نوافذ: اطفال الحروب وتحديات اعادة تأهيلهم - الجزء الاول

الإثنين ٠٣ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٧:٤١ بتوقيت غرينتش

وما الحرب الا ما علمتم وذقتم، وماهو عنها بالحديث المرجم، هي الحرب لا تبقي ولا تذر ضحاياها كثر وشرها مستطير.

لكن شر ما فيها تحويل الصغار الى كبار بتجنيدهم وجعلهم آلة قتل رغبة في الانتقام بموت اب او اخ او قريب، او لما يضفيه للسلاح من حامله من قوة ومنزلة واستعلاء.

ومن نجا من هول السلاح وامتشاقه وقع ضحية نزوح وتشريد واستعباد وتحكم استغلال او قذفه اليم بدناً لا روح فيه.

هي حرب على البراءة بددت احلامهم ورمت بهم في غياهب المجهول، طفولة يساورها خوف وقلق واضطراب ومشاعر احباط ويأس وتمرد وعنف، طفولة مشردة فمن ينقذها.

لكن تبقى المعبرة عن الضمير الانساني الغائب صرخة ذاك الطفل وشكواه قبل ان يلفظ انفاسه الاخيرة سأحكي كل شيء لله.

واكدت الباحثة في الشؤون التربوية رحمة الحاج: ان دول المنطقة العربية تشهد حالة انفجار قنبلة موقوتة بعدما شهده اطفال من الحروب، وظهرت تداعياتها في مختلف المنطقة امثال لبنان وسوريا واليمن والبحرين والعراق.

وقالت: سقط آلاف من الاطفال ضحايا الحرب الشرسة والسوداء التي شنت على المنطقة، مشيرة الى العديد من الاطفال باتوا مشردين دون آباء او امهات او منازل او حتى ارض.

 من جانبه، وصف الاعلامي اليمني الاستاذ عبد السلام جحاف، ما يجري في المنطقة هي عملية ذبح للطفولة بشكل عام، مؤكداً ان اليمن خير مثال على ذلك.

وقال الحجاف: ان اكثر من 3 آلاف طفل يمني قتلوا بغارات طيران العدوان على اليمن لحد الآن، وارتكبت ابشع الجرائم بحق الاطفال مرة تلو الاخرى امام مرأى العالم دون ان يحرك ساكناً، مشيراً الى ان حالة من الجمود وموت للذات الانسانية اصبحت على مستوى العالم.

أما عضو مجلس الشعب السوري د. احمد مرعي فقد اكد، ان مناطق ريف ومدن سوريا البعيدة تشهد استهداف ممنهج للاطفال وحرق للمدارس منذ بداية الحرب على سوريا، موضحاً ان استهداف المدارس والهجوم عليها واغلاقها وحرقها، يعني ايجاد جيل كامل يكون خارج منظومة التعليم.

وقال مرعي: عندما ينشأ هذا الجيل الغير المتعلم، يصبح جاهزاً ومهيئاً لتلقي افكار تربوية جديدة توضع من قبل جماعات مسلحة ارهابية.

واوضح أن جماعة داعش الوهابية كانت تستهدف الاطفال بشكل خاص وتستدرجهم من خلال الحلويات او الاموال القليلة من اجل اعداد ذهنية للاطفال حتى يتذكروا الصورة الزائفة عن داعش، ليتم لاحقاً تجنيدهم وبث الافكار الارهابية والتي يتم على اساسها تفجير هؤلاء الاطفال.

بدورها، اعتبرت الاخصائية النفسية واستاذة جامعية د. تغريد حيدر، ان آثار الحرب اصابت الكبار الذين اصبحوا غير قادرين على التطلع الى مستقبل يستند على آمال ومشاريع فكيف بالطفولة التي تنتهك حقوقهم، مشيرة الى ان الاطفال سيبقون لفترة طويلة يعانون من آثار الحروب.

وقالت: للاسف تفتقر الدول العربية الى برامج دعم ومتابعة صحيحة لكل الاطفال لكثرتهم، موضحة، ان اعادة تأهيل الاطفال يكون صعباً لان ذاكرتهم تكون حاضرة ومستمرة خاصة اذا تواجدوا في بيئة غير مستقرة نفسياً وتعليمياً، كما يعيش العديد منهم في مخيمات اللاجئين.

للمزيد من التفاصيل شاهدوا الفيديو المرفق اعلاه..

 

ضيوف الحلقة:

الباحثة في الشؤون التربوية الاستاذة رحمة الحاج

عضو مجلس الشعب السوري د. احمد مرعي

الاعلامي اليمني الاستاذ عبد السلام جحاف

 الاخصائية النفسية واستاذة جامعية د. تغريد حيدر

 

يمكنكم مشاهدة ملخص الحلقة عبر الرابط التالي:
http://www.alalam.ir/news/3758526