ملف عودة ​اللاجئين السوريين..في صلب زيارة باسيل لموسكو

ملف عودة ​اللاجئين السوريين..في صلب زيارة باسيل لموسكو
الإثنين ٢٠ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٥:٣٥ بتوقيت غرينتش

وصل وزير الخارجية والمغتربين اللبناني جبران باسيل مساء امس الاحد الى  موسكو في زيارة عمل بدعوة من نظيره الروسي سيرغي لافروف.

وقالت مصادر ​في وزارة الخارجية والمغتربين​ اللبنانية أن جدول الأعمال المكثف لزيارة الوزير باسيل إلى ​روسيا​ يعكس الأهمية التي توليها موسكو لهذه الزيارة.

وأوضحت المصادر نفسها أن ملف عودة ​النازحين السوريين​ شغل الحيّز الأساسي من المحادثات بين الوزيرين اللبناني والروسي، وذلك في ضوء المبادرة الروسية لتأمين العودة، مؤكدة ان أهمية الزيارة هي في توقيتها اذ ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يكثّف اتصالاته بعد قمة هلسنكي مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب لتأمين الدعم المالي والغطاء السياسي الدولي لنجاح مبادرة العودة.

وفِي هذا السياق، التقى بوتين بالمستشارة الألمانية انجيلا مركل. وأشارت المصادر نفسها إلى أن وزير الخارجية اللبنانية طرح على بساط البحث الإجراءات التي اتخذها لبنان لتأمين كافة مستلزمات العودة الممرحلة والآمنة والكريمة للنازحين السوريين الذين يبدي كثيرون منهم الرغبة في العودة الى بلادهم.

وأكدت المصادر انه بالإضافة الى ملف النازحين، تناولت المحادثات بين الوزيرين الروسي واللبناني التي جرت اليوم الاثنين العلاقات الثنائية من جميع جوانبها السياسية والإقتصادية وآفاق التعاون بين البلدين اللذين تربطهما مصالح مشتركة وتجمعهما رؤية واحدة لجهة تأمين استقرار ​الشرق الأوسط​ ومنع سيطرة التطرّف و​الإرهاب​ وحماية التنوّع الثقافي والديني والحضاري في المنطقة.

وقد أعرب وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف عن أمل موسكو في أن يتعامل الامين العام للامم المتحدة أنطونيو غوتيريش، مع منع مشاركة الأمم المتحدة في المشاركة في إعادة إعمار سوريا.

وقال الوزير الروسي عقب المباحثات مع نظيره اللبناني، جبران باسيل اليوم الاثنين في مقابلة صحفية مشتركة  : "تبين أن الإدارة السياسية بالأمانة العامة للأمم المتحدة قد أصدرت ونشرت في كل منظومة الأمم المتحدة، في تشرين الأول/ أكتوبر، من العام الماضي، توجيها سريا يحظر على المنظمات التي تنتمي لهذا النظام المشاركة في أي مشاريع لإعادة الاقتصاد السوري. ولا شيء أكثر من المساعدات الإنسانية فقط".

وأضاف لافروف: "لقد سألت الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، لماذا هذه الموضوعات توجه داخليا وبشكل سري، ولماذا لم يتم إعلام مجلس الأمن بها، الذي يتعامل بشكل مباشر مع التسوية السورية، ولماذا يتم اتخاذ مثل هذه القرارات بدون تحليل موضوعي مفتوح للحالة على الأرض؟".

وتابع وزير الخارجية الروسي: "وعد أنطونيو غوتيريش أن يتعامل. آمل أن يحلها".

وحول لبنان أكد لافروف أن روسيا تنظر إلى استقـرار لبنان كأساس للتوازن في المنطقة، مشددا على ضرورة ألا يصبح لبنان رهينة للتدخل الخارجي ومشكلة اللاجئين السوريين مرحبا بنتائج انتخابات لبنان البرلمانية حيث عملت فيها كل الأطراف كجبهة واحدة

وتابع انه يجب ألا يصبح لبنان رهينة للتدخل الخارجي ومشكلة اللاجئين ونحن نعمـل على العـودة الآمنة للاجئين السوريين من لبنان إلى بلادهم  مؤكدا ان ظروف عودة اللاجئين إلى سوريا ستتحسن.

