الاشتباكات المسلحة في طرابلس ليبيا..من يضرب من؟

الاشتباكات المسلحة في طرابلس ليبيا..من يضرب من؟
الأحد ٠٢ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٥٨ بتوقيت غرينتش

شهدت العاصمة الليبية طرابلس الاشتباكات العنيفة المستمرة منذ الأحد الماضي، وأفادت مصادر محلية برصد سيارات ومدرعات وآليات عسكرية توجهت إلى طريق النهر بخلة الفرجان جنوب المدينة.

العالم - ليبيا

وذكر موقع "بوابة الوسط" الليبي، أن هذه التطورات جرت وسط مخاوف متزايدة لسكان طرابلس من انفجار الوضع في ضواحي المدينة وانتقالها إلى وسط العاصمة في أي لحظة أمام عمليات التحشيد العسكري الكبيرة التي تجري بين "اللواء السابع" و"الكانيات" من جهة، ضد كتيبتي ثوار طرابلس والنواصي.

وقال سكان محليون جنوب طرابلس إن طيرانا حربيا قصف مواقع لتمركزات عناصر "اللواء السابع" على الطريق بين منطقتي وادي الربيع وقصر بن غشير.

وصباح يوم الأربعاء ذكر شهود عيان أنهم سمعوا أصوات قذائف في منطقة خلة الفرجان، فيما أكد الناطق باسم قوات الأمن المركزي لكتيبة "أبوسليم"، مهند معمر، في تصريح خاص لموقع "بوابة الوسط"، تعرض أحياء في طرابلس "لقصف بالأسلحة الثقيلة من قبل ميليشيا الكاني"، مشيرا إلى "حالة نزوح غير معهودة في منطقة صلاح الدين".

وأدت الاشتباكات إلى سيطرة قوات "اللواء السابع" على معسكر اليرموك جنوب طرابلس بعد إخراج القوات التي كانت تسيطر عليه .

حصيلة الاشتباكات في طرابلس

أعلنت مصادر طبية أن مركزا طبيا واحدا فقط استقبل 41 قتيلا و126 جريحا وأفاد جهاز الإسعاف والطوارئ بأن المستشفى الميداني في صلاح الدين استقبل هذه الحصيلة من المدنيين والعسكريين، ضحايا الاشتباكات في ضواحي طرابلس الجنوبية والشرقية.

وكانت وكالة الأنباء الليبية التابعة للحكومة المؤقتة المتمركزة في شرق البلاد، قد نقلت عن شهود عيان اندلاع اشتباكات عنيفة باستخدام جميع أنواع الأسلحة بين "مليشيا ما يسمي ثوار طرابلس ومليشيا اللواء السابع بالقرب من الإشارة الضوئية بمنطقة خلة الفرجان جنوب طرابلس".

وتحدث شهود العيان عن حركة نزوح للعائلات عن هذه المنطقة، مضيفين أن القتال المتواصل منذ عدة أيام تسبب في أضرار بشرية ومادية، وأن المناطق المأهولة تتعرض للقصف العشوائي.

اعلان الهدنة

أعلن وزير الداخلية بحكومة الوفاق الوطني الليبي عبد السلام عاشور، وقفا لإطلاق النار بطلب من بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا.

وأفاد مراسلنا في ليبيا، أن "القرار دخل حيز التنفيذ من مساء الجمعة 31 أغسطس الجاري".

وأصدر اللواء السابع، أحد الاطراف المتنازعة في طرابلس، بيانا في وقت متأخر من مساء الجمعة، أكد فيه الاستمرار في مهتمه، التي قال إنها تهدف إلى تطهير البلاد من العصابات المسلحة.

هذا وقد أعلنت القوة الثامنة "النواصي"، الطرف الاخر في الصراع المسلح، أنها ستمتثل لهدنة وقف إطلاق النار.

وكانت الخطوط الجوية الليبية، أعلنت عن قرار إغلاق مطار "معيتيقة" في العاصمة طرابلس، عقب إطلاق عدد من الصواريخ باتجاهه.

وأشار المتحدث باسم الخطوط، إلى أن إدارة الطيران غيرت مسار الرحلات الجوية إلى مطار مدينة مصراته، التي تبعد مسافة 190 كيلومترا شرق العاصمة، من دون ذكر المزيد من التفاصيل.

ردود الفعل الدولية ازاء المعارك في ليبيا

حض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، "جميع الأطراف على وقف الأعمال العدائية فوراً" في ليبيا والالتزام باتفاقات وقف إطلاق النار المبرمة في الماضي برعاية الأمم المتحدة مستنكرا استمرار العنف في العاصمة الليبية ومحيطها، بما في ذلك القصف العشوائي الذي تلجأ إليه جماعات مسلحة تقتل وتجرح مدنيين بينهم أطفال.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا قد دعت في وقت سابق إلى إنهاء القتال في ليبيا، وذلك في بيان مشترك صدر في روما.

وتتواجه مجموعتان مسلّحتان منذ الإثنين بالأسلحة الثقيلة في جنوب طرابلس. وأعلنت هدنة الثلاثاء ثم وقف لإطلاق النار الخميس لكن لم يصمد الاتفاق إلا لساعات وشهدت طرابلس الجمعة سقوط 16 صاروخاً على الأقل.

ووقعت ثلاث قذائف قرب مطار معيتيقة الوحيد العامل في العاصمة الليبية ما أجبر سلطات المطار على تعليق الرحلات لمدة 48 ساعة على الاقل لدواع أمنية.

وإثر تلك الحوادث، أعلنت هدنة جديدة مساء الجمعة لكنّ سقوط القذائف استمرّ السبت مثيراً مخاوف من تجدد المواجهات الدامية.