الخرطوم: نراقب "اسرائيل" بالجنوب ونرفض قوات دولية بالشمال

الثلاثاء ١٨ يناير ٢٠١١ - ٠٥:٣٦ بتوقيت غرينتش

الخرطوم(العالم)-18/01/2011- اكدت الخرطوم انها ستزيد من مراقبتها لتحرك الجنوب بعد الانفصال المحتمل نحو اقامة علاقات مع الكيان الاسرائيلي وحذرت من انها تعتبر ذلك خطوة تستهدفها بامتياز، مشددة على رفضها لانتشار اي قوات دولية على اراضيها بين الشمال والجنوب. وقال مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية الاثنين: ان السودان يستعد في قطاع العلاقات الخارجية لوضع استراتيجية لمرحلة ما بعد الاستفتاء لقناعة الحكومة بان البلاد حتى بعد الانفصال سيبقى من اكبر الدول العربية من حيث المساحة بنحو مليوني كيلومتر مربع، وبثلاثين مسليون نسمة وسيبقى يجاور

الخرطوم(العالم)-18/01/2011- اكدت الخرطوم انها ستزيد من مراقبتها لتحرك الجنوب بعد الانفصال المحتمل نحو اقامة علاقات مع الكيان الاسرائيلي وحذرت من انها تعتبر ذلك خطوة تستهدفها بامتياز، مشددة على رفضها لانتشار اي قوات دولية على اراضيها بين الشمال والجنوب.

 

وقال مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل في تصريح خاص لقناة العالم الاخبارية الاثنين: ان السودان يستعد في قطاع العلاقات الخارجية لوضع استراتيجية لمرحلة ما بعد الاستفتاء لقناعة الحكومة بان البلاد حتى بعد الانفصال سيبقى من اكبر الدول العربية من حيث المساحة بنحو مليوني كيلومتر مربع، وبثلاثين مسليون نسمة وسيبقى يجاور سبع دول.

 

واضاف اسماعيل ان العلاقات السودانية مع الجوار ترتكز على التداخلات القبلية والمصالح المشتركة والعلاقات الثقافية والتاريخية والمصالح الاستراتيجية والمشتركة مثل مياه النيل وغيرها.

 

وتابع مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل: كما ان دولة الجنوب الوليدة في حال الانفصال ستكون اكبر الدول المجاورة للسودان بحدود مشتركة بطول نحو الفي كيلومتر، بالاضافة الى التداخل القبلي والثقافي بين الطرفين في ظل انتشار اللغة العربية والثقافة الاسلامية في الجنوب، والمصالح المشتركة المتمثلة في النيل، كما ان ارتباط الجنوب بالخارج وتصديرها النفط سيكون عبر الشمال.

 

واكد اسماعيل قوة موقف بلاده بين جيرانه، وانها ستعاملها على اساس سياسة الوفاق والتفاهم، معتبرا ان اي دولة تسيئ للعلاقات مع الخرطوم فان الاخيرة ستعاملها بالمثل.

 

وانتقد محاولة بعض من روجوا لانفصال الجنوب الايحاء بان الدولة الجديدة لن تحتاج الى الشمال وان الاستثمارات الخارجية ستنهال على الاقليم بعد الانفصال، متوقعا ان يتحمل الجنوب خسارة كبيرة ويندم على انفصاله عن الشمال، ويكتشف ان الغرب لن يقدم تنمية له.

 

واكد اسماعيل ان الخرطوم ستزيد من وتيرة المراقبة والمتابعة لاي قرار تتخذه حكومة الجنوب حيال العلاقات مع الكيان الاسرائيلي، او اي دولة يأتي بها الجنوب لكي تعبث بمياه النيل او الامن القومي السوداني او العلاقات الطبيعية بين الشمال والجنوب، ولن تترك الخرطوم مثل هذا التحرك ان ينمو ويكبر وستواجهه منذ البداية.

 

واشار الى نكث الولايات المتحدة بوعودها للسودان بعد اتفاقية نيفاشا وابوجا، واكد ان بلاده لا تثق باي منها وذلك لسيطرة اللوبيات الصهيونية والضاغطة والمتشددة على القرار في الادارة الاميركية، والتي تمنع ذلك، مؤكدا ان الخرطوم لن تقدم تنازلات عن مواقفها المبدئة والثابتة.

