ترامب يحذر والكرملين يرد... هل اقتربت ساعة الصفر بإدلب؟

ترامب يحذر والكرملين يرد... هل اقتربت ساعة الصفر بإدلب؟
الثلاثاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٣:٣٧ بتوقيت غرينتش

أعلن المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، في سياق تعليقه على تغريدة الرئيس الأميركي حول العملية العسكرية المرتقبة في إدلب، أن التحذيرات من التداعيات دون حسبان تهديد الإرهابيين هو نهج ناقص وغير شامل.

العالم - تقارير

وقال بيسكوف، للصحفيين، اليوم الثلاثاء: "يجب حل هذه المشكلة. ونحن نعلم أن القوات المسلحة السورية تجهز لحل هذه المشكلة. لكن اصدار التحذيرات فقط دون الالتفات إلى الإمكانات السلبية الخطيرة جدا للوضع في سوريا برمتها، هذا ربما يكون نهجًا ناقصا وغير شامل".

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قال إن الهجوم المحتمل للجيش السوري في محافظة إدلب، سيكون "خطأ إنسانيا جسيما" ودعا إلى عدم السماح بذلك.

وكتب ترامب، في تغريدة عبر حسابه على "تويتر": "ينبغي على الرئيس السوري بشار الأسد ألا يهاجم محافظة إدلب بشكل متهور، وأن الروس والإيرانيون سيرتكبون خطأ إنسانيا جسيما بالمشاركة في هذه المأساة الإنسانية المحتملة"، حسب زعمه. وادعى: "قد يقتل مئات الآلاف في حال الهجوم على إدلب، فلا تتركوا ذلك يحدث".

وأعلن بيسكوف، أن طائرات الإرهابيين المسيرة في إدلب تهدد نقاط التمركز الروسية المؤقتة في سوريا. وقال: "هذا يشكل تهديدا خطيرا، وقد تحدث الرئيس الروسي عن ذلك، على نقاط تمركزنا المؤقتة. تعلمون أن إرسال مختلف الطائرات المسيرة والتي تشكل تهديدا على قواعد التمركز المؤقتة، يتم من هناك بالتحديد من إدلب".

كما أعلن السكرتير الصحفي للرئاسة الروسية، أن بؤرة الإرهاب في إدلب تزعزع الوضع في سوريا وتقوض الطريق إلى مسار التسوية السياسية الدبلوماسية للأزمة السورية. وقال: "لا يزال الوضع في إدلب موضوعًا يثير القلق بشكل خاص في موسكو ودمشق وأنقرة وطهران، لأنه تشكل هناك بؤرة إرهاب، استقرت هناك الكثير من مجموعات الإرهابيين. وبالطبع، يؤدي ذلك إلى زعزعة استقرار الوضع عموما، هذا يقوض محاولات نقل الوضع إلى مسار التسوية السياسية الدبلوماسية ".

وأضاف بيسكوف، أن إحدى المواضيع الرئيسية التي ستبح خلال لقاء القمة الروسية التركية الإيرانية المترقبة في طهران، ستكون مسألة الأوضاع في إدلب السورية. وقال: "كلا، لا أستطيع القول الآن [ما هي المقترحات الروسية في قمة طهران]، ستجري مناقشات بين الرؤساء الثلاثة، وسوف يدلون ببيان بنتائج هذه المناقشات. واضح أن مسألة الأوضاع في إدلب ستكون إحدى (المواضيع) الرئيسية في أجندة العمل".

​وكانت مصادر ميدانية سورية قالت في وقت سابق، عن احتمالية إرسال الجيش السوري تعزيزات ضخمة إلى تخوم محافظة إدلب بانتظار ساعة الصفر لبدء حملة عسكرية واسعة النطاق لاستعادة المحافظة من مسلحي جبهة النصرة.

فالرئيس الأميركي ​دونالد ترامب​ يعيش أياماً صعبة بسبب أزمته الداخلية ما حدا بصحيفة «​نيويورك​ تايمز» الى وصفه بـ«شارد الذهن وبأنه يعيش أسوأ أيام حياته» بالاضافة لان في واشنطن إقرار ضمني بفشل ​سياسة​ ادارة ترامب في ​سوريا​ وفي ​الشرق الاوسط​ كما في العديد من الملفات الدولية مثل ​كوريا الشمالية​.

