وسط تحذيرات من اتساع رقعة الاشتباكات..

فوضى في طرابلس.. لماذا لا يتدخل الغرب لتسوية الأزمة؟

فوضى في طرابلس.. لماذا لا يتدخل الغرب لتسوية الأزمة؟
الإثنين ٠٣ سبتمبر ٢٠١٨ - ١١:١٠ بتوقيت غرينتش

في الوقت الذي تتواصل فيه الاشتباكات بين المجموعات المسلحة المتنافسة في العاصمة طرابلس، كشفت مصادر ليبية عن فرار نحو 400 معتقل إثر أعمال شغب في سجن يقع في الضاحية الجنوبية للعاصمة الليبية التي تشهد مواجهات دامية بالاسلحة الثقيلة منذ أسبوع.

العالم - ليبيا

وقالت الشرطة الليبية في بيان إن: "المعتقلين تمكنوا من خلع الأبواب والخروج بعد أعمال شغب"، على هامش المعارك بين مجموعات مسلحة قرب سجن عين زارة، من دون أن تحدد طبيعة الجرائم التي سجن هؤلاء بسببها.

وأضاف البيان أن الحراس، بسبب خشيتهم على حياتهم، لم يتمكنوا من منع السجناء من الفرار.

واتهم مصدر أمنى ليبي ميليشيات الإخوان والجماعات الليبية المقاتلة بتهريب السجناء من مؤسستى الإصلاح والتأهيل فى عين زارة والرويمي، لترهيب سكان العاصمة الليببة طرابلس.

وأكد المصدر أن الميليشيات المسلحة التي تسيطر على العاصمة الليببة سمحت بفرار أكثر من ألف سجين، موضحا أن العاصمة طرابلس تشهد حالة من الفوضى وعدم الاستقرار.

والكثير من السجناء المحتجزين في سجن عين زارة جنوبي شرق طرابلس، مؤيدون للديكتاتور الليبي المعدوم معمر القذافي، حسبما تفيد تقارير، وأدينوا بالقتل خلال الثورة الشعبية ضد نظام حكمه في عام 2011.

الوضع الميداني في طرابلس

وتشهد ضواحي طرابلس الجنوبية منذ أكثر من أسبوع اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة أسفرت عن مصرع ما لا يقل عن 40 شخصا وجرح أكثر من 100 آخرين، وفقا لآخر حصيلة أوردتها وزارة الصحة الليبية.

كما خلفت الاشتباكات المسلحة أضرارًا مادية فادحة في الممتلكات.

هذا وعلق مطار العاصمة طرابلس رحلاته بسبب الاشتباكات الدائرة في محيطه.

وتضاربت المعلومات حول الوضع الميداني في طرابلس وأعلن المجلس الرئاسي حالة الطوارئ في العاصمة الليبية وضواحيها.

وبينما أعلن الناطق باسم «اللواء السابع مشاة» سعد الهمالي، يوم أمس، سيطرة القوات التابعة له على مقر وزارة الداخلية و «سيمافرو طريق المطار» بمحور طريق المطار وكلية ضباط الشرطة بمحور صلاح الدين جنوب العاصمة طرابلس، و«دحر العناصر الميليشياوية من منطقة الرابش ومحيط جامع أبوشعالة بمحور بوسليم بعد اشتباكات عنيفة»، إلا أن مصدرًا عسكريًّا نفى ذلك.

وقال المصدر العسكري إن ما أعلنه «اللواء السابع مشاة» عن سيطرتهم على عدة مواقع في طرابلس «غير صحيح»، مشيرًا إلى أن القوات الخاصة بإمرة عماد الطرابلسي توصلت إلى اتفاق مع كتائب طرابلس يقضي بتشكيل «قوة مشتركة لحماية» العاصمة من تداعيات الفلتان الأمني.

وأضاف المصدر أن من بين بنود هذا الاتفاق «تسليم المقرات العسكرية التي كانت تتمركز بها الكتيبة 301 التابعة لوزارة الدفاع إلى القوات الخاصة» التي يقودها عماد الطرابلسي.

وقال سكان بالمنطقة الممتدة من النصب التذكاري بعين زارة حتى الطريق الدائري المؤدي إلى وادي الربيع، إن كافة المحال التجارية مغلقة، وخلت الطريق الرئيسية من المارة ما عدا تواجد مكثف لمسلحين وسيارات عسكرية، وراجمات صواريخ أُخفيت تحت الأشجار.

وأكد الأهالي أن حالة من الفوضى والارتباك تسود المنطقة مع ورود معلومات عن فرار مساجين وانتشار مسلحين لا تعرف تبعيتهم لأي طرف.

كما قتل 4 أشخاص وأصيب 7 آخرون، بسقوط قذيفة على مخيم للنازحين في منطقة الفلاح بالعاصمة الليبية طرابلس.

