بصيص من الأمل في محادثات تسوية يمنية مرتقبة بجنيف

بصيص من الأمل في محادثات تسوية يمنية مرتقبة بجنيف
السبت ١٨ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:٢٦ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي يواصل تحالف العدوان السعودي جرائمه المروعة بحق الشعب اليمني الأعزل بمرمى و مسمع من المجتمع الدولي دون حراك واقعي, دعت الأمم المتحدة, الأطراف اليمنية إلى الجلوس على طاولة المفاوضات قي جنيف بسويسرا في 6 من شهر سبتمبر اللاحق، للبحث في إطار عمل لمفاوضات التسوية.

العالماليمن

قالت المتحدثة باسم الأمم المتحدة إن المبعوث الدولي إلى اليمن مارتن غريفيث وجه دعوات إلى الحكومة اليمنية المستقيلة وجماعة أنصارالله للمشاركة في محادثات بجنيف يوم 6 سبتمبر/أيلول المقبل، سعيا لحل سياسي للصراع الدائر بدلا من السبل العسكرية.

وأعلنت أليسندرا فيلوتشي أثناء مؤتمر صحفي يوم الجمعة الماضي في مقر الأمم المتحدة بجنيف بسوئيسرا "يمكنني أن أؤكد أن مكتب المبعوث الخاص (غريفيث) بعث دعوات إلى كل من الحكومة اليمنية (المستقيلة) وأنصار الله".

ويسعى غريفيث إلى التفاوض مع أطراف النزاع اليمني، وجمعهم إلى طاولة الحوار للتفاوض لإنهاء الصراع القائم منذ أكثر من 3 سنوات، والذي تسبب بمقتل أكثر من 10 آلاف شخص ودفع البلاد إلى حافة المجاعة.

وكان غريفيث قد أعلن قبل حوالي أسبوعين أمام مجلس الأمن الدولي اعتزام المنظمة دعوة الطرفين للذهاب إلى جنيف في هذا الموعد للبحث في "إطار عمل لمفاوضات سلام، والإجراءات المتصلة ببناء الثقة وخطط محددة لتحريك العملية قدما".

وأكد مسؤول في الحكومة اليمنية المستقيلة أن السلطة ستشارك في محادثات جنيف رغم أنها "غير متفائلة" بنتائجها.

وقالت فيلوتشي إنها لا تملك معلومات عن دعوة محتملة لممثلي إيران والسعودية والإمارات للمشاركة في محادثات جنيف.

وكان المبعوث الأممي الثالث خلال 7 سنوات لليمن مارتن غريفيث قد قال إن المشاورات اليمنية المرتقبة في جنيف في السادس من الشهر المقبل، لا تحتاج إلى الجلوس وجها لوجه بين الأطراف، بينما المحادثات عملية رسمية بين الفرقاء وجها لوجه.

وأضاف غريفيث، في حديث لصحيفة "الشرق الأوسط": "في هذه المرحلة، نتحدث عن مشاورات تؤدي إلى مفاوضات، وعندما ننهي المشاورات،، سنكون مستعدين للانتقال إلى المحادثات".

وكشف عن مسعاه للحصول على اتفاق موقع يقضي بموجبه تشكيل حكومة وحدة وطنية وترتيبات أمنية، مؤكدا أنه ينبغي إشراك حزب المؤتمر الشعبي العام، والجنوبيين، في العملية السياسية.

 

حزب المؤتمر الشعبي العام" يطلب توضيحا بشأن استبعاده من مشاورات جنيف

طلب وزير الخارجية اليمني الأسبق، القيادي في حزب "المؤتمر الشعبي العام"، أبو بكر القربي، توضيحا من الأمم المتحدة حول استبعاد الحزب من المشاورات، التي ستجري في جنيف، بداية الشهر المقبل.

وقال القربي: "كما بلغني، الآن، أن الدعوات وجهت إلى أنصار الله وإلى الحكومة (المستقيلة) ولم توجه إلى المؤتمر الشعبي العام لا كأفراد ولا كتيار سياسي.. نحن نريد توضيحا".

