من طهران - برلماني إيراني: لنا تجربة الحظر منذ نجاح الثورة ولن نُقهر في هذا المجال

الأحد ١٢ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٤:٠٨ بتوقيت غرينتش

طهران (العالم) 2018.08.12 - قال المتحدث باسم اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى الإسلامي في إيران أن الجمهورية الإسلامية قد خاضت تجربة الحظر الاقتصادي منذ نجاح الثورة ولن نُقهر في هذا المجال،

العالم- إيران

وفي حوار خاص مع قناة العالم لبرنامج "من طهران" قال د.رحيم زارع: لیس ترامب فحسب، بل جمیع رؤساء أمیركا لدیهم إستراتیجیة واحدة.. وأي واحد یصل إلی السلطة فاستراتیجیته سیان بالنسبة لإیران، وحینما وجه ترامب الدعوة للدخول في محادثات، لم نكن نصدق بإمكانیة الاعتماد علی كلامه وذلك بسبب تذبذب شخصیته السیاسیة وشخصیته بشكل عام حیث أنه غیر قادر علی إتخاذ القرار.

واضاف زارع ان: كما تعلمون إن ترامب ومن دون أي دلیل أدار ظهره لإتفاقیة خطة العمل المشترك الخاصة بالبرنامج النووي السلمي والتي كانت إلتزاماً عالمیاً، لذا لم نفرح كثیراً حینما دعا إلی الدخول في محادثات، بل إلتزمنا بإستراتیجیتنا وسیاساتنا التي نضعها بأنفسنا وأهدافنا، ومضینا في نفس الطریق الذي رسمه نظام الجمهوریة الإسلامیة في إیران.

وقال: نحن نعلم أن هذا الرجل، أي ترامب، قد وضع الأخلاق برمتها تحت قدمیه! لدرجة أن قانون النفط مقابل الغذاء والدواء الذي قبلته الإدارات السابقة لایقبله هو! نحن نعلم بأفكاره وسیاساته، لربما تسبب مشكلات لكننا في دولة جربت الحظر الاقتصادي منذ نجاح الثورة الإسلامیة وبالتأكید لن نُقهر في هذا المجال.. أن یقوم هؤلاء بوضع برامج لفرض المزید من الضغوط الاقتصادیة، لربما علی المدی القصیر، شهر أو شهران أو بضعة أشهر، ویزعمون أنهم كانوا ناجحین، لكن لیكونوا علی ثقة تامة من أن هذه الخطة لن توصلهم إلی أي مكان.. والسبب أن منطقة الشرق الأوسط من دون إیران لامعنی لها، فالجمهوریة الإسلامیة في إیران مؤثرة في جمیع قضایا الشرق الأوسط لأنها دولة قویة وغنیة ولها نفوذ لایمكن إنكاره، لذا لایمكن لهذه القوی أن تطبق برامجها بصورة عملیة من دون إیران.. وكما شاهدتم وسمعتم، فإن مضیق هرمز ممر إستراتیجي لنا، ولمرور ناقلات النفط، حالیاً نحن نتساهل مع هؤلاء، ولكن حینما یجد الجد، لن تكون لدیهم القدرة علی مواجهة سیاساتنا الاقتصادیة بالتأكید، نحن لدینا المواد الخام التي یحتاجها العالم.

أما فیما یتعلق بالحظر الاقتصادي، قال زارع: إن إیران وحتی اللحظة واجهت عدداً من أنواع الحظر منها الاقتصادي والثقافي والعسكري والسیاسي وقد تركت كل هذه الأنواع خلف ظهرها. أما فیما یتعلق بالموقع الإستراتیجي، فنحن نتمتع بموقع إسترتیجي ممتاز في منطقة الشرق الأوسط، لدینا حدود مشتركة مع خمس عشرة دولة، كما أنه لدینا ثلاثة آلاف كیلومتر من الحدود البحریة، لذا، لن أقول بأن الحظر الاقتصادي لم یكن له تأثیر في نقل الأموال، لكن موقعنا الجغرافي ووجود الدول الجارة یجعل منا سوقاً كبیرة في بعض المجالات، ففي قطاع الإنتاج والخدمات نحن نُعتبر ماركة مسجلة معروفة في العالم، كصناعة البتروكیماویات مثلاً.

وشدد الناطق باسم اللجنة الاقتصادية في البرلمان الإيراني قائلا: نحن نعتمد علی قدراتنا الداخلیة وما نمتلكه في الداخل، وهو نفس مسیر الاقتصاد المقاوم، ولتحقیق هذا الهدف نضع نصب أعیننا دعم ومساندة الإنتاج.. والآن، هناك تحدیات تواجه العملیة الإنتاجیة وموضع الاقتصاد المقاوم، والتي قمنا بایجاد حلول لها بالتدریج.

