القرصنة المتكررة في الانتخابات الاميركية تعرض النظام الانتخابات للمسائلة

القرصنة المتكررة في الانتخابات الاميركية تعرض النظام الانتخابات للمسائلة
الأربعاء ٠٨ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٥:٤٩ بتوقيت غرينتش

لا تزال مسالة قرصنة روسيا للانتخابات الرئاسية في امريكا عام 2016 لم تححسم حتى تطل علينا الاخبار بنبا عن ان الانتخابات الكونجرس الاميركي المقرر ان يقام في نوفمبر القادم معرض للقرصنة.

حيث اعلنت شركة فيسبوك إنها اكتشفت حملة منسقة جديدة للتأثير السياسي وتضليل مستخدميها وزرع الشقاق بين الناخبين قبل  هذا الانتخابات، مشيرة انها حذفت 32 صفحة وحسابا من موقعي فيسبوك وإنستجرام، في إطار مسعى لمحاربة التدخل الخارجي في الانتخابات الأمريكية.
وامتنعت الشركة عن تحديد مصدر تلك الحملة، لكن أعضاء الكونجرس الذين أطلعتهم فيسبوك على الأمر قالوا إن أسلوبها يشير إلى دور روسي.


في هذا السياق قال السناتور مارك وارنر كبير الديمقراطيين في لجنة المخابرات بمجلس الشيوخ للصحفيين: "يمكنني القول إنني أعتقد وبدرج.ة عالية من الثقة.. أعتقد أن هذا أمر مرتبط بالروس".
وأبلغ مسؤولان بالمخابرات الأمريكية رويترز أنه لا توجد أدلة كافية لاستنتاج أن روسيا تقف وراء حملة الفيسبوك، لكن أحدهما أشار إلى أن "أوجه الشبه والأهداف والمنهجية المرتبطة بالحملة الروسية في عام 2016 مدهشة للغاية".
في المقابل، تنفي روسيا أي دور لها في الانتخابات الأمريكية.
وقال مختبر البحوث الجنائية الرقمية التابع لمجلس الأطلسي، والذى عرضت عليه الصفحات المعنية قبل وقفها، إنه توجد أوجه شبه فى اللغة والمنهج بين تلك الصفحات وحسابات وهمية سابقة من وكالة أبحاث الإنترنت التى تعرف بأنها (مصنع طُعم) لأنها تثير الرأى العام على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأشار المختبر إلى "أخطاء دائمة في الترجمة والتركيز الهائل على القضايا المثيرة للاستقطاب في مقدمة أى دورة إخبارية".

وقال مسؤولون فى فيسبوك فى مؤتمر مع الصحفيين إن أحد الحسابات المعروفة من وكالة أبحاث الإنترنت الروسية كان شريكا فى إدارة أحد الصفحات الوهمية لسبع دقائق، لكن الشركة لا تعتقد أن ذلك دليل يكفى لأن تنسب الحملة للحكومة الروسية.

ويقول تقرير من "ديلي بوست" ان الاستخبارات الروسية حاولت اختراق أجهزة الكمبيوتر في مكتب السناتور كلير مكاسكيل التي تمثل الحزب الديمقراطي في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية ميسوري، وذلك عندما بدأت حملة إعادة انتخابها لعام 2018 بشكل جدي. وتأتي هذه الحادثة لتجعل الحزب الديمقراطي في ولاية ميزوري أول هدف تم استهدافه من قبل القراصنة الروس في انتخابات الكونغرس لعام 2018.

وتعتبر ماكاسكيل التي انتقدت التدخل الروسي بشدة على مر السنين، من بين أكثر الديمقراطيين عرضة للهجمات الإلكترونية خلال إعادة الانتخابات هذا العام، حيث يأمل الجمهوريون في الاحتفاظ بأغلبية ضئيلة في مجلس الشيوخ. وهي تمثل ولاية ميزوري التي فاز فيها دونالد ترامب على هيلاري كلينتون بفارق نحو 20 نقطة في انتخابات عام 2016.
وفي أغسطس عام 2017 – في وقت قريب من محاولة الاختراق – سافر ترامب إلى ولاية ميزوري وهاجم ماكاسكيل وطلب من الجماهير أن يصوتوا ضدها خلال الانتخابات التالية لتفقد منصبها، ومع ذلك خلال الأسبوع الماضي كتب ترامب في تغريدة عبر موقع تويتر أنه يخشى من تدخل الروس في انتخابات التجديد النصفي لعام 2018 نيابة عن الديمقراطيين، لأنهم بالتأكيد لا يريدون ترامب رئيسًا”.

ويعتمد تقرير موقع Daily Beast في اتهامه القراصنة الروس على أوجه التشابه بين التكتيكات المستخدمة بنجاح ضد جون بوديستا رئيس حملة هيلاري كلينتون في الانتخابات الرئاسية لعام 2016، حيث اتهمت أجهزة الاستخبارات الأمريكية روسيا بارتكاب الاختراق ضد بوديستا وآخرين في محاولة للتأثير في الانتخابات لصالح الرئيس دونالد ترامب.
في وقت سابق من هذا العام خصص الكونغرس مبلغ 380 مليون دولار كجزء من حزمة إنفاق كبيرة على الولايات من أجل تأمين انتخابات الكونغرس، و يدرس مجلس الشيوخ حالياً ما إذا كان سيسمح بمبلغ إضافي قدره 250 مليون دولار في شكل منح مماثلة.
إتهم رئيس جهاز مخابرات الأمن الوطني الأمريكي، دانيال كوتس، الخميس الماضي روسيا بالاستمرار في محاولات التأثير على المجتمع الأمريكي عشية انطلاق الانتخابات النصفية في الكونجرس الأمريكي لعام 2018.


وقد أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في كلمة بالبيت الأبيض-الذي تتهمه اوساط اميركية عديدة بانه فاز في انتخابات الرئاسة بفضل التدخل الروسي- أن إدارته ستتصدى بكل حزم لأي جهود تهدف إلى التدخل في الانتخابات الأمريكية 2018.
اذا صحت الاخبار التي تشير الى التدخل في الانتخابات الرئاسية الاميركية او السعي للتدخل في انتخابات الكونجرس فيجب اعادة النظر في قوة وصلابة الاجراءات المتبعة داخل الولايات المتحدة الاميركية لانه مهما كشف امر الاختراق بعد ذلك فانه حقق هدفه حتى الان اي ان مجرد النجاح في الاختراق يعرض هذه الاجرائات للمسائلة.