وصرح  لافروف ان نهج لبنان فـي حـل مسـألة اللاجئين بدأ وتواصل جديا منذ البداية مؤكدا ان وجود أكثر من مليون لاجئ سوري هـو عـبء كبيـر علـى الاقتصـاد اللبناني.

 واضاف ان هناك محاولات مصطنعة لرفض المشاركة بإعادة إعمار سوريا وتهدف لإعاقة عودة اللاجئين مشيرا الى ان  واشنطن تروج لإعادة الإعمار في مناطق سيطرة جبهة النصرة فقط.

واكد  لافروف اننا سنـواصل العمـل مـع دول تهتم بملف العودة السريعة للاجئين الا ان المسلحين المدعومين من واشنطن في التنف يعيقون عودة اللاجئين من الأردن ولذلك نلفت انتباه مجلس الأمن لسلوك الولايـات المتحـدة الهـدام في جنـوب سوريا.

من جانبه قال وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل خلال هذه المقابلة الصحفية المشتركة ان لبنان يقف مـع العـودة السـريعة والآمنة للاجئين السوريين دون ربطها بالعملية السياسية و"نؤيد المبادرة الروسية للعودة لأنها المبادرة الدولية الأولى من نوعها".

واضاف ان مبادرة روسيا للعودة شكلت الغطاء السياسي للتشجيع على العودة ونجاحها واننا  مستعدون للتنسيق مع موسكو ودمشق والأمم المتحدة من أجل حل قضية اللاجئين السوريين.

وصرح  باسيل: اننا اتفقنا علـى أن ينظر القانون اللبناني بقضية التفريق بين لاجئ سياسي واقتصادي كما  اتفقنا على نـزع ورقـة الضغط عن اللاجئين لمنع استخدامهم كورقة سياسية.

وحول عملية اعادة البناء في سوريا قال باسيل ان لبنان يجب أن يكـون منصـة لإعـادة إعمار سوريا ونحتاج مساعدة روسيا في ذلك وان مسؤولية لبنان هي تأمين عودة السوريين أو بقـاء مـن يـرغـب بحسـب القوانيـن الـدولية.

وأعلن باسيل أن بلاده مهتمة بإنجاح المبادرة الروسية لعودة اللاجئين إلى سوريا، مشيرا إلى أن موسكو أثبتت أنها تتصرف في المنطقة بالفعل لا بالقول.

وقال باسيل: "أود أن أشكر الجانب الروسي على مبادرته في حل مسألة اللاجئين، لأن موقف روسيا هذا يؤكد نهجها المبدئي لتسوية قضايا المنطقة، ونحن مهتمون بنجاح هذه المبادرة وندعمها".

وأضاف وزير الخارجية "ما تفعله روسيا الآن يؤكد دورها التاريخي في المنطقة، وكذلك حقيقة أن روسيا تؤكد هذه المبادئ ليس بالقول بل بالفعل".

وأشار باسيل إلى أن لبنان يعتمد أيضا على مبادئ مكافحة الإرهاب، والدفاع عن مبادئ التعددية والتنوع في المجتمع.

وأعلنت وزارة الخارجية الروسية في وقت سابق، أنه وفقا للمعلومات الواردة عن الأمم المتحدة، يوجد حاليا 11 مليون سوري من النازحين قسرا، منهم ستة ملايين نازحين داخليا.

وكانت  وزارة الدفاع الروسية قد أعلنت، في 18 يوليو/تموز الماضي، عن إنشاء مركز خاص في سوريا لاستقبال وإيواء اللاجئين لتسهيل عودة السوريين إلى وطنهم، مؤكدة أن المعلومات بشأن مبادرة روسيا لحل مشكلة عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم تنقل عبر القنوات الدبلوماسية إلى مكاتب الأمم المتحدة المتخصصة، بالإضافة إلى السفارات الروسية التي يوجد بها حالياً أكبر عدد من اللاجئين السوريين، في 36 دولة.

ووفقا لإحصاءات مركز استقبال وتوزيع وإيواء اللاجئين، عاد منذ عام 2015 إلى سوريا 233 ألف لاجئ.

وتشير البيانات المعممة، إلى أن هناك نحو خمسة ملايين لاجئ سوري مسجلين على أراضي 45 دولة، أعرب 1.7 مليون منهم على الأقل، عن رغبتهم بالعودة إلى الوطن، أغلبهم من لبنان.