واضاف: أعتقد أنه ومنذ أن فُرض الحظر الاقتصادي الجدید، قدمنا حزمة الدعم، والدولار أخذ بالتراجع كذلك الحال مع المسكوكات الذهبیة والذهب بشكل عام. أما فیما یخص هذا المجال والحزمة الداعمة التي قدمتها الحكومة لربما لاتكون مثالیة ومناسبة، لكننا الآن نمر في ظروف خاصة، وإتخاذ القرارات التي تخص هذه الظروف الخاصة لربما تكون صعبة إلی حد ما، كما أنه توجد الآن الحركة التي بدأتها السلطة القضائیة لمكافحة الفساد، والذین إستفادوا من المعلومات المسربة فقد أدخلنا هذه المادة أیضاً في میزانیة هذا العام، كما وضعنا ضرائب 60% علی إستیراد السیارات ومدخول مستوردیها خلال عامي 2016 و 2017، أنا شخصیاً أعتقد أننا علی وشك الإقتراب من وضع ثابت ومستقر، في السابق كانت شركات المواد البتروكیمیائیة الكبیرة لا دافع لدیها كي تأتي بأموالها وذلك بسبب المحدودیة التي كانت مفروضة، أما الآن وبسبب ایجاد السعر المتفق علیه والسوق الموازیة التي أُستحدثت، من المؤكد أننا سنصل إلی وضع ثابت ومستقر،



وقال: بالطبع فإن السعر النهائي سوف یصبح أكثر بقلیل، كما أن أثره التضخمي موجود منذ ثلاثة أو أربعة أشهر، ولاأعتقد بأن أثر التضخم سوف یزداد عن هذا الحد الموجود، سوف نتجه إلی إستقرار نسبي، وإن شاء الله لو إستمر هذا الثبات والإستقرار لایمكن أن یوجه ضربة لمجال نمونا الاقتصادي ومجال الإنتاج وقطاع العمل والتجارة.. والمؤشرات التي أعلنها صندوق النقد الدولي عن إیران فإن وضعنا أصبح أفضل هذا العام في مجال القدرة التنافسیة ومجال العمل والتجارة.. هذا التحلیل صدر مؤخراً من قبل صندوق النقد الدولي.

وعلق زارع بالقول: لدینا تجربة وخبرة جیدتین لمدة أربعة عقود، اقتصادنا خلال الأربعین عاماً الماضیة فكان دائماً عرضة للضغوط والهجمات الاقتصادیة والتجاریة والقیود والمحدودیات، نحن لدینا تجربة ممتازة وسوف یستفید العالم من تجارب إیران في هذا المجال، لكننا لن نتنازل لكائن من كان.. كل مالدینا من رفعة شأن وفخر بسبب عدم إنصیاعنا لكلام البلطجة، حیثما طرحوا مثل هذا الكلام وقفنا أمامهم، إلی جانب أن المصادر الطبیعیة التي نملكها یتعذر الوصول إلیها إلا بموافقة إیران، فهم الذین بحاجة إلینا.

وقال: نحن نقوم بتنفیذ ثلاثة أعمال، إدارة النقد المتوفر علی جدول أعمالنا، وإدارة الواردات، وإدارة العملات الصعبة والذهب.. فالبضائع التي أعلنت عنها وزارة الصناعة، حوالي 1300 سلعة یُمنع إستیرادها.. إلی جانب أن قطاعنا الزراعي في حد ذاته طاقة وقدرات، ولدینا قطاع العلم والتقنیات. إیران هي التي تنتج العلم، بینما نجد أن الدول الجارة لنا علومهم مرتبطة بالغرب، وفي مجال الطاقة نحن من ضمن الدول التي لا منافس لها.

وحول الميزانية التي وضعتها الدولة قال زارع: إن المیزانیة التي أعددناها لهذا العام، أي سنة 2018، سوف تخفض وتقلل من آثار الحظر الاقتصادي ووزن هذا الحظر و الشئ الذي أعلنت عنه الحكومة سیكون بالتأكید مؤثرا، واقتصادنا یمضي بالتدریج من الإعتماد علی النفط إلی اقتصادیات الإنتاج والقدرة التنافسیة.. لربما تواجه مبیعات النفط بعض المشكلات، لكنها لن تكون كسابقتها عام 2002، إن مجهودنا سینصب علی دعم ومساندة البضائع والسلع المنتجة محلیاً والوقوف خلف الإنتاج الوطني.. أرسلنا عدداً من القوانین إلی مجلس الشوری الإسلامي للحصول علی تأییده، وان شاء الله سیلحق بتلك القوانین قانون آخر یختص بالإستفادة القصوی من الإنتاج الوطني، أو الاقتصاد المقاوم الذي أعلن عنه قائد الثورة.

وخلص رحيم زارع إلى القول: اما بخصوص موضوع "سويفت"، فإن القسم الأوروبي منه تحت تصرف أوروبا، بینما القسم الأمیركي بالطبع تحت سیطرة أمیركا.. أما الرسائل التي سنقوم بتصمیمها في المستقبل لتحویل الأموال للدول التي تعمل معنا، من المؤكد أنها ستقلل من آثار مبیعات النفط إلی الحد الأدنی وأغلب تجارتنا سواء الواردات أم الصادرات هي مع الدول التي تضع نصب أعینها مصالحها الخاصة، وهي ستكون إلی جانب إیران، وإذا لم تسایر هذه الدول أمیركا في الحظر الاقتصادي فإنها هي التي ستجني الأرباح والفوائد من هذا الموقف ومن ثم إیران.. والسبب أن هذه الدول تعلم علم الیقین بقیمة اقتصاد إیران وحجم اقتصاد إیران وأن المواد الخام الموجودة في إیران لا مثیل لها في الكثیر من دول العالم، وهناك تجارب لبعض الدول التي سایرت أمیركا في قراراتها ولم تجن منها سوی الضرر والخسارة. وخیر مثال علی هذا الكلام، تركیا، فهي كلما سایرت أمیركا تعرضت لمشكلات وفشل.. كما أن الصین تحولت إلی دولة منافسة بصورة جدیة لأمیركا، فما كان من الآخیرة إلا أن قامت بفرض رسوم جمركیة عالیة علی السلع والبضائع القادمة من الصین.. الصین لدیها اقتصاد قوي وضخم، وبسبب وجودها معنا من المؤكد أنه بإمكانها توجیه ضربة للاقتصاد الأمیركي.