العام الدراسي الجديد.. بدأ

العام الدراسي الجديد.. بدأ
الأحد ٠٢ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٨:٤٧ بتوقيت غرينتش

يستقبل الطلّاب العام الدراسي الجديد بكل شوق وحبّ، فهو بداية تجديد الهمَّة والنشاط، فدخول مرحلة دراسيَّة أخرى، يرتقي فيها الطالب نحو صفوف دراسيَّة عليا، يعني له الشيء الكثير فقد كان في صف دراسي وانتقل إلى صف آخر، فمعلوماته فيه تزداد وخبراته كذلك، فضلاً عن أنّه يقترب أكثر من بلوغ أهدافه التعليميَّة في مراحله المتقدمة، كالتوجيهي مثلاً، وهذا يعني له أنّه قد كبر بعين أهله والمجتمع من حوله، فقد بدأت مرحلة إثبات الذات، ومنافسة الغير في ذلك.

العالم - تقارير

إنّ لطريقة استقبال العام الدراسي، ومنذ لحظاته الأولى، أهميَّة عظيمة في التعليم، فالطالب يجد نفسه أمام مرحلة جديدة من العطاء الأكاديمي، والتحصيل الدراسي، فينظر الطالب الواعي، والطالب المبصر جيّداً للأمور فيضع الخطط، والتصوّرات التفصيليَّة لهذا العام، ويرتّب أموره جيّداً.

كما يضع قائمة أهداف دراسيَّة له، من أهم عناصرها كيفيَّة تنظيمه للوقت، وكيفيَّة تعاطيه مع دروسه، والّتي من ضمنها الواجبات البيتيَّة والتحضير اليومي للدروس، والمراجعة المستمرّة والدّائمة لها، وكذلك منهاج تعامله في الدراسة في داخل المدرسة، وشبكة علاقاته الطلابية الاجتماعيّة، ومعايير اختيار الأصدقاء، وطبيعة علاقاته مع المدرّسين، وقابليَّة مشاركته في الأنشطة المدرسيَّة والمسابقات، فكل هذه الأمور يجب أن تكون من صميم اهتمام الطالب المجتهد، وفي المقابل هناك أطراف داعمة للطالب في دراسته وهم المدرّسون، والأهل ومؤسسات المجتمع المحلّي، كالمساجد، والإعلام فكّلهم يجب أن تتلاقى اهتماماتهم فيما يتعلّق بالطلاب.

واجب الأهل أن يحفّزوا أبناءهم، ويشجّعوهم على التّنافس في طلب العلم، ومضاعفة الجهود الدراسيَّة فيه، وليس فقط تأمين ما يحتاجونه من ملابس أو مقتنيات للدراسة، ومصروف يومي. واجب المدرسة والمدرّسين أن يُذْكُوا بين الطلاب روح التنافس والجدِّ والعطاء، من خلال وسائل التعزيز الماديّ والمعنويّ، وآليّات التواصل والمتابعة مع أولياء الأمور، ومجالس الآباء، وغير ذلك من جهات داعمة ومساندة للتعليم.

وأمَّا مؤسسات المجتمع المدني الأخرى، كالمساجد والإعلام فعليها استغلال بداية العام الدراسي لنشر قيم طلب العلم، والتنافس في تحصيله، وذلك عبر خطب المساجد ودروس العلم فيها، وعبر الفضائيّات المختلفة والصحف.

احترام المعلم وتقديره

تعتبر وظيفة المعلم من أسمى وأرقى المهن لما ينتج عنها من انتفاع واسع للطلاب، واكتساب للمعارف والخبرات، وتخريج جيل واعٍ ومثقف، وتم اعتبار المعلم بمثابة الرسول، فقد قال أحمد شوقي في قصيدته: (قم للمعلم وفّه التبجيلا، كاد المعلم أن يكون رسولاً)، لذا يجب على الأهل تعويد أبنائهم على احترام المعلم وتقديره، والأخذ بنصائحه المفيدة.

