الامن يستتب في سوريا.. واللاجئون على طريق العودة

الامن يستتب في سوريا.. واللاجئون على طريق العودة
الإثنين ١٣ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٥:٥٤ بتوقيت غرينتش

بعد الانتصارات التي حققها الجيش السوري على المجموعات الارهابية وعودة الامن والاستقرار الى معظم مناطق البلاد عاد الالاف من اللاجئين السوريين في لبنان الى ديارهم.  

 وفي هذا الاطار غادرت اليوم الاثنين الموافق 13 اب – اغسطس عام 2018 دفعة جديدة من اللاجئين السوريين من لبنان الى سوريا، في اطار عملية يتولى الأمن العام اللبناني تنظيمها بالتنسيق مع دمشق.

 وقال رئيس مكتب شؤون الاعلام في الأمن العام اللبناني العميد نبيل حنون إن "عشر حافلات وصلت صباحاً الى بلدة شبعا ونقطة المصنع الحدودية لنقل نحو مئتي نازح سوري الى قراهم في سوريا".

 وفي بيان، أورد الأمن العام أنه يؤمن "العودة الطوعية لعدد من النازحين السوريين من منطقة شبعا والبقاع الأوسط إلى بلداتهم في سوريا عبر معبر المصنع الحدودي".

 وفي وقت لاحق، أفاد الاعلام الرسمي عن بدء وصول اللاجئين الى الأراضي السورية "تمهيداً لنقلهم الى منازلهم في ريف دمشق".

ومنذ نيسان/أبريل، غادر أكثر من ألفي لاجئ الى سوريا، بموجب عمليات مماثلة تمت على مراحل بإشراف الأمن العام الذي أعلن قبل أسبوع تخصيص 17 مركزاً في مختلف المناطق "لاستقبال طلبات  النازحين الراغبين بالعودة الطوعية الى وطنهم".

ويقدر لبنان راهناً وجود نحو مليون ونصف مليون لاجئ سوري على أراضيه، بينما تفيد بيانات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة عن وجود أقل من مليون.

وحذرت منظمات دولية في وقت سابق من إجبار اللاجئين السوريين على العودة إلى بلادهم في العام 2018، فيما تؤكد السلطات اللبنانية أنها لا تجبر أحداً على العودة بل يتم الامر "طواعية".

 وتشكل اعادة اللاجئين السوريين، البالغ عددهم وفق الأمم المتحدة 5,6 ملايين شخص، محور مبادرة اقترحتها موسكو على واشنطن الشهر الماضي. وتقضي الخطة بإنشاء مجموعتي عمل في الأردن ولبنان، تضم كل منها بالإضافة الى ممثلين عن البلدين مسؤولين من روسيا والولايات المتحدة.

وناشد المبعوث الرئاسي الروسي الى سوريا ألكسندر لافرينتييف، خلال جولة قام بها الشهر الماضي وشملت دمشق وعمان وبيروت، المجتمع الدولي المساهمة في عودة اللاجئين السوريين الى بلادهم.

وعلى ضوء المبادرة الروسية، أعلن مجلس الوزراء السوري قبل أسبوع تشكيل "هيئة تنسيق لعودة المهجرين في الخارج إلى مدنهم وقراهم" برئاسة وزير الإدارة المحلية والبيئة حسين مخلوف.

وأسفر النزاع السوري منذ اندلاعه في العام 2011 عن نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها. كما تسبب بدمار هائل وأدى الى مقتل مئات الالاف من الاشخاص.

وخلال النصف الأول من العام 2018، عاد 13 ألف لاجئ إلى سوريا، وفق الأمم المتحدة.

وتؤكد السلطات اللبنانية إنها تعمل مع دمشق على إعادة آلاف اللاجئين الذين يريدون العودة إلى سوريا.

وقال اللواء عباس إبراهيم، وهو شخصية بارزة في الدولة والمدير العام للأمن العام إن «هناك تواصلا مع السلطات السورية حول الآلاف من السوريين الذين ينوون العودة إلى سوريا». وأضاف: السوريون لن تطول مدة إقامتهم في لبنان وان هناك مناطق عديدة  في سوريا أصبحت الآن آمنة.

وكانت الأمم المتحدة نشرت تقريراً يفيد بتردّي حال اللاجئين السوريين في لبنان الاقتصادية والاجتماعية، وأن أكثر من نصفهم (58%) يعيشون في فقر مُدقع. بينما يعيش أكثر من ثلاثة أرباعهم (75%) تحت خط الفقر، بزيادة 5% عن السنة السابقة. وهذه المؤشّرات بالإضافة إلى انعدام الأمن الغذائي والبطالة والظروف المعيشية الصعبة التي يعيشها اللاجئون منذ سنوات، والتي ساهمت في تفشّي ظواهر الاتّجار بالبشر، وشبكات الجريمة والالتحاق بالإرهابيين وغيرها، تجعل من عودتهم الى بلادهم أمراً واجباً للحفاظ على كرامتهم ومستقبل أطفالهم.

ويتمركز معظم النازحين في المناطق اللبنانية الأكثر فقراً كالبقاع وعكار، والتي تعاني أساساً من الفقر وندرة الموارد والبطالة وغياب الخدمات التنموية الأساسية.

وبحسب الصليب الأحمر الدولي، أعرب 80% من اللاجئين السوريين عن رغبتهم بالعودة إلى بلادهم إذا ما توافرت الظروف لذلك.

وكان وزير شؤون النازحين اللبناني “معين المرعبي” قال في اوائل العام الجاري أن “ملف النازحين السوريين في لبنان سيتم الإنتهاء منه خلال الفترة ما بين شهري حزيران وتموز من صيف هذا العام ”.

ووصف “المرعبي” ، الملف السوري بـ “الشائك” وأن لبنان سيكون خاليآ تماما من النازحين السورين بعد هذا التوقيت.

وأضاف أن الإجراء لن يشمل المقيمين السوريين ولا حتى المقيمين غير الشرعيين وإنما المعني بهذا الملف هو 980 ألف نازح سوري مسجلين لدى الهيئة العليا للإغاثة.

وأشار “المرعبي” في تصريحات سابقة إلى مغادرة 300 ألف لاجئ سوري أراضي لبنان خلال عامي 2016- 2017. وقال إن 70 ألف لاجئ سوري هاجروا من لبنان إلى أوروبا وكندا والولايات المتحدة ضمن برامج “إعادة التوطين” التي تديرها الأمم المتحدة، إضافة إلى مغادرة ما يزيد عن 150 ألف نازح عادوا إلى مناطق محددة في سوريا منها إدلب وريف دير الزور وبعض قرى ومناطق القلمون الغربي.