ما هي اهداف اميركا من قطع تمويل الأونروا؟

ما هي اهداف اميركا من قطع تمويل الأونروا؟
السبت ٠١ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٠:٢٩ بتوقيت غرينتش

قطعت الولايات المتحدة امس الجمعة تمويل وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى (الأونروا) زاعمة أن نموذج عملها وممارساتها المالية "عملية معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه".

العالم - فلسطين المحتلة

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر ناورت في بيان "راجعت الإدارة المسألة بحرص وخلصت إلى أن الولايات المتحدة لن تقدم مساهمات إضافية للأونروا".

وأضافت "عندما قمنا بمساهمة أميركية قدرها 60 مليون دولار في كانون الثاني/يناير، قلنا يومها بوضوح إن الولايات المتحدة لا تعتزم تحمّل النسبة غير المتكافئة بالمرّة من أعباء تكاليف الأونروا والتي تحمّلناها سنوات عديدة".

والولايات المتحدة التي كانت على مدى عقود المساهم الأوّل في موازنة الأونروا، خفّضت في كانون الثاني/يناير بنسبة كبيرة مساعدتها للوكالة الأممية، إذ إنّها لم تقدّم هذا العام سوى 60 مليون دولار مقابل 370 مليون دولار في العام 2017.

وزعم البيان أن "الولايات المتحدة لن تُقدّم مزيدًا من الأموال لهذه الوكالة المنحازة بشكل لا يمكن إصلاحه"، متهمةً الأونروا بأنها تزيد "إلى ما لا نهاية وبصورة مضخّمة" أعداد الفلسطينيين الذين ينطبق عليهم وضع اللاجئ.

وبحسب الخارجية الأميركية فإنّ هذا الوضع هو بكل بساطة "غير قابل للاستمرار".

وأكّدت نويرت في بيانها أنّ المشكلة "تتعدّى الاحتياجات التمويلية وعدم تحقيق تقاسم متوازن في الأعباء" بين المانحين إذ إنّ المشكلة تتّصل بـ"نموذج" الأونروا نفسه.

وأضافت أن واشنطن تعتزم لهذا السبب "تكثيف الحوار مع الأمم المتحدة" والجهات الفاعلة الأخرى لإيجاد "نماذج جديدة ومقاربات جديدة، قد تشمل مساعدات ثنائية مباشرة من الولايات المتحدة وشركاء آخرين".

وتقول الأونروا إنها تقدم خدمات لنحو خمسة ملايين لاجئ فلسطيني معظمهم أحفاد لاجئي فلسطين خلال حرب عام 1948 التي أدت لقيام الكيان الاسرائيلي.

ورفض متحدث باسم وكالة الأونروا، إصرار الولايات المتحدة الاميركية يوم أمس الجمعة، على أن برامج الوكالة "معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه".

وقال كريس جانيس في سلسلة تغريدات على "تويتر": ان "الاونروا" مندهشة لقرار أميركا وقف التمويل"، و"نرفض بأشد العبارات الممكنة انتقاد مدارس الأونروا ومراكزها الصحية وبرامجها للمساعدة في حالات الطوارئ بأنها معيبة بشكل لا يمكن إصلاحه".

ومن جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش"، عن أسفه لقرار واشنطن وقف مساعداتها لوكالة الأونروا".

وقال بيان صادر عن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة "ستيفان دوجاريك" ، إن "الأونروا" تحظى بثقة الأمين العام الكاملة، مشيرا إلى أنها تقدم خدمات أساسية للاجئين وتساهم في إحلال الاستقرار في المنطقة.

ودعا الدول الأخرى إلى المساعدة في سد العجز المالي الذي تواجهه الأونروا حتى تتمكن من الاستمرار في تقديم مساعدتها الحيوية للفلسطينيين، منوها بالجهود التي بذلتها المنظمة للتكيف بعد خفض التمويل الأميركي مطلع العام.

وفي نفس السياق، قال أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية صائب عريقات، تعقيبا على قرار الإدارة الأمريكية وقف تمويلها لوكالة الأونروا، "إننا نرفض ونستنكر هذا القرار الأميركي جملة وتفصيلا، فلا يحق للولايات المتحدة الأميركية إلغاء وكالة (الأونروا) التي تشكلت بقرار من الجمعية العامة الأمم المتحدة رقم 302 لعام 1949، الذي نص على وجوب قيام وكالة غوث وتشغيل اللاجئين بتقديم خدماتها في المجالات كافة إلى حين حل قضية اللاجئين من كافة جوانبها".

وأكد عريقات، أن هذا القرار هو مخالفة للقانون الدولي ولقرار الأمم المتحدة الذي أنشأ هذه الوكالة لتقديم الغوث للاجئين الفلسطينيين.وشدد على أنه "لا يحق للولايات المتحدة الأميركية تأييد ومباركة سرقة الأراضي الفلسطينية والاستعمار الإسرائيلي غير الشرعي على الأرض الفلسطينية وسرقة القدس وضمها إلى الاحتلال، ولا يحق لها التصرف وفقا لأهواء شيلدون ادلسون وبنيامين نتنياهو".

