17/1/2011 د.عدنان بكرية dradnanb@gmail.com

الإثنين ١٧ يناير ٢٠١١ - ٠٧:٢٣ بتوقيت غرينتش

الدرس التونسي العظيم د.عدنان بكرية لن تكتمل فرحة الشعب التونسي إلا إذا حصد الثمن الحقيقي لدم الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الكرامة ،والحرية وأصر على مطالبه بالتغيير الحقيقي وفوت الفرصة على مخالب النظام البائد بالالتفاف على مطالب وأهداف الثورة .. وستكتمل فرحة الأمة العربية اذا تحولت التجربة التونسية الى حالة عربية عامة وهبت الشعوب بوجه الطغاة مستفيدة من درس تونس الذي شكل علامة بارزة على طريق الحرية والتخلص من أنظمة الغدر والخيانة . الأنظمة العربية أوصلت شعوبها الى الهاوية غير مكتفية باضطهاد الشعوب والجثمان على رقابهم عشرات السنين..

الدرس التونسي العظيم

د.عدنان بكرية

 

لن تكتمل فرحة الشعب التونسي إلا إذا حصد الثمن الحقيقي لدم الشهداء الذين سقطوا دفاعا عن الكرامة ،والحرية وأصر على مطالبه بالتغيير الحقيقي وفوت الفرصة على مخالب النظام البائد بالالتفاف على مطالب وأهداف الثورة .. وستكتمل فرحة الأمة العربية اذا تحولت التجربة التونسية الى حالة عربية عامة وهبت الشعوب بوجه الطغاة مستفيدة من درس تونس الذي شكل علامة بارزة على طريق الحرية والتخلص من أنظمة الغدر والخيانة .

 

الأنظمة العربية أوصلت شعوبها الى الهاوية غير مكتفية باضطهاد الشعوب والجثمان على رقابهم عشرات السنين.. بل أمعنت بالغدر والخيانة وجعلت من نفسها مطية للاستعمار والاحتلال .. ولم تكتفي بذالك بل انتقلت من مرحلة الخيانة الى الشراكة في التآمر على مقدرات الأمة العربية وهذا ما حصل ويحصل في العراق ولبنان وفلسطين.. فلم تعد الأنظمة متخاذلة متهاونة ..بل أصبحت شريكة في قتل وتدمير أبناء الأمة العربية والإجهاز على انجازاتها ومقدراتها ... فهل أنظمة كهذه تستحق الوجود والحياة ؟!

 

ما جرى في تونس يعتبر نهضة وصحوة للأمة العربية ويجب أن تحفز الشعوب الأخرى للانتفاض على أنظمتها وقلعها من جذورها..لأن بقاء أنظمة كهذه سوف يجعل من الشعوب العربية مطية للاستعمار والاحتلال وعبيدا للأجنبي وخادما للاحتلال.. هذه الأنظمة لم تحسب حسابا لشعوبها لأنها تظن أن الشعوب ستخضع تحت الهراوة والقمع والبطش..فجاء الدرس التونسي ليقول للعالم بأن إرادة الشعب أقوى من كل الهراوات والمجنزران .. وإرادة الشعب هي المنتصرة في النهاية والأنظمة زائلة لا محال.

لن نتفاجأ اذا أفقنا في الصباح على المظاهرات تعم العالم العربي .. فتونس حطمت جدار الخوف وفتحت الطريق لعبور الشعوب الأخرى..وأثبتت أن الحرية لن تجيء على متن مجنزرة أمريكية بل ان الشعب يستحضرها بدمه وسواعده وجبروته .. حتى جعل باراك اوباما العراب الأكبر لهذه الأنظمة ان يخرج عن صمته مبديا دهشته من شجاعة وكرامة الشعب التونسي .. فهو ظن بأن الشعوب العربية صورة طبق الأصل عن النظام.. وأخطأ الظن عندما شاهد الدم التونسي يرفد نهر الحرية بالقاني الأحمر وسواعد الشعب تهز العروش المنصوبة على جثث الشهداء ..انها لحظة الحرية التي طالما انتظرها أبناء تونس الشرفاء .

 

الشعب التونسي بحاجة اليوم للحفاظ على انجازاته وترجمتها الى مكاسب سياسية اجتماعية وتغيير المشهد التونسي وعدم السماح لرموز النظام الهالك بالالتفاف على أهداف الثورة من خلال تشكيل ما يسمى حكومة اتحاد وطني بديباجات من أحزاب المعارضة والدائرة في فلك النظام السابق .. فليس من المقبول والمعقول تكليف "الغنوشي" احد رموز النظام السابق بتشكيل حكومة !وعليه فما هو مطلوب التنبه لما يحاك ضد الثورة التونسية من مؤامرات تهدف الى حرفها عن مسارها الصحيح والالتفاف على أهدافها وانجازاتها .

 

الشعوب العربية بمعارضاتها مطالبة بتحويل الحالة التونسية الى حالة عربية عامة .. فالشعب التونسي حطم حواجز الخوف والصمت وفتح الطريق أمام تحطيم الديكتاتوريات في العالم العربي .. وحول المستحيل ممكنا وعلى الشعوب العربية أن تستفيد من التجربة التونسية الفريدة والتي جعلت الدول العظمى تحسب لها ألف حساب.. فهي تخاف اليوم من الشعوب أكثر من خوفها من أسلحة الدمار الشامل.. فسلاح الشعوب يبقى الأقوى والنجع في معركة الكرامة والحرية والاستقلال .