17/1/2011 مسعد البربرى Barbary74@gmail.com

الإثنين ١٧ يناير ٢٠١١ - ٠٧:٢٩ بتوقيت غرينتش

دور المواطن الصحفى ..

دور المواطن الصحفى .. وأحداث تونس

المواطن الصحفى تلك التسمية التى بدأت تتردد فى الآونة الأخيرة فى إشارة إلى دور رجل الشارع - أيا كان - فى تغطية الأحداث التى يستحيل تواجد الإعلام لتغطيتها - بسبب الحظر أو فجائية حدوثها أو بسبب انتشارها فى أماكن متفرقة وعلى نطاق واسع - مستخدما فى ذلك أبسط الأدوات والتى اعتاد استخدامها بشكل يومى مثل الهاتف المحمول فى التصوير والتسجيل ، أو الانترنت فى الرفع والتسويق ، ومعتمدا على إمكاناته الفنية البسيطة ،

وقبل الأحداث التونسية برزت أهمية هذا الدور فى مواطن عده أشهرها الأحداث الإيرانية والتى تلت إعلان فوز أحمدى نجاد بفترة ولاية ثانية ، ومؤخرا بمصر فى الانتخابات البرلمانية الأخيرة فبرغم قوة وسائل الإعلام العاملة فى مصر وتعددها إلا أن الإجراءات التى فرضتها الحكومة المصرية مؤخرا نجحت فى تكبيلها جميعا ولم تستطع رصد حقيقة ما حدث فى هذه الانتخابات ، فكان المواطن هو كلمة السر فى تخطى هذه الحواجز التى أرادها النظام ، وكانت المشاهد المفزعة والتى لا يصدقها عقل من كل مكان تقريبا فى مصر تذاع على مختلف المحطات العالمية إضافة للصحف والمواقع كلها من إنتاج المواطنين ومن جهودهم المحضة ،

وأخيرا جاءت الأحداث التونسية الأخيرة لتثبت أهمية هذا الدور ففى ظل الإجراءات القمعية والتكميمية للنظام البائد وعدم سماحه لوسائل الإعلام بالعمل داخل الدولة التونسية ، لم تجد وكالات الأنباء والمحطات والصحف والمواقع وغيرها سوى جهد المواطنين فى تغطية هذه الأحداث وهو ما قد كان وبشكل مزهل ، ففى ظل نظام حجب المواقع وحتى المدونات فضلا عن الفضائيات استطاع المواطن التونسى نشر الحقيقة ومن كل شبر فى تونس على العالم كله ،

ولا تقف أهمية نقل حقيقة الأحداث على العالم الخارجى فقط بل فى مثل هذه الأحداث تكون الأهمية أكبر على الداخل فلو لم ير المواطنون فى تونس العاصمة ما حدث فى سيدى بوزيد ما كانوا ليتحركوا ولو لم ير المواطنون فى مكناس ما يجرى فى سوسه لم نجح الشعب فى الاستمرار ،

أتوقف هنا عند موقفين أعتقد أن لهما دور هام فى نجاح الشعب التونسى فى هبته ويرجع الفضل فيهما لهذا المواطن الذى وعى لدوره الإعلامى :

الأول حينما سجل مواطن فعاليات ما ادعاه النظام من أنه مسيرة تأييد للرئيس التونسى انطلقت بعد خطابه وبث فعالياتها على قناته الرسمية - أمر مكرر فى جميع البلدان العربية - فقام بتصوير لوحات السيارات المشاركة فى المسيرة والتى كانت جميعها زرقاء اللون وهى اللوحات المخصصة للسيارات المستأجرة فى تونس ، الأمر الذى هدم أى إدعاء بأن المسيرة لمواطنين تجمعوا من تلقاء أنفسهم ... ،

الموقف الثانى وهو ما رصدته كاميرات بعض المواطنين من تفاعل الجيش مع الناس وعدم تدخله لصالح الدكتاتور - فالجنود يسلمون على الناس فى الشوارع بل ويبكون من شدة التأثر - وهى الصور التى تردد أنها شكلت تأثيرا قويا فى قرار فرار بن على من البلاد ... ،

الموقفين ودلالة كليهما يطول الحديث فيه .. نموذجا قويا على أهمية الدور العظيم الذى يمكن أن يقوم به المواطنون إذا ما توفرت ثقافة الإعلام وأهميتها ...،

الأمر الذى حدا بمحطات عدة فى تصميم مشاريع كبيرة تعتمد على دور المواطنين فى العمل الإعلامى وليس أدل على ذلك من قناة الجزيرة مباشر فى حلتها الجديدة ، وهو ما جعل من الفيس بوك ويوتيوب وتويتر ... وغيرها العدو الأول لكل الأنظمة القمعية الشمولية ولنا فى حديث الرئيس القذافى الأخير الذى علق فيه على أحداث تونس أكبر الدليل .