الناتو العربي لتصفية القضية الفلسطينية لا لضرب ايران 

الناتو العربي لتصفية القضية الفلسطينية لا لضرب ايران 
السبت ١١ أغسطس ٢٠١٨ - ٠١:٤٨ بتوقيت غرينتش

تروج الالة الاعلامية للمشروع الامريكي الاسرائيلي السعودي ان الهدف الاستراتيجي من الناتو العربي المنوي انشاؤه يستهدف اساسا الجمهورية الاسلامية الايرانية باعتبارها العدو الوحيد والاول للسعودي والاسرائيلي والامريكي.. 

العالم - مقالات وتحليلات

 ولكن هل هذا صحيح.. ؟
اذا سلمنا جدلا بامكانية انشاء هذا الناتو، وبغض النظر عن المشاريع السابقة المماثلة، (التحالف "السني" الذي اعلن عنه بعد زيارة الرئيس الامريكي دونالد ترامب الى السعودية ولقائه زعماء العرب والمسلمين والتحالف السعودي العدواني  ضد اليمن..) فان في طرح  استهداف ايران كذبة كبيرة جدا يمكن وصفها بكذبة القرن، لان الهدف الاساسي من هذا الناتو هو تصفية القضية الفلسطينية بالاساس قبل استهداف ايران.

فرضية ان ايران هي المستهدف الاول من الناتو العربي بمشاركة اسرائيلية مباشرة او غير مباشرة، هو امر لاشك فيه ابدا، ولكن باي نسبة؟ لان ايران دولة قوية تمتلك من الامكانات الدفاعية والبشرية والدعم من محور المقاومة فضلا عن الدعم السياسي الآتي من روسيا والصين، ما لا يمكن لناتو عربي اسرائيلي امريكي ان يهزمها.. والدليل بسيط جدا.. فايران مع محور المقاومة والدعم الروسي انتصرت في حرب كونية شنها ليس الناتو العربي بل الناتو العالمي ضد سوريا مدعوما  بكل الامكانات الامريكية والمال العربي والدعم الميداني التركي والتسليح الدولي والارهاب الاتي بعشرات الاف المسلحين من كل حدب وصوب وفتاوى التكفير والذبح لوعاظ السلاطين...الخ،  ورغم ذلك استطاعت ايران ان تنتصر في الحرب..

والكل يعرف انه لو كان بمقدور امريكا وليس السعودية او "اسرائيل" فحسب، ان تخوض حربا ناجحة ضد ايران، لما تأخرت لحظة واحدة وهي الساعية لاسقاط نظام الجمهورية الاسلامية منذ انطلاق الثورة منذ نحو اربعين عاما..  ولكنها تعلم مسبقا ان اي حرب ضد ايران:

-    اولا، غير مضمونة النتائج. 

-    ثانيا، ستكون مكلفة جدا جدا  محليا واقليميا ودوليا على مختلف المستويات.

-    ثالثا، محور المقاومة الذي يتمتع بمواقع استراتيجية عالمية واقعة في الوسط بين الشرق والغرب، والمتربع على تلال حساسة على البحر الاحمر ومضيق باب المندب، والبحر الابيض المتوسط فضلا عن تربع طهران على مضيق هرمز وهذا يعني ان هذه المناطق مهددة بالاغلاق جميعها، والكل يعرف ما معنى اغلاقها بغض النظر عن حساسية الموضوع عالميا، ولكن اذا خيرت ايران بين الغاء الوجود كنظام وبين ان تخوض حربا مهما كلفت الثمن من اجل بقائها، فخيار الحرب هو القرار اليقيني..

ايضا اذا ما تحدثنا عن الدول العربية التي يمكن ان تدخل الناتو.. ما هي قدراتها؟ وهل تستطيع ان تدخل حربا؟ 

الولايات المتحدة بطبيعة الحال لن تدخل حروبا في المنطقة بعد  العراق وافغانستان، وترامب ابلغ الزعماء العرب والمسلمين الذين التقاهم في الرياض، ان لا تنتظروا منا ان نأتي ونقاتل عنكم، بمعنى اخر نحن فقط نريد ولاءكم وطاعتكم واموالكم فقط.. 

اما "اسرائيل" فلو كانت تستطيع ان تشن حربا على ايران لما قصرت لحظة، في ذلك اثناء مفاوضات الاتفاق النووي وهي التي كانت تهدد بضرب ايران باستمرار.. 

