سجال خلفان وكوهين.. إسرائيل تبيض وجه الإمارات!

سجال خلفان وكوهين.. إسرائيل تبيض وجه الإمارات!
الأربعاء ٠٨ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:٢١ بتوقيت غرينتش

لا يزال السجال محتدما على صفحات موقع التواصل الاجتماعي تويتر بين القائد السابق لشرطة دبي ضاحي خلفان والصحفي الإسرائيلي إيدي كوهين، وسط متابعة واسعة من المغردين وتساؤلات حول طبيعة تلك المساجلات وخلفياتها الحقيقية.

العالم - الامارات

بدأت هذه المساجلات حين كتب خلفان مغردا أن "على العرب أن يدركوا هذه الحقيقة، أن إسرائيل لا هم لها إلا إحداث الدمار للوطن العربي، فهو السبيل الوحيد لكي تبقى مهيمنة"، وهي التغريدة التي رد عليها كوهين بتغريدة أخرى كتب فيها "إسرائيل تاج رأسك يا ضاحي خرفان، إذا بتواصل التطاول على اليهود وعلى إسرائيل قسما سأفتح ملفك وملف زيارتك السرية مع وفد أمني في السنوات الأخيرة إلى إسرائيل، لقد أعذر من أنذر.. تغريدة واحدة ضد إسرائيل أو اليهود اعتبارا من الآن وملفك سيفتح".

إلى المناظرة
ونفى خلفان زيارته لإسرائيل وطالب كوهين بالخروج علنا على أي محطة للحديث عنه، وهو ما استجاب له كوهين بسرعة قائلا إنه مستعد لأي "مناظرة تلفزيونية على الهواء مباشرة على الجزيرة الاتجاه المعاكس أو العربية أو سكاي نيوز تبعكم.. أقبل التحدي والجماهير العربية هي من تقرر الصادق منا والكاذب".

فرد خلفان بأن "سكاي نيوز الإمارات لا تتعاطى معك.. اختر محطة تتعامل مع اليهود"، فرد عليه كوهين بالقول "حسنا قناة العربية حيث إني سبق وظهرت فيها، وبشرط على الهواء مباشرة.. ليس لك عذر للتهرب الآن".

وبدلا من مواجهة تحدي المناظرة ولى خلفان وجهه شطر قطر متهما إياها بالوقوف خلف حساب الصحفي الإسرائيلي كوهين، ولكن تغريداته تضاربت كثيرا هنا، حيث رأى مرة أن "مشكلة كوهين.. أنه يهودي قطري"، ثم ظهر له مرة أخرى أن القصة برمتها مفبركة وأن شخصية كوهين "شخصية وهمية مبتكرة من قطر" لمهاجمته، قبل أن يعود مرة أخرى وينشر تدوينة أكد فيها أن "إيدي كوهين مجند لصالح قطر ويدفعون له فلوس وهو صديق فيصل القاسم".

اغتيال المبحوح
ونحا السجال لاحقا منحنى آخر، حين أكد كوهين تورط خلفان والقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان في عملية اغتيال القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) محمود المبحوح في دبي عام 2010.

وبحسب التفاصيل التي نشرها كوهين، فقد دخل المبحوح دبي يوم 18 يناير/كانون الثاني 2010 "بجواز سفر مزور خوفا من السلطات الإماراتية، إلا أن ضاحي خلفان أبلغ محمد دحلان والأخير أبلغ المخابرات الأميركية التي بدورها أبلغت الموساد، وخلفان هو من أعطاهم كرت غرفة المبحوح وانتظرهم حتى يخرجوا، ليصرح أنهم الموساد". وتساءل: "طيب 8 سنوات وين الإنتربول عنهم كما هددت سابقا؟".

وللتدليل على المعلومات التي كشفها بشأن اغتيال المبحوح، تحدى كوهين خلفان أن يجيب عن بعض الأسئلة، منها: "اسم الشركة وصاحب الشركة الذي نصب الكاميرات في الفندق والذي تم اغتيال المبحوح فيه"، وأن يكشف أيضا من أعطاه جميع الفيديوهات التي نشرها، قبل أن يختم تغريدة بسؤال "لماذا انتظرت حتى مغادرة آخر مشتبه به حتى الكشف عن الفيديوهات"؟.

