السياسات الصبيانيه تدفع المملكة الى مرحلة التازم

السياسات الصبيانيه تدفع المملكة الى مرحلة التازم
الأربعاء ٠٨ أغسطس ٢٠١٨ - ١٠:٣٩ بتوقيت غرينتش

في القرن الـ21 من المفترض ان يكون الانسان قد كون لنفسه شخصية قوية استنادا لما راه من تجارب في تاريخ الانسانية وما توصل اليه البشر من تقدم في مجالات مختلفة، لكن الاعمال  الصبيانية هي مثار سخرية لامحالة خاصة عندما تصدر من دول المفترض ان تتمتع بمؤسسات او نخبة تشير على الحاكم ما يقوم به. 

العالم- السعودية

للاسف السعودية الان تعيش حالة من الصبيانية السياسية و تسعى ان تحول العالم الى دار حضانة كبير تكون فيها الطفل الثري المدلل وقد يرجع هذا الى ان القيادات السعودية منذ القدم فقط يتفاخرون بثرائهم دون ان يكونوا ان يضعوا للتاريخ، والعلاقات والموازنات السياسية اي اهمية وكان اخرهم الملك السعودي سلمان عبد العزيز الذي تقدم في السن و وضع المملكة رهينة ابنه محمد وليعهد السعودي.
وكان اخر السياسات الصبيانية للسعودية ازمتها الاخيرة مع كندا، وتعود الازمة حين اصدرت وزارة الخارجية الكندية بيانا انتقدت فيه وضع حقوق البشر في المملكة وخاصة اعتقال الناشطات
ورفضت كندا التراجع عن دفاعها عن حقوق الإنسان بعد أن جمدت السعودية التعاملات التجارية والاستثمارات الجديدة وطردت السفير الكندي ردا على مناشدة أوتاوا للرياض الإفراج عن نشطاء من المجتمع المدني. في نفس الحين أثار تصميم نشره حساب إنفوغرافيك السعودية تعليقا على الأزمة بين السعودية وكندا جدلا واتهامات للرياض بتهديد كندا بما يشبه هجمات 11 أيلول/سبتمبر ضد برجي التجارة في نيويورك عام 2001.
وظهر في التصميم صورة لطائرة مدنية كندية تحلق باتجاه برج "سي أن" في تورنتو مع عبارتي "يحشر أنفه فيما لا يعنيه" بالإضافة لـ"المثل العربي يقول من تدخل فيما لا يعنيه لقي ما لا يرضيه".
المغردون على مواقع التواصل الاجتماعي اعتبروا التصميم نوعا من التهديد لكندا وربطه البعض بهجمات تنظيم القاعدة بالطائرات على برجي التجارة في نيويورك والتي أدت لانهيارهما.

واضطر حساب "انفوغرافيك السعودية" لحذف التغريدة التي تحتوي على التصميم ووصفها بـ"غير الموفقة" .
الغريب ان ليست كندا وحدها التي انتقدت حقوق البشر في السعودية فاميركا نفسها على لسان مسؤول بوزارة الخارجية الأميركية قال إن الولايات المتحدة طلبت من الحكومة السعودية المزيد من المعلومات بشأن احتجاز نشطاء وحثتها على احترام الإجراءات القانونية.

كما  دخلت بريطانيا على خط الأزمة بين كندا والسعودية على خلفية طرد الأخيرة سفير أوتاوا لديها بعد أن نشر تغريدة في حسابه على تويتر أبدى فيها "قلقه بشأن اعتقال الناشطين في السعودية".

وفي تصريحات لها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية البريطانية إن المملكة المتحدة "مؤيد قوي لحقوق الإنسان، ونبدي قلقنا بشكل منتظم للحكومة السعودية بشأن قضايا حقوق الإنسان بما في ذلك احتجاز مدافعين عن حقوق الإنسان في الآونة الأخيرة". 

هذا وقالت شبكة "سي إي إس نيوز" الأمريكية إن السر وراء الخلاف الدبلوماسي الحالي بين السعودية وكندا، هو سعي ولي العهد السعودي للتأسيس إلى مرحلة جديدة.
ردود افعال عربية وغربية
انتقد الكاتب والروائي السعودي المقيم في الإمارات هاني نقشبندي ردة الفعل العنيفة التي اتخذتها بلاده تجاه كندابعد انتقادها ملف حقوق الإنسان في المملكة ومطالبتها بالإفراج عن النشطاء المعتقلين، مؤكدا بأن كندا لن تكون اول ولا آخر دولة تنتقد السعودية في هذا المجال، متسائلا: “هل سنقطع علاقاتنا مع الجميع؟”.


استنكر الكاتب والأديب المصري المعروف علاء الأسواني، السياسة الدكتاتورية والقمعية التي يدير بها ولي العهد السعودي الأمور في المملكة، مستشهدا بردود أفعال النظام السعودي الصبيانية في الأزمة مع كندا.
ودون “الأسواني” في تغريدة له عبر حسابه بتويتر رصدتها (وطن) ساخرا من “ابن سلمان” ومفسرا من وجهة نظره أزمة السعودية مع كندا:”انا غنى جدا امتلك الأرض والشعب والوطن والدولة .انا الحاكم الأوحد. بإرادتي وحدى امنح وامنع .من حقي طرد وتشريد و ضرب وحبس وتعذيب اى مواطن في مملكتي”

وقال كريس هيز ويعد أكبر مقدمي البرامج السياسية في شبكة "MSNBC" الأمريكية خلال برنامجه الأخير إن "محاولة تحسين صورة ابن سلمان في الماضي كانت مقززة والآن هذا هو الإثبات".
وأشار في تغريدة أخرى إلى أن "كل الممارسات السابقة لمحمد بن سلمان كان تظهر بشكل مريع سابقا.. لكن الآن؟ شكرا لله".
وأعاد هيز نشر تغريدة للمحلل السياسي الأمريكي ستيفن. أ. كوك المتخصص بالسياسة العربية وسياسات الولايات المتحدة تجاه الشرق الأوسط والتي قال فيها: "فعلا، السعوديون لم يتمكنوا من الحصول عليها بأي شكل.. التظاهر بأنهم إصلاحيون ثم إلقاء النشطاء في السجون وبعد ذلك يستاؤون عندما يجرؤ الناس على انتقادهم لعدم إصلاحهم فعليا".
على ما يبدو ان الازمة السعودية الكندية لن تكون الاخيرة طالما يسيطر على الحكم في المملكة العقلية المتعجرفة حتى لو ارتدت ثوب ما تدعيه الاصلاح فالواقع يثبت عكس ما تدعيه.