وقال عريقات إن "قرارات الإدارة الأميركية تجاه القدس واللاجئين والاستيطان تمثل تدميرا للقانون الدولي وللأمن والاستقرار في المنطقة".

وتابع: "نحن نطلب من دول العالم رفض هذا القرار، وتوفير كل ما هو ممكن من دعم لوكالة الأونروا احتراما لقرار الأمم المتحدة المنشئ للوكالة، إلى حين حل قضية اللاجئين من جميع جوانبها كما نص القرار".

وأضاف عريقات أن "الأونروا ليست مؤسسة من مؤسسات السلطة الفلسطينية، فقد نشأت بقرار من الأمم المتحدة وبالتالي فإن على المجتمع الدولي بأكمله رفض وإدانة القرار الأميركي، وتقديم كل ما هو مطلوب من مساعدات للأونروا، لتمكينها من الاستمرار بالنهوض بمسؤوليتها كافة تجاه اللاجئين الفلسطينيين".

هذا وقال نبيل أبو ردينة المتحدث باسم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس إن قرار الولايات المتحدة وقف تمويل وكالة الأونروا "اعتداء سافر" على الشعب الفلسطيني.

وقال أبو ردينة : "هذه الإجراءات الأميركية المتلاحقة اعتداء سافر على الشعب الفلسطيني وتحد لقرارات الأمم المتحدة. هذا النوع من العقوبات لن يغير من الحقيقة شيئا. لم يعد للإدارة الأميركية أي دور في المنطقة وهي ليست جزءا من الحل".

ومن جهته أكد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين يوسف الحساينة أن مساعي الإدارة الأمريكية إلغاء وإنهاء الأونروا تأتي في سياق الابتزاز السياسي الذي يستهدف الفلسطينيين، ومحاولة لشطب حق العودة، واستمرارا لحالة التساوق والتماهي مع المخططات الصهيونية التي تستهدف شعبنا وحقوقه.

وشدد القيادي الحساينة، على ان مساعي واشنطن، تعتبر "قرصنة سياسية وسقوطا أخلاقياً" جديدا للإدارة الأمريكية التي تنفذ مخططات الصهاينة الهادفة إلى تصفية قضية اللاجئين وتحويلها من قضية سياسية بأبعادها القانونية إلى قضية إنسانية وهذا يعنى إنهاء ملف اللاجئين وإجبار الدول المستضيفة على توطينهم أو ترحيلهم.

وقال "إننا وأمام هذا التطور الجديد، أصبحنا أمام خطر حقيقي يمس بقضية حق العودة وحياة ملايين اللاجئين الفلسطينيين في العالم". وأضاف أن إصرار الإدارة الأمريكية على مواقفها المعادية لشعبنا، يؤكد أننا بتنا أمام حلقة جديدة من حلقات تصفية قضية اللاجئين والقضية الفلسطينية برمتها، بقيادة الإدارة الأمريكية المتصهينة التي تتبنى الموقف "الإسرائيلي" بالكامل، وتؤكد من جديد أنها دولة راعية للإرهاب الصهيوني".

وطالب القيادي في حركة الجهاد الإسلامي جماهير الشعب الفلسطيني بالانفجار في وجه الكيان الإسرائيلي كونه السبب الأساس في تهجير شعبنا من أرضه ووطنه؛ ومواجهة هذا الخطر الكبير، من خلال تصعيد حالات الاشتباك مع العدو في كافة المناطق التي يتواجد بها.

وأكد الحساينة على ضرورة مواصلة مسيرات العودة التي باتت تشكل رافعة لإحياء مشروع وثقافة المقاومة في نفوس الجماهير، بالإضافة إلى كونها رسالة مهمة لتذكير العالم بأسره بقضية شعبنا وحقه المقدس بالعودة والاستقلال، رغما عن أنف لصوص القرن من صهاينة وأمريكان.

من جهتها، قالت حركة حماس إن القرار الأمريكي بإلغاء كامل المعونة للأونروا يهدف إلى شطب حق العودة، ويمثل تصعيداً أمريكياً خطيراً ضد الشعب الفلسطيني.

وقال القيادي في حركة حماس سامي أبو زهري: إن هذا القرار يعكس الخلفية الصهيونية للقيادة الأمريكية التي أصبحت عدواً لشعبنا وأمتنا، ونؤكد أننا لن نستسلم لمثل هذه القرارات الظالمة.

ويقول مراقبون ان قرار واشنطن بقطع تمويل الأونروا جاء في إطار تصفية القضية الفلسطينية بشكل كامل بعد قرارها بنقل السفارة الامريكية الى القدس المحتلة، وخصوصا حق العودة وتحويلها إلى قضية إنسانية وتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الدول المستضيفة او ترحيلهم منها.

ويعتبر هولا المراقبون ان اسقاط هذا الحق يشكل احد الاهداف الاساسية لصفقة ترامب، التي تهدف الى تهويد فلسطين بأسرها وتسليمها للاحتلال الاسرائيلي على طبق من ذهب وانكار حق الفلسطينيين في العودة اليها.