إدلب.. دون "عنتريات"!

إدلب.. دون
الثلاثاء ١٤ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:٤٨ بتوقيت غرينتش

المسلحون الحاضرون في مدينة إدلب ليس بامكانهم مجابهة الحملة المرتقبة للجيش السوري، ليس هذا فحسب، بل سيتم تسليم إدلب إلى شرطة عسكرية روسية وتركية، سيناريو جديد عرضه المعارض السوري المعروم فراس طلاس.

العالم-تقارير

نشرت صحيفة سورية معارضة، تسجيلا مثيرا لرجل الأعمال البارز، فراس مصطفى طلاس، يتحدث فيه عن مصير إدلب.

وقال طلاس في التسجيل إن "الفصائل المسلحة لن تصمد كثيرا، وسيتم تسليم إدلب إلى شرطة عسكرية روسية وتركية".

وتابع طلاس أن فصائل "جبهة النصرة، والحزب الإسلامي التركستاني، وجند الأقصى"، سيتم إرسالهم إلى مناطق التماس مع الأكراد في حلب والرقة، من أجل قتالهم.

وفي رسالة إلى الفصائل المعارضة في إدلب، قال فراس طلاس: "بلا عنتريات"، في إشارة إلى عدم مقدرتهم على مجابهة الحملة المرتقبة للجيش السوري على المدينة الوحيدة التي لا تزال تحت سيطرة المسلحين بالكامل.

.

وقال طلاس إن "ترحيل النصرة (هيئة تحرير الشام) إلى مناطق سيطرة المليشيات الكردية هو بمثابة خلق داعش جديدة، ما يمكن أن يسفر عن تحالف جديد يضم الأتراك والنظام في صفوفه، ويوافق فيه الأمريكان على بيع المليشيات الكردية وإعادة كل مناطق سيطرتها إلى النظام"، بحسب وصفه.

وكان طلاس خرج في تسجيل مشابه قبل شهور، تحدث فيه عن بدئه في مبادرة تهدف إلى ضغط الفعاليات المدنية في مناطق المعارضة على الفصائل المسلحة، لتسليمها إلى إدارات مدنية تحت سلطة قاعدة "حميميم" الروسية، وبدأ ذلك من مسقط رأسه في الرستن بمحافظة حمص.

يذكر أن فراس طلاس، نجل وزير الدفاع السابق مصطفى طلاس، اعتقل عدة شهور في الإمارات العام الماضي، على خلفية متعلقة بارتباطه بشركة "لافارج" الفرنسية المتهمة بتقديم الدعم المالي لتنظيم داعش مقابل حماية مصالحها في صحراء سوريا، في حين ذكرت تقارير أخرى أن طلاس الذي يترأس تيار "الوعد" اعتقل في الإمارات بسبب تزوير جواز سفر.

اجتماع تركي روسي قد يحسم مصير إدلب

سواد في سماء إدلب شمال غربي سوريا، يخفي مصير هذه البقعة ‏الجغرافية المرتبط بنتائج اللقاء الذي يجمع مسؤولين اتراكاً وروساً، خلال زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى العاصمة التركية أنقرة، وسط استبعاد مراقبين أن يقدم اردوغان على التنازل عن إدلب كما فعل في حلب، إذ ان مغبة التخلي هذه ستفتح الباب أمام الأكراد لتهديد أمن أنقرة، مرجحين ان يفضي اللقاء إلى التنازل عن أجزاء معينة على أطراف المحافظة من شأنها إرضاء النظام السوري الذي يسعى إلى استرجاع هيبته أمام حاضنته في المناطق المتاخمة للساحل السوري، والضغط لانهاء العمل العسكري في المنطقة.

ويجري وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اليوم الثلاثاء محادثات مع نظيره التركي مولود جاويش أوغلو حيث تتصدر مسألة التسوية في سوريا واللجنة الدستورية وعملها في جنيف على جدول مباحثات جدول اعمال اللقاءات الثنائية.

وكشف بيان لوزارة الخارجية الروسية، الأحد، أن روسيا وتركيا ستقومان بالتحضير لمؤتمر قمة رباعية بخصوص سوريا ينعقد أوائل الشهر المقبل، بناء على دعوة من الرئيس التركي رجب طيب اردوغان، ويشارك فيها رؤساء حكومات ألمانيا وفرنسا وتركيا وروسيا.

