البوصلة - اتفاق الهدنة بين موقف الاحتلال وقرارات المجلس المركزي

الأحد ١٩ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٦:٤٨ بتوقيت غرينتش

بين الحديث عن اقتراب الاعلان عن اتفاق الهدنة بين كيان الاحتلال الاسرائيلي وبين المقاومة الفلسطينية بحسب مصادر مصرية وموقف الاحتلال، تبرز مخرجات اجتماع المجلس المركزي الفلسطيني التابع للسلطة الفلسطينية الرافض لأية مفاوضات او اتفاقات مع الاحتلال خارج اطار منظمة التحرير الفلسطينية.

فيما اعلنت حركة فتح بالمقابل ارسال وفد الى القاهرة للانضمام الى الفصائل الفلسطينية المجتمعة هناك لبحث اتفاق الهدنة، فهل سينجح الوسيط المصري بفرض الاتفاق على الفصائل ومنها فتح؟ أم ان هناك سيناريوهات قد تطيح بالهدنة قبل اعلانها.

هذا واكد مراسل العالم فارس الصرفندي، ان الوضع واضح تماماً بان القيادة الفلسطينية غير راضية عن موضوع الهدنة مع كيان الاحتلال وتوقيعها.

وقال مراسلنا الصرفندي في حوار مع برنامج "البوصلة"، ان هذا الرفض يأتي من رؤية السلطة الفلسطينية بان اي اتفاق تهدئة هو ليس حقاً لفصيل مقاوم او لأي فصائل اخرى مهما علا شأنه، وتعتقد ان اقامة الهدنة مع كيان الاسرائيلي هو شأن فلسطيني ويجب ان يكون باتفاق فلسطيني وليس عبر فقط حركة حماس او حركة الجهاد الاسلامي.

واوضح، ان القيادة الفلسطينية تشعر بان اتفاق التهدئة قد يكون مقدمة لفصل الضفة الغربية عن قطاع غزة وهو ما قد يؤدي الى تمرير صفقة ترامب المتوقعة، حسب تعبيرها.

من جانبه، حذر الكاتب والمحلل السياسي سعد نمر من رام الله، من طرح موضوع الهدنة من قبل كيان الاحتلال الاسرائيلي، وقال: ان الاحتلال الاسرائيلي لديه نوايا مبطنة تجاه كل القضايا التي تتعلق بالشعب الفلسطيني، معتبراً انها ليست منّة من قبل الاحتلال الاسرائيلي اقدامهم على الهدنة مع حماس او مع المقاومة في قطاع غزة.

واوضح نمر، ان للاسرائيليين اهداف خاصة بهم، خاصة في وقت انهم يعانون من ازمة داخلية سواء على صعيد الحكومة الاسرائيلية او كيفية التعامل مع قطاع غزة، فهم امام خيارين اما الذهاب الى حرب، وهذا غير ممكن بالنسبة لهم، لانهم لايريدون حرباً الان، باعتبار ان كل التوجهات حالياً باتجاه شمال الاراضي المحتلة اكثر منها باتجاه الجنوب، لذلك هم ليسوا معنيون بالحرب، واما ايجاد حلاً للضغط المستمر على الجمهور الاسرائيلي في الجنوب من قبل غزة ومسيرات العودة المتواصلة في ايام يوم الجمعة والطائرات الورقية التي تستهدفهم.

ولفت المحلل السياسي الى ان الاحتلال الاسرائيلي معني لايجاد حل بشكل او بآخر، وان تجاوز هذا الحل السلطة الفلسطينية، او تجاوزه ايضاً كل الامكانيات لوضع حل حقيقي لقطاع غزة.

وحول فرص نجاح الهدنة، قال سعد نمر: ان مصر متفائلة باعتبارها الوسيط ما بين الاسرائيليين وحركة حماس والجهاد الاسلامية وبقية قوى المقاومة، وعلى ما يبدو ان الامور تتجه بهذا الاتجاه لان الاسرائيليين جاهزون ان يقدموا بعض التنازلات التي من شأنها ان تخفف الحصار على غزة، مشيراً الى ان كيان الاحتلال كان قد خرق الهدنة التي تمت عام 2014 مع الفصائل الفلسطينية لايقاف الحرب.

واوضح نمر، ان الوضع يتكرر من جديد، هدنة مقابل هدنة، من اجل يفتح كيان الاحتلال المعابر وتزويد غزة بالوقود والسماح بالتنقلات وبعض المواد الدخول للقطاع، مشيراً الى ان هذه ليست منّة من الاسرائيليين وانما هو حق طبيعي للفلسطينيين، وهي قضايا انسانية يجب ان يتمتع بها الفلسطينيون في قطاع غزة دون اجراء اية مفاوضات مع الاحتلال الاسرائيلي.

واكد نمر، ان من حق حركة حماس ان تفاوض الاسرائيلي بشكل مباشر باعتبار ان موضوع التهدئة هو بيد القوى المقاومة التي تحمل السلاح وتفاوض على التهدئة مقابل انجازات تحصل لقطاع غزة من قبل الاسرائيليين.

المزيد من التفاصيل في الفيديو المرفق اعلاه..

 

ضيوف الحلقة
مراسل العالم فارس الصرفندي

الكاتب والمحلل السياسي سعد نمر