مضيفا "يقولون إنه يمكن أن يدعوهم كمراقبين، أو شيء من هذا القبيل، ولكن ليس كأصيل في المشاورات".

وأوضح القيادي المؤتمري أنهم ينتظرون من الأمم المتحدة إعطاء توضيح رسمي حول أسباب استبعاد الحزب من المشاورات، قائلا: " نحن على تواصل (مع الأمم المتحدة)، لكن المبررات التي يعطونا إياها نريد أن يعلنوا عنها رسميا، وليس في غرف مغلقة، حتى يكون هناك رد فعل".

وأشار القربي إلى أن موقف قيادات حزب المؤتمر الموجودون في صنعاء "مثل موقفنا الذي في الخارج أن المؤتمر يجب أن يشارك بصورة مستقلة".

وكان القربي قد نشر تغريدة اليوم على موقع "تويتر"، قال فيها: " يتعارض استبعاد المؤتمر من مشاورات جنيف مع ما عبر عنه المبعوث، في لقاء صحفي، عن أهمية مشاركة المؤتمر فيه، وبالتالي عليه توضيح سبب الاستبعاد الذي لن يمنع المؤتمر من إعلان رؤيته للحل السياسي، وتصديه لسياسة الإقصاء، وهيمنة القوة والمصالح، وتحركه ضمن جبهة وطنية تبني الدولة، وتحمي الجمهورية".

هنا يطرح سؤال: هل تلبي الأطراف اليمنية هذه الدعوة من قبل الأمم المتحدة للمشاركة في مؤتمر جنيف للسلام؟!

يقول القيادي في حركة "أنصار الله" محمد البخيتي بشأن الدعوة الأممية للحكومة اليمنية المستقيلة ولجماعة "أنصار الله" إلى المشاركة في مؤتمر جنيف للسلام في اليمن، ليس هناك بعد أي رد رسمي من الحركة في هذا الموضوع ،حتى تتضح الصورة خصوصا فيما يتعلق في اليات الحوار، لكن على العموم لو انعقد هذا المؤتمر لن يؤدي إلى أي نتيجة لأن مسار الأمم المتحدة مثقل بالأعباء، والكثير من العوائق، كما أن إطالة الأزمة واستمرارها  لصالح هادي وجماعته، حيث أن القرار ليس بيدهم، كيف يمكن التحاور مع طرف لا يمثل شيء وليس القرار بيده. لذا نرى الحل في إجراء حوار داخلي بين المكونات اليمنية، وعامل الضغط الشعبي سيكون له تأتي  في الحوار، أما هادي وجماعته ليس لهم أي تمثيل شعبي على الأرض. مسار الأمم المتحدة لن يؤدي إلى أي حل للأسباب التي ذكرتها سابقا.

محمد البخيتي

وأكد غريفيث مطلع الشهر الجاري أمام مجلس الأمن الدولي أن "الحل السياسي ممكن" في اليمن، وأن الأطراف المختلفة ستدعى لبدء محادثات سلام في جنيف يوم 6 سبتمبر/أيلول المقبل.

ولدى الحكومة اليمنية المستقيلة آمال ضئيلة بأن تفضي هذه المحادثات إلى حل، وتتهم أنصارالله بأنها غير مستعدة لتقديم تنازلات.

ويشهد اليمن أسوأ أزمة إنسانية في العالم. إذ يحتاج 22 مليون شخص، أي 75% من السكان، إلى شكل من أشكال المساعدة والحماية الإنسانية، بما في ذلك 8.4 مليون شخص لا يعرفون من أين يحصلون على وجبتهم القادمة. كما قتل أو جرح ما يزيد عن 28 ألف يمني منذ عام 201 منذ تدخل تحالف العدوان السعودي في مارس/آذار 2015 وحسب الأمم المتحدة، فقد وثقت 9500 حالة وفاة مدنية، وغالبية الضحايا المدنيين ناتجة عن الضربات الجوية.