 

واشار اسماعيل الى رفض بلاده نشر قوات دولية على الحدود بين الشمال والجنوب، معتبرا ان ذلك يمكن ان يكون في اراضي الجنوب فقط وحسب القوانين الدولية، ولن يكون في اراضي الشمال.

 

واعتبر مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل ان الولايات المتحدة تحاول ان تحتفظ باوراق ضغط في يدها في التعامل مع الخرطوم للضغط عليها، مشددا على ان الخرطوم لن تستجدي واشنطن لرفع اسمها من قائمتها للارهاب او رفع العقوبات عنها، والذي فرضت عليه ظلما ويجب رفعها.

 

ورفض اسماعيل مقترح الحركة الشعبية في الجنوب لحل مشكلة منطقة ابيي والذي يقضي باستثناء قبيلة المسيرية من التصويت في استفتاء حول تقرير مصير المنطقة وحذر من ان ذلك يعني حربا بين الشمال وقبيلة المسيرية المتواجدة في ابيي تاريخيا ولا احد يمكنه اخراجهم منها، معتبرا ان لابد لكل الاطراف من التفاهم حول هذه المشكلة.

 

واشار الى ان اتفاقية السلام تقر بان الحدود ما بين الشمال والجنوب هي المرسومة في عام 1956، واكد ان الخرطوم مستعدة للتوصل الى اتفاق حول نقاط الخلاف بناء على هذه المرجعيات.

 

ودعا اسماعيل الى حل المشاكل بين الاطراف السودانية مثل دارفور في الداخل ومنع اي تدخل خارجي في شأن البلاد، مشيرا الى ان الخرطوم تريد ان تضع جدولا ايضا لانسحاب القوات الافريقية والدولية من الشمال.

 

وحول مطالبات المعارضة الشمالية باعادة صياغة الدستور وتشكيل حكومة جديدية واجراء انتخابات في المرحلة المقبلة قال مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل ان الانتخابات السابقة بينت حجم هذه الاطراف التي لم تتمكن من تسجيل نتيجة جيدة، مشيرا الى ان الخرطوم ستؤكد رغم ذلك على تحقيق الوفاق الداخلي في المرحلة القادمة، على اساس الدستور الحالي الذي يؤكد استمرار الحكومة الحالية حتى خمس سنوات قادمة.

 

واتهم اسماعيل المعارضة السودانية بانها لا تملك قراءة صحيحة للاوضاع في البلاد، داعيا الى الاستجابة لدعوة الرئيس البشير لتشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة على اساس الدستور.

 

وانتقد دعوة بعض احزاب المعارضة لاقامة دولة مدنية واعتبر ذلك محاولة للاتفاف على الدستور الذي يقر بان الشمال تحكمه الشريعة الاسلامية، منوها الى انه لا تعارض بين الدولة المدنية وتطبيق الشريعة الاسلامية التي تحترم رغبة الاقليات الى جانب حقوق الاكثرية ومطالباتها.

 

واكد اسماعيل ان من حق المعارضة المطالبة بالحكومة المدنية ان تسعى لاقامتها حسب مواصفاتها اذا ما تمكنت من ان تحصل على اصوات الشعب السوداني عبر صناديق الاقتراع والتي افرزت المعادلة الحالية، لكنه اكد ان الحكومة لن تقبل باي تآمر على الدولة واي محاولة تخريب.

 

واشار مستشار الرئيس السوداني مصطفى عثمان اسماعيل الى ان المؤتمر الوطني قدم تضحيات كبيرة من اجل الحفاظ على الجنوب، واعتبر ان الشعب السوداني هو من فوض الرئيس البشير والمؤتمر الوطني اجراء الاستفتاء حول تقرير مصير الجنوب، وقد التزمت الحكومة في الخرطوم بهذا الاستحقاق حتى النهاية، رافضا تحميل المعارضة الحزب الحاكم مسؤولية انفصال الجنوب.

MKH-18-01:25