معظم الشباب المغاربة يبحثون عن منافذ للهجرة، وهذه هي الأسباب..

معظم الشباب المغاربة يبحثون عن منافذ للهجرة، وهذه هي الأسباب..
الخميس ٢٣ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٨:٢١ بتوقيت غرينتش

رغبة عدد هائل من الشباب المغربي في الهجرة لدول الإتحاد الأوروبي أثارت تساؤلات مقلقة حول الأوضاع السياسية والإجتماعية التي تعيشها هذه الدولة الواقعة على الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط.

العالم - المغرب

معظم الشباب في المغرب يسعى للوصول إلى دول أخرى و لاسيما الأوروبية منها بسبب عدة عوامل إجتماعية وسياسية التي تأتي البطالة وكيفية تعامل نظام الحكم مع المحتجين في مقدمتها.

تشير أحدث التقارير حول دوافع الشباب المغربي من الهجرة للخارج رغم الأخطار الكثيرة والكبيرة التي تهدد حياتهم، إلى أن حوالي ثمانين بالمئة منهم يرغبون في الهجرة والعيش في دول على الضفة الأخرى من البحر الأبيض المتوسط أو المحيط الأطلسي.

هذا الرقم الكبير يدلّ على أن الشباب المغربي فقد أملهم في حياة كريمة وعمل لائق يؤمن لهم كل ما يحتاجون إليه.

والدول المفضلة لدى الشباب المغربي للهجرة والعمل فيها بين دول الإتحاد الأوروبي هي ثلاث دول: كندا وفرنسا وألمانيا.

رغبة هذا العدد الهائل من المغاربة في الهجرة للخارج تكشف أن مزاعم المسؤولين منذ عدة سنوات بأن البلاد تسير مسرعة في طريق الديمقراطية والإزدهار الإقتصادي والإجتماعي ليست إلا كلاماً لايتبعه عمل.

والجدير بالذكر أن التقرير الذي يتحدث عن رغبة ثمانين بالمئة من مواطني المغرب في الهجرة لم يصدر من أية جهة رسمية مغربية بل صدر عن مكتبين إستشاريين أمريكيين، أحدهما "مجموعة بوسطن الإستشارية".

وأما العوامل التي تدفع الشباب المغربي للتفكير بالهجرة والسعي وراءها فنلخّصها فيما يلي:

الأول: البطالة. تأتي البطالة في مقدمة المشكلات التي يعاني منها الشباب المغربي ولاسيما خريجي الجامعات. وفرص العمل التي توفرها الدولة المغربية لاتلبي الحاجة وليست كافية فيضطر الشاب المغربي إلى سلوك طريق الهجرة غيرالقانونية التي يحفّها خطر الإعتقال والموت في البر والبحر للوصول إلى الدول الأوروبية أو الدول الأمريكية.

الثاني: إنهيار قطاعات مهمه كالتعليم والصحة. نظام التعليم في المغرب في أسوء حالاتها وقد إعترفت الدولة المغربية بوجود خلل كبير في نظام التعليم. وأما قطاع الصحة فتشير التقارير أن هذا القطاع الهام يمر بمرحلة خطيرة توصف بـ "الكارثية".

الثالث : إستخدام القوة ضد المحتجين. الحريات السياسية والإجتماعية يتمّ التضييق عليها من قبل نظام الحكم ويقال إن قسماً من الشباب الذين يبدأون رحلتهم الأوروبية الخطيرة هم من ناشطي حراك الريف والذين لايجدون طريقاً إلا طريق الهجرة للفرار من الملاحقات والمحاكمات التي تستهدف المحتجين والمتظاهرين المطالبين بحقوقهم السياسية والإجتماعية.

الرابع : عدم التنمية. تعاني مناطق في المغرب من عدم التنمية وهذا ما يدفع الشباب المغربي للهجرة إلى دول تتمتع بمستوى عال ٍ من التنمية والتطور والرقي.

الخامس : الفساد. يعتبر الفساد المستشري من أكبر الدوافع التي تجبر الشباب المغربي للهجرة عبر قوارب الموت إلى الدول التي لايعلمون ما سيكون مصيرهم فيها.

الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط حوّلت هذا البحر إلى أكبر مقبرة للمهاجرين غيرالشرعيين على مستوى العالم حيث يشير تقرير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن أكثر من 33 ألف شخص غرقوا في البحر الأبيض المتوسط وهم يحاولون الوصول إلى شواطئ أوروبا خلال 17 عاماً، مما يجعل البحر المتوسط  أكبر منطقة حدودية من حيث عدد الوفيات بالعالم.