كيف تعاملت الشخصيات والاحزاب العراقية مع مطالب المتظاهرين بالبصرة؟

كيف تعاملت الشخصيات والاحزاب العراقية مع مطالب المتظاهرين بالبصرة؟
الأربعاء ٠٥ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:١٨ بتوقيت غرينتش

عبر كثير من المسؤولين العراقيين عن مواقفهم حول التظاهرات التي شهدتها البصرة، معلنين وقوفهم الى جانب المتظاهرين السلميين مطالبين الحكومة برفع مشاكل المواطنين وتوفير الحياة الحرة الكريمة لهم.

العالم - العراق

بعد مرور اربعة اشهر من اجراء الانتخابات البرلمانية في العراق، تشهد الساحة العراقية استمرار التجاذبات المتوقعة بين الكتل السياسية، فيما بقي الشعب يعاني إستمرار حالة الإهمال وقلة الخدمات الضرورية التي يحتاجها في حياته اليومية.

فالبصرة بعراقتها التاريخية، ودورها الريادي في توفير متطلبات الحياة لكل العراق، مازالت تعاني من قلة الخدمات في الكثير من مجالات الحياة، ما دفع غالبية سكان المحافظة الذين يعانون من تفشي البطالة وإرتفاع الأسعار، ان يحتجوا وينزلوا الى الشوارع ويطالبوا بحقوقهم الشرعية التي يضمنها لهم القانون، خاصة وان البصرة بثقلها السكاني يمكن اعتبارها أكثر المحافظات تأثيرا في تعيين مصير اي انتخابات رئاسية كانت او برلمانية

ويعتبر المحتجون ان لابديل عن الاحتجاجات لتحسين الوضع الخدمي والمعيشي في البصرة مؤكدين استمرار حراكهم لحين تحقيق المطالب.

المتظاهرون الغاضبون اقتحموا الباحة الامامية لمبنى ديوان محافظة البصرة وقاموا باحراق الطابق العلوي بعد رميه بزجاجات حارقة الا ان تدخل فرق الدفاع المدني تمكن من اخماد الحريق قبل وصوله لكامل المبنى.

وسعت شرطة البصرة ان تهدأ من عصبية المعترضين واستغل المتربصون المتواجدون والمندسون بين الشرطة وبين المتظاهرين الفرصة واضرمو النار في مبنى محافظة البصرة، وسط سماع دوي اطلاق رصاص ما ادى الى مقتل خمسة مدنيين وجرح 70 بينهم 37 مدنيا و33 عسكريا.

احداث البصرة استنكرها الكثير من الشخصيات والاحزاب العراقية حيث ابدى رئيس الوزراء حيدر العبادي اسفه على ما حصل، و امر بالتحقيق عن "من يحاول الايقاع" بين المتظاهرين والقوات الامنيةوقال، ان ما حصل في محافظة البصرة من تظاهرات وما تبعها يخضع للتحقيق، مشيرا الى ان مجلس الوزراء اقر تخصيصات لدعم ملف الخدمات في محافظة البصرة بشكل عاجل.

واصدر تحالف البناء بيانا دعا الحكومة المركزية إلى إيفاد الوزراء المعنيين الى البصرة من أجل الوقوف على مجريات الأمور الميدانية، فيما طالب القوات الامنية بالمحافظة الى ضبط النفس وعدم الاشتباك مع المتظاهرين.

ودعا التحالف علماء الدين في البصرة ورؤساء العشائر والقبائل ووجوه البصرة الى "التحرك سريعا لرأب الصدع والتهدئة"، مطالبا القوات الأمنية بـ" ضبط النفس وعدم الاشتباكات مع المتظاهرين والتعاون لايجاد اجواء للتظاهرات وعدم الانجرار إلى الاصطدام مع أبناءهم أو إخوانهم من أبناء البصرة وعدم فتح المجال للمغرضين للتسلل في المشهد وتعكير الاجواء السلمية في المدينة".

