نوافذ: مواقع التواصل وظاهرة الترهيب - الجزء الاول

الأحد ٢٦ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٥:٣٩ بتوقيت غرينتش

وسائل التواصل الاجتماعي والرهاب الالكتروني، هي منصات متاحة للجميع، ومنبر حقيقي للتعبير، منافس بقوة لوسائل الاتصال التقليدية من مقروء ومسموع ومرئي، لسهولة للبث وسرعة في الانتشار.

منافس بقوة لابداء رأي ونشر تعليق واعلان انتماء وكشف اتجاه، وسيلة حديثة وحلقة وصل تنسيق، فضاء مفتوح دون حسيب او رقيب، وسلاح بيد حكومات ومنظمات وافراد، سلاح متاح للجميع وهنا مكمن الخطر، في اثارة عنف وانقسام وكراهية في زعزعة امن مجتمعات وتفككها، في ترويج شائعات واكاذيب وبث بلبلة وتشويه سمعة، سلاح فعال في صنع رأيا عام وتعبئته واثارته وتأليبه، في بناء جيوش الكترونية دفاعاً عن نهج وصوناً لخط او ترهيباً وتشهيراً وقلباً لحقائق.
وفي هذا الشأن، اكدت الاستاذة الجامعية مروة عثمان، ان هذه المواقع لها تأثير كبير على الناس حيث لا يخلو بيت او شخص لا يحمل تلفوناً ذكياً او اداة ذكية وخاصة المواقع التي تستخدم الهاتشاغ من اجل المشاركة بصورة سريعة.
وقالت مروة في حوار مع العالم في برنامج "نوافذ": ان للهاتشاغ هدف معين بطبيعة الحال، واحياناً الهدف يكون الغرض منه اثارة نعرات مجتمعية او طائفية او بين اثنيات معينة، واوضحت، ان العالم العربي يتجه الهدف فيه سياسياً اكثر مما هو له علاقة بالمجتمع او التعليم او محاولة وضع حلول لمجازر او حروب او قلب موازين القوى.
من جانبه، اعتبر الصحافي جمال شعيب، مواقع التواصل الاجتماعي بانها اداة تقنية متوفرة للناس وايجابية بحد ذاتها ولكن الاستخدام السلبي هو الذي يحوّل هذه الاداة الى فعل سلبي تجاه قضية او موقف او اتجاه رأي عام محدد.
وقال شعيب: هناك نظرة سلبية على مواقع التواصل الاجتماعي، لكنها ليست حقيقية بمعنى انها ليست سلبية بالقدر الذي يتم الحديث عنها، وانما لديها ايجابية كبيرة من ناحية تعميم المعرفة والمعلومة والمواجهة ولاسيما الشعوب او الدول التي لا تمتلك اموال ضخمة او جيوش الكترونية او وسائل اعلام كبيرة، يمكنها ان تواجه او ان تكسب احياناً من خلال مواقع التواصل الاجتماعي الكثير من القضايا وخاصة على مستوى القضايا العربية، مثل القضية اليمنية مقابل امبراطوريات اعلامية ضخمة، واوضح، ان الناشطين استطاعوا نقل الازمة اليمنية من مستوى ضعيف اعلامياً الى مستوى واسع الانتشار عالمياً عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
بدوره، اكد الاعلامي علي مرتضى، ان مبدأ الهاشتاغ هي فكرة مصطلح جامع لقضية معينة وحديث الساعة يتناسب مع الحدث وقت وقوعه.
وقال مرتضى: هناك قضايا تفرض نفسها على الساحة مثلاً عندما يكون هناك حدث ما، كموضوع مجزرة اليمن بعد ان اطلق ناشطون هاشتاغ عن اليمن كان يتناسق في التوقيت مع وقوع المجزرة، وفي نفس الوقت حينما تعرضت دمشق والمقاومة للهجوم، يكون هناك هاشتاغ للرد على هذا الهجوم عبر مواقع التواصل الاجتماعي وتبيين المواقف.
اما الصحفية ملاك خالد فقد اكدت، ان الوسائل الاعلامية تشكل معلومة للجميع وتصنع الحدث، امثال الدعوات على الفيسبوك للتظاهر في مصر ابان حسني مبارك، وفي الاردن حينما اطلق هاشتاغ يدعو المواطنون النزول الى الشوارع.
وقالت ملاك: ان المواطن الصحفي بطريقة ما يستطيع ان يعبر عن رأيه ويمكن ان يطلق وسماً عالمياً محلياً مثال على ذلك وسم "عهد التميمي" انطلق من الوطن العربي للعالم الغربي، وبات مدخلاً عن وضع الاسرى والاسيرات ولاسيما انها كانت طفلة وتحت اضواء الاعلام، وكيف نجحت قصتها وبات العالم يعرف اكثر عن القاصرات في سجون الاحتلال بفضل حملات التدوين التي اطلقت في وقتها.
واوضحت، في بعض الاحيان لايوجد حدث يفرض نفسه، وانما هناك حملة وعي  يطلقها الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي الغرض منه التأثير على المجتمع في وقت لا يتمكن الاعلام الرسمي او الصحافة تداولها لانها تحتاج الى اذن.
المزيد من التفاصيل تابعوا الفيديو اعلاه..

الاستاذة الجامعية الدكتورة مروة عثمان 
الاعلامي علي مرتضى 
الصحافي جمال شعيب
الصحفية ملاك خالد