من هنا طلبت ادارة ترامب مساعدة روسيا في الشرق الاوسط، ففي الاوساط الديبلوماسية همس حول سعي ترامب ومن خلال وزير خارجيته ​مايك بومبيو​ الذي سيلتقي نظيره الروسي، مقايضة روسيا بين موعد البدء بفرض العقوبات عليها وبين مساعدته في ​اوكرانيا​ وسوريا.

الجيش السوري يحشد بقوة استعدادا لعملية إدلب

الى ذلك يواصل الجيش السوري حشد تعزيزاته على محاور إدلب وريف حماة الشمالي. وبحسب "الوطن" السورية، فقد دفع الجيش السوري برتل جديد يضم 20 آلية جديدة بينها دبابات من طراز "تي 72"  وعدة عربات "بي إم بي" وحاملة جسور، بالإضافة إلى عشرات السيارات ناقلات الجنود، وذلك من بوابة ريف حماة الشمالي.

وتأتي التعزيزات العسكرية السورية وفق مصادر عسكرية ضمن الاستعدادات لعملية عسكرية تهدف إلى القضاء على التنظيمات الإرهابية الموجودة في إدلب وتحرير المحافظة منها.

هذا واستهدف الجيش السوري مواقع للمسلحين في بلدة بداما بريف جسر الشغور غربي إدلب، كما قصفت وحدات أخرى بالمدفعية الثقيلة تحركات "الحزب التركستاني" في بلدة الزيارة وقرى المشيك والزيادية والقرقور بسهل الغاب الغربي، ما أدى إلى مقتل العديد من إرهابيين وإصابة آخرين.

واشنطن وحلفاؤها يرسلون أسلحة إلى الإرهابيين

داخليا أعلن السكرتير الأول لقسم العلاقات الخارجية بوزارة الخارجية السورية، علاء الدين حمدان، اليوم الثلاثاء، أن الولايات المتحدة وحلفاءها يزودون إرهابيي تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" بالأسلحة، بما في ذلك وعبر دول ثالثة، مثل أوكرانيا ودول البلقان وأوروبا الشرقية.

وقال حمدان خلال مؤتمر "مواجهة الإتجار غير القانوني بالأسلحة في إطار مكافحة الإرهاب الدولي": "واضح أن الولايات المتحدة وحلفاءها يوردون حجماً ضخما من الذخيرة والأسلحة، ويستخدمون دولا ثالثة، على سبيل المثال دول أوروبا الشرقية وأوكرانيا ودول البلقان، لإمداد "جبهة النصرة" و"داعش" بالأسلحة".

وأضاف حمدان: "كما تزود الولايات المتحدة بأسلحة جماعات إرهابية أخرى ليس فقط "داعش وجبهة النصرة." ويقومون بذلك من خلال وسطاء يلعبون دورا هاما في السوق السوداء في مجال الأسلحة غير المشروعة. وتم تسليم مئات الأطنان من الأسلحة عبر ميناء أردني لإيصال الأسلحة إلى جنوب سوريا ولأيدي الإرهابيين".

وكشفت تحذيرات الرئيس الامريكي دونالد ترامب للحكومة السورية من شن هجمات عسكرية على إدلب عن تقلص النفوذ الامريكي في المنطقة وان انتصار الجيش السوري سيرسم ملامح جديدة للمنطقة والعالم يخشى ان لا يكون له دور فيها. حيث ظهرت في تغريدته الاخيرة المخاوف التي تدور في ذهنه ومن المؤكد انها ليست "الماساة الانسانية" التي ادعى امكانية وقوعه بل خوفه الحقيقي من ان انتصار الجيش السوري مدعوما بحلفائه  سوف يقضي على دائرة نفوذه، فدعمه للجماعات الارهابية الخاسرة سوف يمثل الخسارة الاكبر بالنسبة له.