خلاف أم تبييض؟
وبينما انشغل كثيرون بتداول التغريدات والمساجلات الدائرة بين الرجلين، محتفين بلعبة التحديات المتبادلة؛ لفت آخرون إلى أن الأمر قد لا يكون بتلك العفوية الظاهرة، ولا سيما بالنظر إلى المواقف المكتوبة والمعلنة لضاحي خلفان تجاه إسرائيل وسياساتها، وبعض هذه المواقف أثارت لغطا واسعا خلال السنوات الأخيرة.

ووصف المغرد بوغانم الجدل الدائر بينهما بالمسرحية المفتعلة "ليقال إن الإمارات تعارض صفقة القرن وليرسموا صورة للمشاهد بأن قطر وتركيا هما الأقرب لإسرائيل.. شغل قديم عفا عليه الزمن!!"

وذهبت المغردة مريم آل ثاني في المنحى ذاته حين أشارت إلى أنها مسرحية "بايخة" تريد الإمارات من خلالها اختلاق "خلاف وهمي بينها وبين حليفتها الحبيبة إسرائيل".

وأشار مغرد آخر إلى أن ما جرى هو محاولة من خلفان "لخلق سيناريو جديد يتهم قطر بالعمالة مع إسرائيل، باختلاق خلاف ونزاع مفتعل ومتفق عليه بينهما للإيحاء بأن كوهين يخدم المصالح القطرية".

يجب ألا نتعامل مع اليهود على أنهم أعداء.يجب أن نتعامل مع اليهود على أننا أبناء عم نختلف معهم على وراثة أرض.وان الفيصل في الحكم من يقدم دليل

وبغض النظر عما إذا كان السجال مرتبا ومنسقا سلفا كما ذكر البعض، فإن آخرين يرجحون أن يساهم في التطبيع الثقافي والنفسي مع الإسرائيليين، خصوصا أن الكثيرين في تويتر وجدوا أنفسهم يقفون إلى جانب كوهين في ما كشفه بشأن تعاون خلفان مع الإسرائيليين ومسؤوليته عن اغتيال المبحوح ونحوها.

وذكر بعض المغردين أن حساب كوهين لم يتجاوز عدد متابعيه المئات رغم أنه مفتوح منذ سنوات، لكنه فجأة وخلال الفترة الأخيرة قفز عدد متابعيه إلى أكثر من خمسين ألفا أغلبهم من الدول العربية المحيطة بإسرائيل، مما يعني أن الخطاب الإسرائيلي الإعلامي والسياسي يستغل هذه المساجلات والفرص -إن لم يكن يفتعلها- للتسلل إلى المواطن العربي وإقناعه بمضامين خطابه.

ومن المثير للمفارقة أن موقف خلفان من إسرائيل الذي مثل ذريعة للمساجلة وعنوانا لها، لا يتطابق مع مواقف غالبية العرب، فقد أعلن مرارا رفضه إقامة دولة فلسطينية، ودعا العرب إلى الاندماج مع الإسرائيليين في دولة واحدة تجمع بين العرب واليهود، ودعا أكثر من ذلك إلى ضم هذه الدولة إلى الجامعة العربية.

كما اعتبر في تصريح تناقلته بعض وسائل الإعلام أن إسرائيل ليست خطرا على العرب لأن العرب عاجزون عن مواجهتها، وأن الخطر على الخليج يأتي من إيران وليس من إسرائيل، كما أشار في الوقت ذاته إلى أن وجهة النظر التي ترى اليهود أعداء للعرب هي خاطئة، فالصراع بين العرب وإسرائيل هو صراع أبناء عمومة على ميراث أرض، والفصيل في ذلك هو الدليل، بحسب قوله.

وبين رفع الغطاء عن ضاحي خلفان الذي لطالما ذهب في التطبيع مع إسرائيل أبعد مما توقعه الإسرائيليون أنفسهم وفقا لما يقول خصومه، وبين إعادة تبييض ملفاته والسعي إلى تقديمه كخصم جديد للإسرائيليين، وهوس الرجل بأن يظل اسما في الإعلام حتى في أكثر الملفات إثارة للرفض العربي؛ تدور فرضيات السجال الإماراتي الإسرائيلي، ضمن بوابة جديدة من علاقة بات ظاهرها وباطنها التطبيع والسعي من أجل مصالح الاحتلال الإسرائيلي.