حسم الامر.. إدلب على طريق التحرير، فهل النهاية وشيكة؟

حسم الامر.. إدلب على طريق التحرير، فهل النهاية وشيكة؟
الخميس ٠٩ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٤:٥٤ بتوقيت غرينتش

هل سنشهد تكرار سيناريو محافظات الجنوب في محافظة إدلب وأطرافها، حيث فرض الجيش السوري موازين قوى جديدة بعد الانتصار على الصعيدين السياسي والعسكري في الجنوب؟ وهل بدأت معركة إدلب قريبا أو تأخرت، وهل ستكون الفيصل في الحرب السورية؛ لأنها ستحدث في ظل تحالفات وتقاربات جديدة..

العالم - مقالات

لا شك أن تحرير محافظة إدلب من الجماعات الإرهابية المسلحة سيتم، بعد الانتهاء من تحرير مدن محافظة دير الزور الرئيسية، وقد تم تحرير مساحة تقرب من ثلث مساحة محافظة إدلب وتضمّ قاعدة أبو الظهور الجوية ومدن وبلدات كثيرة أبرزها أبو الظهور وسنجار. وتوقفت عملية التحرير عند هذه المرحلة لأنّ أولوية تحرير الغوطة وبعد ذلك المنطقة الجنوبية فرضت ذاتها على جدول أعمال الجيش السوري.

اولى المراحل.. قصف مواقع المسلحين حول بلدة جشر الشغور

وتمهيدا لبدء الهجوم المتوقع قامت قوات الجيش السوري اليوم الخميس، بقصف مواقع للفصائل المسلحة والارهابيين في محافظة إدلب الواقعة شمال غرب سوريا الشمالية الغربية بالتزامن مع وصول تعزيزات عسكرية، حسبما افاد المرصد السوري لحقوق الانسان. واستهدف القصف بالمدفعية والصواريخ مناطق حول بلدة جسر الشغور الرئيسية في الجزء الجنوبي الغربي من المحافظة، وفقا للمرصد.

وذكر المرصد، أن القصف ياتي تحضيراً لعمل عسكري قد تنفذه قوات الجيش السوري، مشيرا الى عدم تحقق تقدم بعد. وأوضح، ان القصف ترافق مع إرسال القوات السورية تعزيزات عسكرية تتضمن عتادا وجنودا وآليات وذخيرة منذ يوم الثلاثاء.

اعتقال دعاة المصالحة

شكلت ادلب وجهة لعشرات الآلاف من المسلحين الذين رفضوا اتفاقات تسوية مع الحكومة السورية. وخوفا من إبرام اتفاقات مماثلة مع الحكومة السورية، أعلنت فصائل المعارضة المسلحة السورية اعتقال العشرات في شمال غرب سوريا قالت إنهم "من دعاة المصالحة" للاشتباه في تعاملهم مع الحكومة السورية. وأعلن المرصد أن الاعتقالات التي جرت طالت نحو مئة شخص خلال هذا الاسبوع.

فلتان امني والمسلحون يجزون رؤوس بعضهم

تشهد محافظة ادلب انفلاتا أمنيا نتيجة الاقتتال الحاصل بين الفصائل المسلحة المتزاحمة داخلها وفي ريفها والتي أسفرت عن مقتل وإصابة حوالي 4000 مسلح وسط غضب شعبي عارم من تعدي المسلحين على الأملاك الخاصة للأهالي.

ومازالت التفجيرات بعبوات ناسفة وسيارات ودراجات نارية مفخخة وعمليات اغتيال تستهدف في معظمها قياديين ومسلحين لجماعات ارهابية مِن ما يسمى بـ"الجيش الحر" و"الكتائب الإسلامية"، في ظل "عجز وفلتان أمني" تشهده المنطقة، فيما تعد جماعة "داعش" الوهابية أبرز المتهمين بتلك الحوادث، خاصة مع وجود مؤشرات عن تنامي تواجدها في المحافظة مؤخرا.

مناشير تدعو للمصالحة والنهاية وشيكة

ومن اجل حقن الدماء وان الحرب على التنظيمات الإرهابية اقتربت من نهايتها، وآن الآوان لوقف سفك الدماء والخراب، أسقط الطيران السوري، اليوم الخميس، مناشير على مدينة تفتناز ومحيطها بريف إدلب الشمالي الشرقي.

وخاطب الجيش السوري عبر هذه المنشورات الأهالي طالبا منهم الضغط على المسلحين من الجنسية السورية للدخول في مصالحات محلية تخلصهم من تحكم وأفعال الجماعات المسلحة وخاصة الأجنبية منها. وطلب الجيش من الأهالي التعاون معه لتخليصهم من تحكم الجماعات المسلحة بهم  والمحافظة على حياتهم وحياة عوائلهم وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة والبدء ببنائها.

تفادي المعركة

اكدت الامم المتحدة إن الدول الضامنة ابلغتها بأنهم سيبذلون ما في وسعهم لتفادي معركة على محافظة إدلب السورية. وقال مستشار الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا يان إيغلاند ان روسيا وايران وتركيا سيبذلون ما في وسعهم لتفادي معركة من شأنها تهديد المدنيين في إدلب. واعربَ عن أمله في أن يتوصل المبعوثون الدبلوماسيون والعسكريون إلى اتفاق لتجنب إراقة الدماء، مشيراً الى ان الأمم المتحدة تجري تحضيرات للمعركةِ المحتملة وستطلب من تركيا إبقاءَ حدودها مفتوحة للسماح للمدنيين بالفرار إذا تطلب الأمر.

وتقع محافظة ادلب التي احتلتها التنظيمات الارهابية في عام 2015 على الحدود التركية الا انها محاطة بالكامل تقريبا باراضي خاضعة لقوات الجيش السوري.