وسقطت القذيفة على مخيم نازحي تاورغاء بمنطقة الفلاح المعروف باسم المخيم "رقم 2".

الأمم المتحدة تدعو الى وقف الأعمال القتالية

ودعت منظمة الأمم المتحدة "جميع الأطراف في ليبيا" إلى وقف الأعمال القتالية فورا والالتزام باتفاقات وقف إطلاق النار المبرمة في الماضي.

وأدان الأمين العام للمنظمة أنطونيو غوتيريش في بيان استمرار العنف في العاصمة طرابلس ومحيطها، والقصف العشوائي الذي تلجأ إليه جماعات مسلحة.

كما أعربت الأمم المتحدة أيضاً عن قلقها إزاء سلامة النازحين داخلياً واللاجئين والمهاجرين في طرابلس، وتعمل بالتنسيق الوثيق مع السلطات على توفير المساعدة الإنسانية حيثما دعت الحاجة.

من جانبها حذرت منظمة أطباء بلا حدود من تصاعد حدة الاشتباكات بشكل يعرض حياة المدنيين للخطر.

وقالت المنظمة إن الاحتياجات الإنسانية ازدادت منذ اندلاع القتال الأسبوع الماضي في مراكز الاحتجاز التي تضم نحو ثمانية آلاف لاجئ وطالب لجوء ومهاجر.

وكانت الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا قد دعت في وقت سابق إلى إنهاء القتال في ليبيا، وذلك في بيان مشترك صدر في روما.

وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، قد حذرت، من أن تزايد المجموعات المسلحة والأعمال العدائية والخطاب العدائي ينذر بخطر حدوث مواجهة عسكرية واسعة النطاق في العاصمة طرابلس.

كما دعت قطر إلى الوقف الفوري للعنف في العاصمة الليبية طرابلس والعمل بشكل عاجل على إعادة الهدوء للمدينة، التي تشهد منذ أكثر من أسبوع اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى.

 وأكدت الخارجية القطرية، في بيان لها أن "الهجمات الصاروخية والعنف المتصاعد في المدينة منذ أيام لن تؤدي إلا إلى تعقيد الوضع المتأزم أصلا في ليبيا".

الغرب يريد إنهاك ليبيا ولا يتدخل لتسوية الازمة

هذا وقال الكاتب والمحلل السياسى الليبي، محمد العمامي، أن لا أحد سيتدخل للتسوية فى ليبيا من المجتمع الدولي، مؤكدا أن الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وإيطاليا يريدون أن يستمر هذا الوضع المتردى في ليبيا تماماً كما هو مستمر الآن في العراق، وأنهم يريدون انهاك الدولة بالكامل وإنهائها، لافتاً إلى أن الميليشيات المسلحة تفاقمت بسبب رعايتهم لها وبتدبيرهم أيضاً.

وأضاف "العمامي" أنه يفترض على المجتمع الدولي إعادة بناء ليبيا وليس قصفها من جديد، كما تقول بعض المعلومات التي وردت إليه،وتابع:" سيتم قصف مناطق بجنوب شرق ليبيا، مع أن البلاد لا تزال تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة ولا يجب على تلك الدول تهديد المواطنين باعتبار أن هدفهم أساسا كان حماية المدنيين".

ورأى المحلل السياسي الليبي، أن الهجوم المرتقب سيستهدف اللواء السابع الذى تحرك لانقاذ العاصمة طرابلس من عبث الميليشيات وفسادها، وتابع: "هذا الهجوم سيكون تحت ذريعة حماية المدنيين. وأرى أن حكومة الوفاق هى من طلبت هذا الهجوم لعجزها فى إعادة الاستقرار".

وتدخلت الولايات المتحدة وبعض الدول الأوروبية في شؤون ليبيا بعد الثورة التي أدت إلى الإطاحة بحكم الدكتاتور معمر القذافي عام 2011 , ونتيجة لذلك, واجهت المنطقة بالعنف و عدم الاستقرار.

وبإمكان الاشتباكات الأخيرة في العاصمة طرابلس, أن تؤثر على الانتخابات البرلمانية و الرئاسية في ليبيا, كما أن لها عواقب انسانية, حيث حذرت منظمة الصليب الأحمر الدولية حول الوضع الإنساني في طرابلس وأعرب رئيس بعثة اللجنة الدولية بليبيا كارل ماتلي، في بيان عن قلقه إزاء الوضع الإنساني في طرابلس، وقال إن طواقم الصليب الأحمر تعمل في الميدان لتقييم الاحتياجات والدعم اللازم، وعلى رأس الأولويات مساعدة المرافق الصحية التي تقدم العلاج للجرحى.