السيسي: التنمية والتحديث أقوى سلاح لمجابهة الاٍرهاب والفقر

السيسي: التنمية والتحديث أقوى سلاح لمجابهة الاٍرهاب والفقر
الثلاثاء ٠٤ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٢:٥٤ بتوقيت غرينتش

أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن منتدى التعاون «الصين- أفريقيا» أصبح مثالاً يُحتذى به للتعاون الفعال والبناء بين الدول النامية، ونموذجاً فاعلاً لأُطر التعاون الأفريقي متعدد الأطراف.

العالم - مصر

وشدد السيسي على أن «مصر ستظل داعمة لجهود التعاون الدولي، حريصة ومنفتحة على تعظيم الاستفادة من أطره المختلفة لتحقيق التنمية المستدامة، بما يلبي آمال وتطلعات الشعب المصري وكافة الشعوب الشقيقة والصديقة».

جاء ذلك في مداخلة الرئيس السيسي، خلال قمة منتدى تعاون «الصين- أفريقيا» في بكين، الذي اختتم أعماله أمس بالعاصمة الصينية بكين.

وقدم السيسي، في بداية كلمته، الشكر إلى الرئيس «تشي جين بينج» رئيس جمهورية الصين الشعبية، ولشعب الصين الصديق، على حفاوة الضيافة والاستقبال خلال مشاركته في هذه القمة المهمة، كما تقدم السيسي بالشكر والتقدير للرئاسة المشتركة للمنتدى، وللرئيس «سيريل رامافوزا»، رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، على ما تم بذله من جهد دؤوب خلال السنوات الماضية لتوطيد الشراكة الأفريقية الصينية، ما جعل هذا المنتدى علامة بارزة وأحد أهم الشراكات الأفريقية الاستراتيجية.

وقال السيسي إن منتدى التعاون «الصيني- الأفريقي» أصبح مثالاً يُحتذى به، للتعاون الفعال والبنّاء بين الدول النامية، ونموذجاً فاعلاً لأُطر التعاون الأفريقي متعددة الأطراف؛ لافتا إلى أنه تم خلال الجلسات، استعراض النجاح المتحقق في تنفيذ خطة العمل المشترك الصادرة عن قمة جوهانسبرج، والتي حددت آفاق التعاون المشترك في الفترة من 2016 إلى 2018.

وأشار إلى أنه سيتم اعتماد خطة عمل جديدة وطموحة للسنوات الثلاث المقبلة، تتطرق إلى مختلف مجالات التنمية، سعياً لتحقيق تطلعات شعوبنا في العيش الكريم والاستقرار والرخاء، من خلال تهيئة المناخ المناسب للتنمية المستدامة، والتغلب على تحديات العصر، استناداً إلى حزم من الحلول المبتكرة، التي تتناسب مع المعطيات المعاصرة وإمكانات شعوبنا وثرواتها البشرية.

وتابع السيسي: «وتقوم (خطة العمل) على الربط بين مبادرة (الحزام والطريق) الصينية، وأجندة أفريقيا التنموية 2063، وهو نهج إيجابي يجمع بين مقدرات النمو للطرفين من ناحية، ويدلل على وحدة الهدف والثقة المتبادلة بين الجانبين الأفريقي والصيني من ناحية أخرى.

وأضاف السيسي أن «مصر اهتمت دوماً بتعزيز التنسيق والتعاون بين الدول النامية، بما يضمن تمثيل وجهة نظرها على الساحة الدولية وحماية مصالحها السياسية والاقتصادية والاجتماعية».

وأشار إلى جهود مصر خلال رئاستها الحالية لمجموعة الـ77 والصين، والتي تعد خير دليل على توافر الإرادة والعزيمة لتطوير التعاون بين الدول النامية، بما يحقق عالماً أكثر إنصافاً، يضمن فيه كل إنسان نصيباً عادلاً من التنمية والعيش الكريم، مشيراً إلى أن مصر ستستمر خلال الأعوام المقبلة في العمل على تطوير وتعزيز أُطر التعاون جنوب – جنوب، ومنصات التعاون الثلاثي، لخدمة مصالح الشعوب الأفريقية والدول النامية.

