الكيان الاسرائيلي الغاصب للاراضي الفلسطينية موقفه معروف فهو ربيب اميركا، وبعض الدول الخليج الفارسي التي قبلت على نفسها دور "البقرة الحلوب" كما نعتها ترامب.
لذلك كان الرد الدولي داعما لايران فها هي الشركات الصينية تقول انها لا تلتزم بالحظر ألاحادي المفروض من قبل أميركا علي إيران.
وقالت صحيفة "جلوبال تايمز" التابعة للحزب الحاكم في الصين اليوم الثلاثاء، ان الشركات الصينية ستستخدم اليوان الصيني في معاملاتها مع إيران، بدلا من الدولار واليورو. 
كما اكد استاذ جامعة بكين و مدير فرع التجارة الدولية في معهد علوم الاجتماع "تشينغي سو" ان اقتصاد ايران سيتجاوز العقوبات الامريكية بأقل المشاكل.
واضاف سو  انه و رغم انسحاب امريكا الاحادي من الاتفاق النووي وفرض العقوبات علی ايران لم تترك العقوبات تاثيرا يذكر علی العلاقات الاقتصادية بين ايران و دول العالم كون العقوبات احادية و لم تلق قبول المجتمع الدولي.


وصرح بان العديد من دول العالم بما فيها الدول الاوروبية و الصين و روسيا لم توقف علاقاتها الاقتصادية مع ايران فحسب بل بادرت الی تعزيزها بعد فرض العقوبات عليها.
هذا فيما أكدت مفوضة الاتحاد الأوروبي للعلاقات الخارجية فيدريكا موغيريني، أن الاتحاد يعتزم تشجيع الشركات التي ستوسع التجارة مع إيران بعد إعادة فرض الحظر الأمريكي عليها.
وشددت موغيريني على أن حق تحديد الأطراف التي تريد أوروبا التجارة معها يعود للأوروبيين أنفسهم، وأضافت: " سنبذل قصارى جهدنا لإبقاء إيران في الاتفاق النووي، كي يستفيد الشعب الإيراني اقتصاديا من هذا الاتفاق، لأننا نعتقد أن هذا يخدم المصالح الأمنية ليس لمنطقتنا فحسب، بل للعالم أجمع".
وقالت: "نشجع الشركات الصغيرة والمتوسطة على وجه الخصوص، على زيادة الأعمال التجارية مع إيران، باعتبار ذلك جزءا مما يمثل أولوية أمنية بالنسبة لنا"، موضحة أن التجارة جزء لا يتجزأ من الاتفاق النووي.


ومن بريطانيا،قال وزير الدولة بوزارة الخارجية البريطانية "اليستير بيرت" إنه يمكن حماية الشركات الأوروبية من اجراءات الحظر الأميركية الجديدة على إيران من خلال تشريع الاتحاد الأوروبي.


روسيا ايضا التي شعرت بخيبة امل إزاء خطوات واشنطن لإعادة فرض العقوبات على طهران، أدانت وزارة خارجيتها هذه الحظر أحادي ضد إيران دون قرار من مجلس الأمن.

واكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان لها ان التجارب اثبتت بانه لايمكن الحصول على تنازل من ايران من خلال ممارسة الضغط عليها معربة عن ادانتها للاجراءات الاميركية ضد ايران.
كما شددت على ان موسكو تتخد كافة الاجراءات اللازمة من اجل حفظ هذه الاتفاق النووي وتنفيذه بصورة كامل

النرويج كان لها ايضا رايها، حيث اكد سفير النرويج في طهران "لارس نوردروم"، الحفاظ على الاتفاق النووي من جانب البلدان الاروبية؛ مؤكدا خلال اللقاء مع رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في مجلس الشوري الاسلامي "حشمت الله فلاحت بيشة"، ان تنفيذ رزمة المقترحات الاوروبية والحفاظ علي هذا الاتفاق يسهم في تعزيز التعاون بين اصحاب القطاع الخاص لدى الجانبين.


ومن دول الجوار قال الرئيس العراقي فؤاد معصوم، اليوم الثلاثاء، إن ظروف العراق وطبيعة علاقاته مع إيران تجعل من الصعب عليه الالتزام بتنفيذ العقوبات التي تفرضها واشنطن على طهران.
واضاف  أن "العراق يجب أن لا يكون مع طرف ضد طرف أخرى في الصراعات الموجودة حاليا".
ايرانياً أطلقت الحكومة حزمة اقتصادية جديدة لمواجهة الحظر الامريكي. وقد تضمنت الحزمة الجديدة تحرير صرف العملة الاجنبية وفق العرض والطلب بالاضافة الی توفير العملة الاجنبية بالسعر المدعوم لشراء السلع الاساسية والأدوية. كما تضمنت قرارات تسمح بإدخال العملات الاجنبية والذهب الی داخل البلاد بدون قيود ومعفاة من جميع الرسوم القانونية والضريبية.
وعلی ما يبدو ان مفعول الحزمة الاقتصادية الجديدة جاء اكثر تأثيراً من حظر ترامب علی السوق الايرانية؛ فالريال الايراني بدء ومع أول يوم لبدء الحظر الامريكي يستعيد عافيتة وقبل أن يبدء تطبيقة الثلاثاء، ارتفعت قيمة العملة الايرانية امام الدولار الامريكي في ظل توقعات تشير الی ان سعر صرف الدولار سيواصل الانخفاض في الايام المقبلة.
من الواضح ان على ترامب ان يعيد حساباته المغلوطة فايران ليس دولة حديثة العهد يمكن السيطرة عليها بالاملاءات خاصة ان التاريخ اثبت ذلك في كل مرة.