 على هذا الاساس، هل يعقل ان يكون هدف الناتو العربي.. هو ضرب ايران؟ 

يبدو ان المشرفين على "صفقة القرن" لتصفية القضية الفلسطينية، يستضعفون الفلسطينيين الرافضين بكل تياراتهم  للصفقة وبالتالي، يعتبرونهم الحلقة الاضعف في مواجهة الصفقة، وفي نفس الوقت هو الطرف الاقوى في كلمة الفصل بشأن القضية الفلسطينية كونهم اصحاب الارض. 

ببساطة الناو سيستخدم عصا ضد هؤلاء، لاجبارهم على قول نعم للصفقة. لانه بنظر المشرفين على الصفقة، ان ايران ومحور المقاومة لن يتدخلا في القرار الفلسطيني، ولن يتدخلا في حال تعرض الفلسطينيون للتهديدات من قبل الناتو سواء كانت سياسية او عسكرية ، وهنا لا نريد مناقشة، ما ذا كانت ايران والمحور سيتدخلان ام لا، بل نناقش فكرة مشروع الصفقة وفكرة المخططين له. اما ان ينجح  هذا المشروع او يفشل، وهذا امر اخر..

ولكي يتحول امر الصفقة الى واقع، فان عملية تنفيذه بدأت بالمفرق وليس بالجملة لعجز المخططين عن تنفيذه دفعة واحدة.. على ان يكون خيار التهديد بالناتو هو في الخطوة التنفيذية النهائية التي ترتبط مباشرة بالتوقيع. ومن الخطوات التي بدأ المشروفون تنفيذها  بالمفرق من الصفقة:

-    الاعتراف الامريكي بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني،

-    قانون قومية الدولية الصهيونية ، 

-    السعي للقضاء على وكالة الاونروا بهدف الغاء حق العودة،

-    ما يجري من ضغوط على على السطلة الفلسطينية من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وولي العهد الاماراتي محمد بن زايد وغيرهم، 

-    تلك التي يتعرض لها الافرقاء الفلسطينيون تحت نيران الاسرائيليين في غزة.. 

 من هنا نجد ان الاسرائيلي في المفاوضات الجارية للتهدئة في غزة يبحث عن  هدنة طويلة الامد، يرتاح خلالها من الضغوط العسكرية الداخلية، للتفرغ للصفقة، ولذلك هو يرفض تخفيف التصعيد، ما لم تلتزم الفصائل بالهدنة الطويلة كونه يتعرض لضغط من قبل المسؤولين الاسرائيلييين الذي ينتقدون سياسته تجاه الفصائل ويدعونه لشن حربا كاملة على غزة لان المستوطنين ليس بمقدروهم تحمل الفرار الى الملاجئ بين الفينة والاخرى مع سقوط صواريخ المقاومة.

وتاليا، فان اضعاف الفصائل في غزة يخدم سياسة الاسرائيلي في التفريق بين الفلسطينيين في الضفة والقطاع، فهو يريد قوى فلسطينية ضعيفة متصارعة وهو ما يخدم مصلحته الاستراتيجية. وضعف هذه القوى يساعد في مهمة الناتو لتصفية القضية الفلسطينية..

ولا يستبعد ان يشارك الناتو في حرب عسكرية مباشرة ضد الفلسطينيين لتمرير الصفقة، وقد قرأنا ما كتبه الصحفي الاسرائيلي “إيدي كوهين” عن مشاركة طيار إماراتي مع سلاح الجو الاسرائيلي في قصف مواقع المقاومة الفلسطينية داخل قطاع غزة  وهو يتدرب على طائرةمن نوع f3، وتحدى ضاحي خلفان قائد شرطة دبي ان يقول غير ذلك. ولم تنف الامارات الخبر.

ايضا من مهام الناتو، انه في حال تمت الصفقة ان ينتشر عناصره في المناطق الفلسطينية، كضمانة لطمأنة الفلسطينيين من الخطر الاسرائيلي.. 

اهداف اضافية للناتو العربي الاسرائيلي، تسليطه كعصا  فوق رؤوس الانظمة العربية وتسييد السعودية عليها.

واخيرا لو سلمنا جدلا بان الهدف من الناتو هو استهداف ايران فان استهدافها وضربها واضعافها يخدم في النهاية تصفية القضية الفلسطينية كونها السد الامنع بوجه التصفية والداعم الاقوى لفصائل المقاومة..

د حكم امهز- علاقات دولية