وأكد الرئيس المصري أهمية الشراكة «الأفريقية - الصينية» التي نجحت -ولا تزال- في تنسيق مواقف الدول النامية على الصعيد الدولي في العديد من الملفات المحورية، مثل ترسيخ مبدأ الملكية الوطنية لبرامج التنمية، في إطار مفاوضات إصلاح منظومة تمويل التنمية الأممية، فضلاً عن تأييد الصين الثابت للموقف الأفريقي الموحد بالنسبة لإصلاح مجلس الأمن وفقاً لتوافق «أوزليني» ومُخرجات قمة «سرت»، وإزالة الظلم التاريخي الواقع على الدول الأفريقية.

وتابع: «إن تحقيق التنمية المستدامة وتوفير مزيد من فرص العمل للشعوب الأفريقية، وتطوير البنية التحتية القارية، وتعزيز حرية التجارة في إطار اتفاقية التجارة الحرة الأفريقية القارية، وتطوير المنظومة الاقتصادية الأفريقية وتنويعها، وتعزيز المنظومة الصناعية، هي عناصر رئيسية ضمن أجندة أولويات الرئاسة المصرية للاتحاد الأفريقي في 2019.

وشدد السيسي على أنه بات جلياً أن التنمية والتحديث هما أقوى سلاح لمجابهة أغلب التحديات المعاصرة السياسية والاقتصادية والاجتماعية كالإرهاب والتطرف والجريمة المنظمة، والفقر والمرض، والحمائية الاقتصادية والتجارية.

وأوضح أن «مصر تؤكد أهمية مواصلة العمل على تعزيز وتفعيل الشراكة "الأفريقية- الصينية"، لما تمثله من فاعلية ومصداقية، فضلاً عن قيامها على أساس المنفعة المتبادلة والمكاسب المشتركة، لافتا إلى أن مصر ستحرص كل الحرص خلال الفترة المقبلة، على تكثيف التعاون والتنسيق مع الرئاسة المشتركة للمنتدى، لتفعيل خطة عمل 2019 – 2022 للتعاون بين أفريقيا والصين.

وأعرب السيسي عن إيمان مصر بأهمية التكامل بين مبادرات التنمية المختلفة، لاسيما مبادرة الحزام والطريق، وأجندة تنمية وتحديث أفريقيا 2063.

وأشار إلى أن مصر تقدم المنطقة الاقتصادية لقناة السويس للعالم كمركز لوجستي واقتصادي، يسهم بفاعلية في تطوير حركة الملاحة الدولية، ويعزز من حرية التجارة العالمية، ويفتح آفاقاً استثمارية رحبة في مجالات النقل والطاقة والبنية التحتية والخدمات التجارية، لافتا إلى أن محور قناة السويس رابطاً تجارياً واقتصاديا وإنسانياً، يتكامل مع مبادرة «الحزام والطريق»، ويربطها بأفريقيا.

وثمن الرئيس المصري التوجه الصيني، بقيادة الرئيس شي جين بينج، لتعزيز التعاون وتكثيف التشاور مع أفريقيا، بالاستناد إلى مقاربة إيجابية صادقة، تقوم على ترسيخ القواسم المشتركة، وتعزيز أواصر الصلة بين شعوبنا، وتُعني بتحقيق تنمية مستدامة فعلية، تستجيب لمتطلبات الشعوب الأفريقية، في إطار من المصلحة المشتركة واحترام سيادة الدول ومُقدراتها.

وجدد الشكر لجمهورية جنوب أفريقيا الشقيقة وللرئيس «رامافوزا»، على ما بذله من جهود صادقة خلال رئاسة جنوب أفريقيا المشتركة لمنتدى التعاون «الصيني- الأفريقي» خلال السنوات الماضية، وتوجه بالتهنئة للرئيس «ماكي سال» بمناسبة تولي السنغال الرئاسة المشتركة للمنتدى للأعوام الثلاثة المقبلة، معرباً عن ثقته في قدرة السنغال على استكمال مسيرة الرئاسة المشتركة للمنتدى لتحقيق الأهداف المرجوة.