ملخص...مع الحدث: العجز الامريكي السعودي في تغيير معادلات الميدان السوري

الجمعة ٣١ أغسطس ٢٠١٨ - ١٠:٢٢ بتوقيت غرينتش

رغم فشلها في تغيير المعادلة السورية تقف الولايات المتحدة اليوم في جانب حليفتها السعودية عاجزتين عن تغيير الواقع الميداني عسكريا وسياسيا وأصبحت الحكومة السورية وحلفاؤها في موقع المقرر بمسار الامور ولاسيما في ادلب حاليا، فلماذا تهول واشنطن على سوريا رغم عجزها، هل باستطاعتها التأثير بعد غلبة دمشق وحلفاؤها، الم تصبح تفاهمات استانا المسار الطبيعي للحل وكيف سيتعامل الامريكي السعودي في تغيير معادلات الميدان السوري.

قال ضيف برنامج "مع الحدث" استاذ التاريخ والعلاقات الدولية  الدكتورجمال واكيم على شاشة قناة العالم، ان سبب التهويل الامريكي بشن ضربة عسكرية يعود سببه الى أن  ليس من السهل على واشنطن أن تسلم بفشلها بسهولة وتريد استخدام جميع أوراقها ومن بينها الضربة العسكرية لسوريا للحد من نجاحات الجيش السوري واسترجاع منطقة ادلب وامكانية أن يكون لها نفوذ في المرحلة القادمة مابعد الحرب وهذا مادللت عليه التسريبات التي نشرتها جريدة الاخبار حول لقاء ضباط امريكيين باللواء علي مملوك وتقديم عروض لسوريا مقابل خروج امريكا من سوريا وبالتالي ليس سهلا عليها بقاء قوات ايرانية في سوريا وأن تبقى المقاومة في لبنان.

واضاف أن الهدف الاكبر هو منع التكتل الاوراسي (روسيا وايران والصين) من أن يكون له اطلالة على شرق المتوسط والمؤشرات تفيد بأن الضربة العسكرية لسوريا حاضرة والمناورات العسكرية الروسية وزيارة وزير الخارجية السوري الى موسكو وكذلك زيارة وزير الدفاع الايراني الى سوريا مؤشرات على حدوث ضربة عسكرية مرتقبة لسوريا.

من جهته نفى الناشط في الحزب الديمقراطي الامريكي الدكتور مهدي العفيفي أن يكون هناك ضربة امريكية واستعدادات في البنتاغون أو في وزارة الخارجية الامريكية لتوجيه ضربة عسكرية كبرى للجيش السوري  والوقت الحالي تهتم الولايات المتحدة الامريكية والادارة الامريكية بالمرحلة القادمة داخل الولايات المتحدة كما نعلم انحصار الدور الامريكي في سوريا كان بناء على قرار اتخذته الادارة الامريكية ولم يكن على قائمة اهتمامات الرئيس ترامب مما أدى الى هذا الانسحاب.

وأضاف العفيفي أن مشكلة الولايات المتحدة في سوريا هي التدخل الايراني في سوريا ايران وهي ليست مشكلة امريكا فقط وانما مشكلة للحلفاء أيضا كالسعودية والمسألة الايرانية هي مربط الفرس في الموضوع،  والتهويل بالضربة العسكرية حسب المعطيات الامريكية يتم عبر مراحل وهي مراحل الاستكشاف ومعرفة الضربة إن كانت والمرحلة الثانية هي التنسيق كما حدث بالتنسيق مع روسيا في ضرب المطار العسكري والمرحلة الثالثة هي تأثيرالضربة وردود الفعل والاوضاع الآن لازالت في المرحلة الاولى ولايوجد هناك وراء الكواليس استعدادات وانما هي محاولة استخدام عصا القوة.

من جهته قال الخبير الاستراتيجي العميد تركي الحسن حول تصريحات وتحذيرات المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا بشأن الضربة لسوريا انه ليس طبيعيا أن تكون هناك ضربة عسكرية وسابقا كانت تتذرع امريكا ان الضربة ذات مبرر اخلاقي لأن النظام كما يقولون استخدم سلاح الدمار الشامل وكانت هذه الفبركات التي اصبحت قصة سمجة ومفبركة لم تعد مقبولة في الرأي العام ولم تعد مبررة لأنها هذا الامر اصبح واضحا أنها مفبركة واضاف الحسن ان هذه الضربة يمكن تحدث كما حدث في مطار الشعيرات جراء الضربة الكيميائية في خان شيخون حسب زعمهم.

