إدلب بين "تحذير" أميركا و"نفاذ صبر" سوريا وحلفائها

إدلب بين
الثلاثاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٠:٢٣ بتوقيت غرينتش

كشفت تحذيرات الرئيس الامريكي دونالد ترامب للحكومة السورية من شن هجمات عسكرية على إدلب عن تقلص النفوذ الامريكي في المنطقة و ان انتصار الجيش السوري سيرسم ملامح جديدة للمنطقة و العالم يخشى ان لا يكون له دور فيها.

العالم - تقارير

حيث ظهرت في تغريدة ترامب الاخيرة المخاوف التي تدور في ذهنه ومن المؤكد انها ليست "الماساة الانسانية" التي ادعى امكانية وقوعه بل خوفه الحقيقي من ان انتصار الجيش العربي السوري مدعوما بحلفاؤه الذي سوف يقضي على دائرة نفوذه، فدعمه للجماعات الارهابية الخاسرة سوف يمثل الخسارة الاكبر بالنسبة له.

ادلب تشهد على مأساة يعيشها ترامب:

وزعم ترامب أن مثل هذا الهجوم قد يؤدي الى "مأساة إنسانية" قائلا في تغريدة على "تويتر": "يجب على الرئيس السوري بشار الأسد أن لا يهاجم بشكل متهور محافظة إدلب. سيرتكب الروس والإيرانيون خطأ إنسانيا جسيما إذا ما شاركوا في هذه المأساة الإنسانية المحتملة".

وأضاف: "يمكن لمئات الآلاف من الناس أن يُقتلوا. لا تدعوا هذا الامر يحدث".

يبدو في التغريدة ان هذه  المرة يستنجد ترامب بالمجتمع الدولي و الرئيس السوري نفسه ليضمن بقاءه في سوريا، لان حليفته القديمة في القضية السورية تركيا قد تخلت عنه بعد تدهور العلاقات بينهم وتصاعد حدة الازمة الاقتصادية و السياسية.

و الأكيد ان الولايات المتحدة الاميركية الراعية للارهاب في العالم هي آخر من يتحدث عن حقوق الانسان، فهي تعمل على اطالة أمد الحرب في سوريا واستنزافها وعدم السماح بإعمارها كي تضمن بقاء قواتها غير الشرعي على الاراضي السورية والعمل على حماية امن الكيان الاسرائيلي.

تركيا تعيدحسابتها في سوريا قبل ان تدفع هي كل الحساب:

 فاليوم بعد الاستعدادات التي يقوم بها الجيش السوري لاقتلاع هيئة تحرير الشام في إدلب بوصفها منظمة إرهابية، وبعد الضغوط التي مارستها روسيا على تركيا لتحديد موقفها من «هيئة تحرير الشام» أي من تنظيم جبهة النصرة، وبعد فشل تركيا في إقناع «هيئة تحرير الشام» بحل نفسها ولو شكلياً، اضطرت أنقرة إلى الإعلان أنها تصنف «هيئة تحرير الشام» كمنظمة إرهابية.

وكشف مصدر دبلوماسي رفيع لـ”رأي اليوم” ان اتفاق ادلب لتصفية الإرهابيين قد تم بالفعل بعد موافقة تركيا على العملية العسكرية التي ستتم على مراحل، وستنطلق في مرحلتها الاولى من ريف اللاذقية وجسر الشغور وسراقب إلى سهل الغاب بريف حماه.
وستشارك ايضا في الاجتماع الثلاثي الايراني التركي الروسي المزمع عقده في ايران في  السابع من الشهر الجري الذي يعلم الجميع انه سوف توضع فيه قواعد اللعبة الجديدة بسوريا.

وقال رئيس تحرير صحيفة راي اليوم عبد الباري عطوان، انه يمكن القول ان اجتماع قمة طهران الثلاثي ، الذي يشارك فيه أردوغان إلى جانب نظيريه الروسي والإيراني، سيضع خريطة طريق "سورية الجديدة الموحدة"، وإطلاق عملية المصالحة الوطنية، وبقاء الرئيس بشار الأسد في قمة السلطة لسنوات، وربما عقود قادمة، ورسم خريطة تحالف شرق أوسطي جديد، وغير طائفي، يقف في مواجهة محور "الاعتدال السني" الذي من المتوقع أن يدشنه ترامب رسميا في مؤتمر يعقده في واشنطن في شهر تشرين أول (أكتوبر) المقبِل، ويضم دول مجلس التعاون إلى جانب الأُردن والمغرب وربما مصر أيضًا، وتكون فيه "إسرائيل" الشريك الخفي".

تحذيرات ترامب وسياسة الدق على الاواني الفارغة:

فتحذيرات ترامب لسوريا هي دلالة على نفاذ كل اوراق اللعبة السياسية من بين يديه فالتهديد هو الورقة الاخيرة الذي يملكها رغم تأكده ان روسيا قد استعدت لذلك فقيامها بمناورات البحر المتوسط و ارسال احدث المنظومات و الطائرات الي سوريا يظهر استعداد كامل في حال ارتكبه حماقة وشن هجوما على سوريا.

وزير الخارجية الايراني جواد ظريف و الرئيس السوري بشار الاسد أكدا خلال لقاء جمع بينهم في زيارة ظريف لسوريا إلى أن لجوء هذه الدول لسياسة التهديد وممارسة الضغوط على الشعبين السوري والإيراني يعبر عن فشلها في تحقيق المخططات التي كانت قد رسمتها للمنطقة بعد أن وقفت في وجهها سوريا وإيران.

وفي نفس اليوم الذي اطلق ترامب في هذه التغريدة أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الوضع القائم في مدينة إدلب السورية لم يعد يحتمل ومن المستحيل إبقاء الحال على ما هو عليه اليوم.

وقال لافروف خلال تصريح " نظام وقف إطلاق النار في سوريا يتم انتهاكه يوميا، حيث تقوم الجماعات الإرهابية المسلحة بإطلاق النار على مواقع الجيش السوري في تلك المنطقة".

وتابع لافروف قائلا " كما أن هذه المنطقة تعد أرضية للتحضير للهجمات الإرهابية ومنها إطلاق الطائرات المسيرة على قواعد الجيش الروسي في سوريا".

فالرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ يعيش أياماً صعبة بسبب أزمته الداخلية ما حدا بصحيفة «ال​نيويورك​ تايمز» الى وصفه بـ«شارد الذهن وبأنه يعيش أسوأ أيام حياته» بالاضافة لان في واشنطن إقرار ضمني بفشل ​سياسة​ ادارة ترامب في ​سوريا​ وفي ​الشرق الاوسط​ كما في العديد من الملفات الدولية مثل ​كوريا الشمالية​.

من هنا طلبت ادارة ترامب مساعدة روسيا في الشرق الاوسط، ففي الاوساط الديبلوماسية همس حول سعي ترامب ومن خلال وزير خارجيته ​مايك بومبيو​ الذي سيلتقي نظيره الروسي، مقايضة روسيا بين موعد البدء بفرض العقوبات عليها وبين مساعدته في ​اوكرانيا​ وسوريا .

ان الغرب اليوم وعلى رأسهم امريكا من اكثر المترقبين لأم المعارك وذلك لان لا ادلب بعد ادلب فأخر معاقل الارهاب الذي يدعمها الغرب باتت الان ام خيارين لا ثالث لهما اما الاستسلام او القتال حتى الموت واصبح من الجلي لكل المتابعين ان معركة ادلب سوف ترسم معالم المنطقة من جديد وقد لا يكون للنفوذ الامريكي وجودا فيها.