وعلق زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر على تطورات محافظة البصرة وقال في تغريدة على "تويتر": "ينتابنا الحزن ونحن نرى المأساة في بصرتنا المظلومة..وما اثار غضبي هو التعدي بغير حق من قبل بعض المدسوسين في القوات الأمنية على المتظاهرين العزل الذين لا يريدون الا لقمة العيش بكرامة".

وأضاف" لابد من تظافر الجهود لانتشال البصرة من افكاك الفساد والطائفية والمليشيات، فبصرتنا عزنا وفخرنا وهي قلب العراق النابض فكفاكم تعديا على البصرة وأهلها..وانصح ان لا تختبروا صبرنا".

واصدر تحالف سائرون حول البصرة بيانا ودعا فيه الى إجراء تحقيقات عاجلة في احداث  البصرة، ادت الى سقوط قتلى ومصابين خلال احتجاجات على سوء الخدمات المقدمة للمواطنين وتلوث مياه الشرب كما طالب الأجهزة الأمنية بمنع استخدام القوة ضد المتظاهرين.

 وطالب تحالف سائرون بإجراء تحقيق عاجل وفوري في احداث البصرة، كما طالب الأجهزة الأمنية بمنع استخدام القوة في مواجهة مواطنين يطالبون بحقوق مشروعة ووفق ممارسة حقهم في التظاهر وهو حق كفله الدستور".

وأضاف البيان أنه "في الوقت الذي يثمن فيه تحالف سائرون الهبّة الشعبية الجبارة التي تناخت [تنادت وسارعت] لإسعاف أهلهم في البصرة، يطالب الحكومة بالانتقال من مرحلة إطلاق الوعود إلى مرحلة الإنجاز الفعلي على الأرض وعدم الركون إلى سياقات الأداء الروتيني".

كما طالب"بإقالة قائد عمليات البصرة ومحاكمة من أعطى أوامر إطلاق الرصاص الحي على المواطنين العزل"، وفقا للبيان.

كما وجه رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني، رسالة الى أهالي البصرة، اشار فيها الى ان مطالب أهالي البصرة بسيطة وليست تعجيزية.

وقال البارزاني، "اننا نؤيد دعمنا لأهالي البصرة ومستعدون لإيصال المساعدات الإنسانية"، معربا عن استغرابه ان "أغنى مدن العراق تشكي من قلة المياه والخدمات".

ودعا الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الديني آية الله السيد علي السيستاني، الاربعاء، المعنيين في الحكومتين المركزية والمحلية الى ضرورة ايجاد حلول ناجعة وسريعة لحل مشكلة شحة مياه الشرب وتلوثها في محافظة البصرة.

وقال ممثل المرجعية عبد المهدي الكربلائي، "اننا في الوقت الذي نستذكر فيه عطش الامام الحسين عليه السلام وعائلته بحلول موسم الاحزان شهر محرم الحرام، ندعو الى ضرورة توفير المياه الصالحة للشرب لاهالي البصرة".

وفي لقاء صحفي روى قائد عمليات البصرة جميل الشمري، عن ما حصل في محافظة البصرة، وحذر من قيام بعض المجموعات باستخدام عصاباتها لغرض اغتيال المواطنين واشعال الفتنة داخل البصرة.



وقال الشمري ان "قيادة عمليات البصرة والدولة تقف مع المتظاهرين، وانا شخصيا ادعم التظاهرات بشكل غير محدود"، مبينا ان "صيغة تظاهرات الامس اختلفت حيث كانت غير سلمية، وهذا ما اشيع في الكروبات".

واضاف ان "القوات الامنية كانت مهيئة الماء والورد والاعلام العراقية بهدف توزيعها على المتظاهرين"، مشيرا الى "اننا فوجئنا بقيام مجموعة منهم برمي الرمانات اليدوية وحرق العجلات العسكرية ومبنى المحافظة والاعتداء على المواطنين".

وتابع انه "بعد ذلك تطورت الى القيام باغتيالات بوااسطة عجلة بيضاء، الامر الذي دفعنا الى فرض حظر للتجوال"، محذرا "من قيام بعض المجموعات باستخدام عصاباتها لغرض اغتيال المواطنين واشعال الفتنة داخل البصرة".