لماذا دعا تونسيون الجيش لتولي مقاليد السلطة؟

لماذا دعا تونسيون الجيش لتولي مقاليد السلطة؟
الثلاثاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٠:٤١ بتوقيت غرينتش

تميز الجيش التونسي بوضعه الخاص في المنطقة العربية منذ نشأته؛ إذ حافظ طوال سنواتٍ على عزلته، حتى إن المتابع للشؤون العربية لم يعرف اسمًا متداولًا لقائد القوات المسلحة التونسية، عكس ما حدث مع قادة جيوش أخرى؛ كالمشير «خليفة حفتر» قائد القوات المسلحة الليبية، أو الفريق أول «صدقى صبحى» قائد القوات المسلحة المصرية، أو المشير السابق «عبد الفتاح السيسي».

العالم - تونس

أعاد تدخل الجيش التونسي لإنقاذ أكثر من ألفي مسافر كانوا عالقين بميناء تونس حلق الوادي، الحديث عن دور الجيش في تسيير شؤون البلاد في ظل صراع سياسي ونقابي بات، بحسب مراقبين، مهددا لاستقرار تونس وتلاشي هيبة الدولة.

وشهدت الرحلة البحرية على متن باخرة "قرطاج" المتجهة نحو مدينة جنوة الإيطالية، مساء الأحد، تعطلا بسبب إضراب مفاجئ لأعوان القيادة بالباخرة، الأمر الذي خلف حالة من الاستياء والفوضى في صفوف نحو 2500 مسافر مقيم بالخارج.

وأكد الناطق الرسمي باسم الجيش التونسي، محمد زكري، في حديثه ل"عربي21"، أن عشرة تقنيين وميكانيكيين يتبعون جيش البحر باشروا عملهم خلال الليلة الفاصلة بين الأحد والاثنين، عبر رحلة الباخرة "قرطاج".

ولفت إلى أنه تمت عملية تسخيرهم، بعد طلب تقدمت به وزارة النقل لوزارة الدفاع، لتنطلق الرحلة من تونس نحو جنوة حوالي الثالثة من صباح يوم الاثنين.

وهكذا تعالت دعوات بين التونسيين عبر الشبكات الاجتماعية، لتولي الجيش زمام الأمور، وتسيير مؤسسات الدولة، للحد مما أسموه "الانفلات والتغول النقابي، واستغلال مؤسسات الدولة لتصفية الحسابات السياسية بين الخصوم".

ودعا الناشط محي الدين نفلة الجيش التونسي صراحة لمسك السلطة، وكتب في تدوينة له: "تعفن الوضع في تونس يشي بحدوث المآسي لشعب مسالم، ندعو جيشنا الباسل لمسك الأمور وكنس الخونة الفاشلين والناهبين والمجرمين منذ2011".

وناشد العضو بحزب "بني وطني"، سمير بن عياد، الجيش للتدخل لإنقاذ تونس من أزمتها، مثلما أنقذ المسافرين على متن باخرة قرطاج.

واعتبر الناشط معز شاوش أن إنقاذ تونس في تلاوة "البيان رقم واحد".

وأثنى الإعلامي أنور جراي على أداء المؤسسة العسكرية في تدوينة له، مذكرا بدور الجيش التونسي في حماية الشعب خلال الثورة.

الجيش التونسي والكوارث الطبيعية

أجلى الجيش التونسي، الجمعة الماضي، 42 مواطنا من منازل غمرتها مياه الأمطار في مدينة بنزرت شمالي البلاد.

وأفاد بيان لوزارة الدفاع التونسية بأن الأمطار الكثيفة، المستمرة منذ فجر الجمعة، تسببت بتعطيل حركة المرور في بنزرت، وتسرب المياه إلى منازل ومحال تجارية، ما دفع الجيش إلى التدخل لإجلاء متضررين عالقين.

ووصف البيان، كثافة هطول الأمطار، بأنها "غير مسبوقة".

الجيش التونسي ومكافحة الارهاب

قصف الجيش التونسي يوم الأحد الماضي مرتفعات بجبال القصرين يشتبه في تحصن عناصر ارهابية بداخلها.

وقال المتحدث الرسمي بوزارة الدفاع محمد زكري إن الوحدات العسكرية جددت عمليات القصف بالمدفعية على بعض المواقع التي يمكن أن تتحصن بها العناصر الإرهابية بالمرتفعات الغربية لولاية القصرين، في عملية استباقية ستليها عمليات تمشيط للمنطقة.

وأوضح زكري إن العملية تمثل عمل دوري للوحدات العسكرية المتمركزة بالمكان في إطار تأمين هذه المناطق وتعقب العناصر الإرهابية.

وتمثل جبال القصرين والمرتفعات القريبة منها معاقل رئيسية لعناصر ارهابية موالية أساسا لتنظيم القاعدة بالمغرب الاسلامي.

وتشكل هذه العناصر خطرا دائما على الأحياء السكنية في المناطق النائية القريبة من الجبال ورعاة الماشية.

الى ذلك اشتبكت الوحدات الأمنية والعسكرية الجمعة الماضي مع مجموعة من الإرهابيين في المناطق الجبلية الرابطة بين ولايتي الكاف وجندوبة أقصى الشمال الغربي للبلاد.

وأضافت إذاعة موزاييك التونسية الخاصة،إن الاشتباكات وقعت في منطقتي الطويرف ووادي مليز التابعتين للولايتين المذكورتين حين عمدت مجموعة إرهابية إلى إطلاق النار على وحدات الجيش والأمن وسمع تبادل لإطلاق النار بين الطرفين لبعض الدقائق. "ويجري حاليا تعقب هذه العناصر الإرهابية وسط حضور تعزيزات أمنية وعسكرية كبيرة تطوق المنطقة ".

وتعتبر المناطق الجبلية الغربية التونسية مركزا رئيسيا لتحركات الجيوب الإرهابية النشطة في البلاد حيث ارتكبت منذ سنوات الثورة الأولى عشرات الجرائم التي راح ضحيتها مدنيون وعسكريون.