واضاف الحسن أن هناك ثلاث عوامل لعدم حدوث ضربة أو عدم تأثيرها وهي العامل الاول، اذا كان هدف الضربة هي تلقين النظام السوري او منعه من اقتحام ادلب وتلقينه درسا فإن هذا الامر لن يتحقق لان الحكومة السورية مصممة على تحرير ادلب عسكريا او سلميا والعامل الثاني إذا كانت هذه الضربة هي ضغط سياسي على الحكومة السورية وبالتالي هذا الضغط لن يحقق شيئا لأن منذ ثماني سنوات نتعرض الى ضغط سياسي من صاحب المشروع وهي الولايات المتحدة خدمة لاسرائيل وبالتالي اذا كان هناك ضربة فإنها كانت يجب ان تجري اثناء تحرير الجنوب في القنيطرة درعا وعن العامل الثالث قال العميد السوري أن الضغط العسكري لتحقيق أهداف عسكرية، هذه الضربة لن تحقق اهدافا عسكرية بطبيعة الحال، الطيران والصواريخ لا يمكن ان تحتل ارض ولايمكن ان تحقق هذه النتائج وتعودت سوريا على هذه الضربات وتستطيع ان تستوعبها.

 

وفي سياق اخر قال واكيم أن لجوء امريكا الى الضربة العسكرية تعني افلاسها من جميع الوسائل الاخرى التي استخدمتها لفرض نفوذها في سوريا، والازمة السورية اقتربت مدتها من العقد تقريبا والوضع الحالي يشير الى نجاح الدولة السورية باستعادة زمام المبادرة على كافة الجبهات وبالتالي لماذا الآن تريد الدولة السورية ان تقلب الواقع الحالي الذي هو لصالحها في ادلب والسياق الحالي الدولي يفيد بتراجع نفوذ الولايات المتحدة وصعود قوى منافسة  للولايات المتحدة تطالب بحصة من أدارة هذا النظام الدولي والضربة العسكرية هي اللجوء اليائس لامريكا ولن تؤدي الى قلب الموازين وستكون كبيرة وأقسى مختلفة عن سابقاتها.

وعن الاوراق والعوامل التي تملكها واشنطن لانهاء وجود ايران وحزب الله في سوريا، قال العفيفي أن الضربة العسكرية في الوقت الحالي مستبعدة لكنها لازالت على الطاولة وهناك تنسيق بين روسيا وامريكا كما حدث في اخراج الايرانيين من المناطق التي طلب منهم الخروج وبالتالي هناك تنسيق روسي امريكا بالنسبة للمسالة الايرانية في سبيل  اعطاء حقوق في أماكن والسيطرة على اماكن اخرى والضربة العسكرية هي اخر اختيار لان كلا من روسيا وامريكا تران ان المصلحة هي عدم خلق حرب جديدة تؤثر على اقتصاد كلا البلدين.

وحول الرد السوري على الضربة العسكرية هي التصدي للرشقات الصاروخية أو من الطيران عن طريق اطلاق صواريخ مضادة  وهناك اعادة ترميم لوسائط الدفاع الجوي السورية بعد الضربات الاخيرة بحيث يتم اسقاط جميع الصواريخ التي تطلقها البوارج والطائرات المعادية كما أن هناك حرب الكترونية جديدة لتحييد هذا الصواريخ عن مسارها واسقاطها بدون اطلاق صواريخ مضادة أوبالتشويش على المنظومات واذا تطورت الامور سيكون الرد اخر مباشر على القوات الامريكية في الاراضي السورية او في الجو والبحر.

وقال الدكتورجمال واكيم ان المجموعات المسلحة فقدت قدرتها والدور المعطى لها ولهذا السبب اتى توقيت الضربة العسكرية والمجموعات المسلحة هي متقاتلة فيما بينها وتركيا سحبت عددا من مجموعات الايغور والاتراك المسلحين الى الحدود التركية وبالتالي بعد استعادة سوريا على ادلب ستصبح السيطرة الكلية للدولة السورية على كامل الاراضي السورية مجرد وقت فقط.

وحول استخدام مجموعات مسلحة اخرى قال العميد الحسن ان هذا الامر ممكنا عندما كان الجيش السوري مسيطر على 20 بالمئة من الاراضي السورية وبالتالي بعد تحرير الاراضي السورية امريكا غير قادرة على توجيه مجاميع ارهابية تشكل هجوما استراتيجيا والان ينحصر ارهاب داعش في شمال شرق السويداء وتحرير الجيش السوري مصادر المياه ستجبر داعش على الاستسلام قريبا.

من جهته اكد العفيفي أن الولايات المتحدة لا تتجه الى تغيير الوضع الاقليمي لانه سيؤدي الى تدخل اطراف جديدة لأن المجموعات المسلحة حصل فيما بينها انشقاقات والتركيز الآن سيكون بالتنسيق مع الجيش الروسي وامريكا سيكون عملها اكثر من خلال العمل السياسي سواء بوجود الرئيس الاسد او الحل العسكري والوقت الحالي مستبعد.

 

الضيوف

 استاذ التاريخ والعلاقات الدولية  الدكتورجمال واكيم

الخبير الاستراتيجي العميد تركي الحسن

الناشط في الحزب الديمقراطي الامريكي الدكتور مهدي العفيفي

 

يمكنكم متابعة الحلقة كاملة عبر الرابط التالي:
http://www.alalam.ir/news/3752311

http://www.alalam.ir/news/3752306