وحسب خبراء ومراقبين فإن أبرز المطالب والشروط المقدمة إلى أنقرة خلال قمة العمل تنحصر في توحيد الفصائل وإنشاء ادارة مدنية لها، وحل هيئة تحرير الشام، حيث تبدو ارهاصات ذلك من خلال ما صرح به قائد الجيش الوطني العقيد هيثم عفيسي حول هذا الجيش ومهامه وتشكيله، وكل ذلك بدعم تركي.

مصدر عسكري مسؤول من مدينة ادلب أكد لـ «القدس العربي» ان تجنيب المنطقة مغبة الحرب والحملة العسكري سيكون مقابلها تراجع فصائل المعارضة لصالح قوات النظام التي سوف تتقدم بدعم روسي إلى مناطق محدودة، يمكن تحديدها في الاطراف الشرقية في الساحل وحماة، «منطقة جسر الشغور لمتاخمتها لمنطقة الساحل وبالسيطرة عليها يؤمن النظام مناطق الموالين له».

يضاف إلى ذلك ضغط روسي باتجاه الحل السياسي المنحصر باللجنة الدستورية واعداد دستور، لانجاز تفاهمات جديدة بموجب ما تم التوصل اليه عسكرياً وسياسياً.

الارهابیون امام مفترق طرق في إدلب

لا خيارات عديدة أمام الفصائل المسلّحة، هكذا يقول الكاتب والمحلّل السياسيّ تركي صقر في حديثه لـ”وكالة أنباء آسيا”، عن مجريات العمليّة في إدلب، مبيّناً أنّ الخيارين الوحيدين هما إمّا القبول بالتسوية أو مواجهة الجيش السوريّ.

وشدّد المحلّل السياسيّ على أنّ الجيش السوري كما في غير مناطق، اتّخذ قراره باستعادة محافظة إدلب من الفصائل المسلّحة، مشيراً إلى أنّ الوقت بات مناسباً لخوض المعركة في الشمال.

وبيّن صقر أنّ الجيش السوري أعدّ عدّته خلال الأيّام الماضية، للبدء بعملية تحرير المحافظة عبر الخيارين الوحيدين، إمّا المصالحة أو الميدان، على غرار ما تمّ في جنوب البلاد، بحسب ما ذكر.

وحول تفاصيل المعركة، يقول صقر: إنّ العمليّة وبحسب ما هو متوقّع، ستنطلق من غربي جسر الشغور، على أنْ تمتدّ لداخل المدينة وفق معطيات المعركة وكيفيّة سير العمليّات العسكريّة على الأرض، منوّهاً بأنّها ستكون عمليّةً دقيقةً ومدروسة بشكل تامّ.

ونوّه الكاتب السياسيّ إلى أنّ الجيش السوريّ لا شكّ سيبقي على خيار المصالحة، موضّحاً أنّ باب التسوية مفتوحٌ لكلّ من يريد دخولها وتجنب المعركة التي ستكون الخيار الوحيد أمام القوّات السوريّة في حال لم تقتنع الفصائل بالتسوية.

وعن مصير كافّة العناصر المسلّحة الموجودة في المحافظة ، يقول صقر: إنّ العناصر الأجانب أمامهم طريق الترحيل من حيث أتوا، في حين أنّ أبناء المناطق الأخرى سيكون بإمكانهم دخول تسوياتٍ جديدة والعودة إلى مناطقهم سواء في الجنوب أو في الداخل، كما أنّ أبناء المنطقة لا شكّ سيفتح أمامهم باب التسوية ليبقوا في مناطقهم كما حدث في مناطق التسويات في عدد من المحافظات الأخرى.

وشدّد صقر على أنّ من لا يقبل بالتسوية وإتمام المصالح لا شكّ سيواجه الجيش السوريّ الذي سيفرض شروطه لاستعادة المنطقة كاملةً، مبيّناً أنّ القوّات السوريّة اتّخذت قرارها ولن تتراجع عنه، بحسب قوله.

وعن الدور التركيّ، بيّن صقر أنّ أنقرة لا تريد للفصائل المسلّحة والتي تصنّف بالإرهابيّة أنّ تدخل أراضيها، خاصّة بعد فشل توحيد جميع الفصائل والتنظيمات التي كانت تدعمها.

موضّحاً أنّها تريد معالجة ملفّ إدلب عبر إيجاد حلٍّ وتسويةٍ دون أنْ ينعكس على الداخل عبر فرار الإرهابيّين إلى مناطقها الحدوديّة، الأمر الذي لن تسمح به كونه سيسبّب لها مشاكل خارجيّة كبيرة لن تستطيع حلّها بسهولةٍ، خاصّةً في ظلّ المشاكل التي تخوضها مع أمريكا، على حدّ قوله.