  • كيفية احترام المعلم وتقديره
  • التواضع للمعلم والاعتراف بفضله على الطالب في اكتساب المعرفة الصحيحة.
  • التوقير والتعظيم والمهابة، حيث تروى العديد من القصص عن السلف الصالح بخصوص هذا الأمر.
  • إلقاء التحية على المعلم عند رؤيته وعدم الاختباء منه.
  • الابتعاد عن الغرور، والظن أنّ للطالب معرفة تفوق التي عند أستاذه، وعدم المجاهرة بذلك حتى وإن كان صحيحاً.
  • الصبر وتحمل غضب المعلم.
  • التأدب في الجلوس مع المعلم أو المعلمة، حيث يجب على الطلاب أن يكونوا هادئين وساكنين، مع الحرص على وجود مسافةٍ بينهم وبين معلمهم، كما يجب عليهم عدم الاستناد إلى الحائط، لما في ذلك من استهتار وعدم جدية، ودعوة إلى الكسل وعدم التركيز.
  • الاستئذان قبل الدخول إلى المعلم، مع مراعاة اللباقة والنظافة في المظهر العام، والذي يشمل الملابس والشعر.
  • إظهار الامتنان والسرور في تلقي العلم والمعرفة أمام المعلم، هذا ويجب ألا يكون الهدف الوحيد من الذهاب إلى المنشأة التعليمية هو الدراسة فحسب، إذ يجب على الطلاب نهل الأخلاق والسمات الحميدة من معلمهم.
  • الإنصات الجيد إلى المعلم أثناء الحديث، والابتعاد عن تجميع الأخطاء أو الهفوات بحقه وعرضها أمام الطلاب الآخرين.
  • تركيز النظر على المعلم أثناء حديثه أو شرحه للدرس، وعدم الالتفات والالتهاء مع الآخرين بهدف اللعب واللهو، حيث يجب أن يجلس الطلاب داخل الصف كأنما على رؤوسهم الطير، أو كأنهم في المسجد ويريدون الصلاة.
  • الحفاظ على أدوات المعلم، كحقيبته وأوراقه وحتى ممتلكاته الشخصية وعدم العبث بها.
  • محاولة فهم المعلومات المعطاة خلال الدرس من اول مرة، حتى لا يضطر المعلم إلى إعادة شرحها وتضييع الوقت عليها.
  • عدم مقاطعة المعلم أثناء سماع قصة أو حديث معروف، فعلى الطالب أن يتظاهر بعدم معرفته وترك المعلم يكمل للنهاية.

واجبات المعلم تجاه طلابه

أولاً- الحِرْصُ على مَصْلَحة الطُّلاب:

إنَّ نجاح المُعلِّم وتميُّزَه يُقاس بقدر الفائدة والنَّفع الذي يُحقِّقه في طلابه، فلذلك ينبغي على المُعلِّم أن يكون حَرِيصاً على نفع طلابه وإفادتهم في مجال تَخَصُّصه.

ثانياً- التَّشجِيعُ المُستَمِرُ للتَّعلُّم:

تختلف الظروفُ الاجتماعية والثَّقافية والمَادية التي يعيشها الطُّلاب، فبعضُهم يَلقون دَعمَاً اجتماعيَّاً ومعنويَّاً وماديَّاً من قِبَلِ أهليهم وذويهم لِمَواصلة التَّعلُم، والبعض الآخر قد لا يلقى ذلك لأسباب متعددة.

ثالثاً- التَّنويعُ في أساليب التَّعلِيم:

إنَّ التزام المُعلِّم بطريقة واحدة في التَّدريس يؤدي إلى ملل وسآمة الطلاب؛ لأنَّ النفوس تُحب التنويع والتلوين، فلذلك ينبغي على المعلِّم أن ينوِّع ويلوِّن في أساليب التَّعلِيم.

رابعا- الصبرُ على تعليم الطَّلاب وإفهامِهِم:

المُعلِّم مُربٍّ للأجيال فلذلك ينبغي عليه أن يَصبرَ على تعليم الطُّلاب وإفهامهم، ولا يتذمَّرَ من إعادة الشرح والبيان إذا طُلِبَ منه.

خامسا- صحة المعلومات التي تطرح على الطلاب:

المُعلِّم مُؤْتَمن على عقول ومشاعر أبناء المُسْلمين، فلا يَجُوز له أن يُلقي عليهم معلومةً ما إلا بَعدَ أن يتأكَّد من صِحتهَا.

سادسا- العَدلُ والمُسَاواة بينَ الطَّلبة:

إنَّ عيون الطُّلاب مفتوحةٌ على تصرُّفَات مُعَلِّمِيهم، تَرْقُب حركاتِهم وكلماتهم ونظراتهم، فلذلك ينبغي على المُعلِّم أن يكون عَدْلاً بين طلابِه، فلا يظهر ميلَهُ لطالبٍ دون طالب.

سابعا- التنسيق مع إدارة المؤسسة التعليمية للقيام بأنشطة ترفيهية للطلاب:

للأنشطة التَّرفيهيَّة دورٌ كبيرٌ في دَفع العمليَّة التعليميَّةِ بالاتجاه الإيجابي الصحيح، كما أنَّها تُمَتِّنُ العلاقةَ القائمة بين الطلاب ومعلِّمهم، فلذلك ينبغي على المعلِّم بالتَّنسيق مع إدارة المؤسسة التعليمية أن يُنَظِّمَ رَحَلاتٍ وأنشطةً ترفيهيَّةً خارجَية.