مع الحدث: جرائم العدوان على اليمن، وتصاعد قوة الردع- الجزء الاول

الأربعاء ٢٩ أغسطس ٢٠١٨ - ٠٧:٠٠ بتوقيت غرينتش

كيف يبدو وقع الطائرة المسيرة صماد3 على مطار دبي وتهديد كل الامارات؟ هل استخدام الجيش اليمني للمسيرة يؤكد تطويره النوعي لسلاح الجو؟ ما اهمية تعاظم قوة الردع لصنعاء مقابل استخدام القصف العشوائي للتحالف؟ ماذا يغير تقرير الامم المتحدة حول انتهاكات التحالف وارتقائها لجرائم حرب؟

واشار الباحث والكاتب السياسي طارق ابراهيم، ان التقارير الواردة من الامارات اكدت ان مئات الرحلات الى مطار  دبي قد توقفت او غيرت مسارها، معتبراً ان هذا يعني ان حدث ما قد حصل رغم النفي الاماراتي الرسمي.

وقال ابراهيم في حوار مع العالم في برنامج "مع الحدث": انه بمجرد وصول طائرة صماد3 بحدود 1500 كيلومتر بعد قطعها جزء من الاراضي اليمنية باتجاه الاجواء السعودية وصولاً الى ابوظبي ومن ثم الى دبي، هذا يعني ان هناك تطورا تقنيا ان كان على صعيد المدى الذي قطعته الطائرة المسيرة او على صعيد كيفية ادارتها وتحديد هدفها بعد ان تمصلت اكثر من بطارية باتريوت السعودية التي نصبتها على اراضيها، اضافة الى تجاوزها بطارية باتريوت ابو ظبي التي نصبت الشهر الماضي.

واوضح ابراهيم، ان حركة انصار الله استخدموا نوع من الخديعة والتكتيك حيث تجاوزت الطائرة كل الرادارات لكشفها وصولاً الى دبي، مشيراً الى ان الامارات لم تكن تتصور ان تصل طائرة صماد الى اقصى هذا الحد.

واضاف الباحث والكاتب السياسي، ان انصار الله باتوا يمتلكون تطوراً تقنياً في ادارة المعركة، اضافة الى تطور في الاستخبارات العسكرية، معتبراً ان اختيار انصار الله مطار دبي لاستهدافه له ابعاد اقتصادية ووقع معنوي على المستثمرين باعتبار ان دبي رأس مال الامارات الاستثماري.

وقال ابراهيم: ان انصار الله عندما اعلنت عن بيانها عن استهدافها مطار دبي يؤشر الى تصاعد عملياتها واشعار الخصم بانها قادرة على استمرار في مثل هذه العمليات.

من جانبه، اعتبر الخبير العسكري العميد عابد محمد الثور، ان اعلان الامارات بتنصيب منصات صواريخ باتريوت يؤكد انها تعيش حالة هلع وقلق من المنظومة اليمنية سواء من القوة الصاروخية او المسيرة كطائرة صماد3 بعد تجاوزها اكثر من 1200 كيلومتر باتجاه مطار دبي وضرب هدفها للمبنى رقم 3 المعروف، حيث يعدّ مطار دبي من اهم واكبر 11 مطاراً في العالم.

وقال محمد الثور: ان الامارات لم تأخذ التحذيرات اليمنية بمحمل الجد، بل استهزأت بها، ولعل ان الضربة التي استهدفت مطار ابوظبي الشهر الماضي لم تؤثر على الملاحة الجوية والتجارة العالمية، غير عندما تضرب دبي وفي مطارها رغم تسببها باضرار بسيطة، لكن ان تلغى 211 رحلة منها 108 حالة اقلاع و103 حالة استقبال، يشير الى ان القوة اليمنية لطيرانها المسير اصبحت تشكل عامل مهم ورقم صعب وباتت قادرة على حمل اسلحة نوعية.

واضاف، ان جميع المنشآت الحيوية في الامارات وخاصة النفطية اصبحت تحت تهديد القصف من قبل الصواريخ البالستية والطيران المسيّر، مشيرا الى تصريح الناطق الرسمي للجيش اليمني حينما اشار الى ان كافة المنشآتها الحيوية والاقتصادية والعسكرية او اي مفصل من مفاصل الاقتصاد والتجارة داخل الامارات برمتها لن تكون بمأمن.

وحول ما سربه موقع "خليج اونلان" قول محمد بن سلمان لقادة عسكريين: "لاتكتثروا للانتقادات الدولية برفض عملياتنا العسكرية في اليمن، نريد ان نترك اثراً في وعي الاجيال اليمنية، نريد لاطفالهم ونسائهم ورجالهم ان يرتعدوا كلما ذكر اسم السعودية"، وفي تعليقه على هذا الكلام خاصة بعد وصول الطائرة المسيرة، اعتبر الصحفي المختص بشؤون الشرق الاوسط انطوان شاربنتيي، كلام بن سلمان بالمضحك، مشيراً الى ان بن سلمان يعلم جيداً انه ليس هناك فاعلية للانتقادات الدولية ضد العدوان على اليمن منذ عدة سنوات، بل ان اميركا والكيان الاسرائيلي وفرنسا والاتحاد الاوروبي يدعمون حلفاؤهم السعوديين والاماراتيين بقتل اليمنيين ليلاً ونهاراً.

وقال شاربنتيي: ان تصور بن سلمان اذا كان حقاً يريد للاجيال اليمنية القادمة ان يرتعدوا عندما يذكرون اسم السعودية، بالخاطئ، بل سيكون العكس سترتجف السعودية عندما يلفظون اسم اليمن عندما ترى التطور التقني والذكاء اليمني.

ولفت الى انه يجب التنبيه عليه وهو ان اليمنيين بعد اكمال تطورهم هذا فانهم سينتقلون من موضع المدافع الى موضع الهجوم، عندها سيقرأ على السعودية والامارات السلام، وللنجاة من هزيمتهما لا طريق لهما سوى العودة الى الحل السياسي والخروج من اليمن.

  مزيد التفاصيل في الفيديو المرفق..

 

ضيوف الحلقة:

الباحث والكاتب السياسي طارق ابراهيم

من صنعاء.. الخبير العسكري العميد عابد محمد الثور

من باريس.. الصحفي المختص بشؤون الشرق الاوسط انطوان شاربنتيي

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:

http://www.alalam.ir/news/3749566/