معركة إدلب وشيكة وسط ازدياد نشاط "النصرة"..هذا ما يتم التحضير له

معركة إدلب وشيكة وسط ازدياد نشاط
السبت ١٨ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٩:٣٥ بتوقيت غرينتش

مع تحضيرات الجيش السوري لإطلاق معركته القادمة باتجاه محافظة إدلب، وإتمامه استعداداته الميدانية واللوجستية،بعد تمكنه من تحرير الغوطة الشرقية والجنوب وتنظيف البادية، ودحر المسلحين استسلاما بركوب الباصات الخضر او ترحيلا الى ادلب، بدأت معركة من نوع آخر، واللاعب فيها هي جبهة النصرة.

العالم - تقارير

فقد شنت ما تسمى هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً) حملة مداهمة واعتقالات بعدة بلدات في محافظة إدلب شمالي سوريا خلال الأيام الأخيرة، وألقت القبض على عشرات المدنيين واقتادتهم إلى أماكن مجهولة بتهمة التواصل مع الحكومة السورية، ومركز المصالحة الروسي والسعي لترتيب مصالحات وتسويات في مناطق مختلفة من ريف محافظة إدلب السورية، كما ألقت القبض على وجهاء من الريف الجنوبي للمحافظة بتهمة الاجتماع مع ممثلين عن مركز المصالحة الروسي للتحضير لمصالحات تشمل مناطقهم وبلداتهم.

كما قامت النصرة باعدام عدداً من الأشخاص (الجمعة) في ريف إدلب، قالت إنهم يتبعون لتنظيم "داعش" ووصفتهم بالخوارج دون أن تقدم مزيداً من التفاصيل، وذلك بعد أكثر من شهر على تنفيذ إعدامات مشابهة نفذتها "الهيئة" في ريف إدلب أيضاً.

وقالت وكالة "إباء" التابعة لـ "تحرير الشام" (جبهة النصرة) إن "الجهاز الأمني لهيئة تحرير الشام ينفذ عملية القصاص في 6 عناصر من عصابات البغدادي المتورطين في زرع العبوات وقتل المسلمين" على حد وصفها، ونشرت صورا للعملية قبل وبعد تنفيذ الإعدام.

ويبدو ان اعدام هؤلاء جاء بعد يوم من وقوع انفجارين متتاليين بعبوات ناسفة في أحد الحواجز التابعة لـ "هئية تحرير الشام" شرقي إدلب، أسفرا عن سقوط قتلى وجرحى.

الامر الثالث، وقعت "هيئة تحرير الشام" – (جبهة النصرة) وثيقة اتفاق مع حركة "نور الدين زنكي" الموالية لتركيا بحضور حسن صوفان القائد العام لحركة "أحرار الشام" الموالية لتركيا، وهو أيضا في جيش "تحرير سوريا" المؤلف من "حركة نور الدين زنكي" وحركة "احرار الشام" وفصائل أخرى، كما افاد موقع "العهد" الإخباري.

ونصت الوثيقة على اتفاق ينسق العمل بين "هيئة تحرير الشام" – "جبهة النصرة" وحركة "نور الدين زنكي" في منطقتين. المنطقة الأولى أطلق عليها القاطع الشمالي لحلب وتشمل عندان ومحيطها. والمنطقة الثانية تشمل مدينة دارة عزة، وتوزيع مقار سيطرة كل حركة فيما بينهما والتشديد على عدم التجاوز على الاخر.

لكن في ظل هذه التطورات تواجه الجماعات الارهابية المسلحة مصيراً محتوماً حيث لم يعد لها خيار الانتقال واللجوء الى جهة اخرى غير البقاء في ادلب، فهم امام خيار الاستسلام او الانتحار خصوصا اذا ما اغلقت تركيا الحدود بوجه المسلحين كما فعل الاردن والكيان الاسرائيلي.

من جهتها، بادرت ​تركيا​ في الأسابيع الأخيرة الى خطوة “التفافيّة” على المعركة المنتظرة، عبر محاولات دمج يائسة لعدد كبير من الفصائل المسلّحة تحت عنوان “الجبهة الوطنيّة للتحرير” بهدف مقارعة جبهة النّصرة التي رفضت حتى الآن حلّ نفسها، وبالتالي لنزع أحقّية الجيش السوري وحلفائه من شنّ العمليّة العسكرية صوب ادلب وريفها، بدا لافتا عمليّات “التهريب” الممنهجة لمجموعات الصفّ الأول من قادة “النّصرة”، وعدد كبير من متزعّمي الفصائل الارهابية الأخرى الأجانب الى تركيا، ومنها الى ​السعودية​ بحجّة اداء فريضة الحج، وسط تواتر معلومات صحافيّة اكّدتها تقارير غربيّة، كشفت عن عزم النظام السعودي “شراء” الآلاف من مرتزقة الميليشيات المسلّحة في ادلب بهدف زجّهم في العدوان المتواصل على ​اليمن​.