مع اقتراب المعركة.. هل ستحدد قمة طهران مصیر ادلب؟

مع اقتراب المعركة.. هل ستحدد قمة طهران مصیر ادلب؟
الخميس ٠٦ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٤٣ بتوقيت غرينتش

ان انتصار الجيش السوري النهائي على الارهاب بات قاب قوسين او ادنى، فلم یبق أمامه إلا تحریر ادلب التي أصبحت آخر بؤرة تجمع فيها العناصر الارهابية المسلحة من جميع المحافظات السورية.

العالم- التقاریر

ولا یبدو أنه هناك اعتراضا علی هذه المعرکة، بل یتحدث المحللون حتی عن ضوء غربي أميركي لحصولها بعدما کانت الآراء تتضارب والمواقف تتباین بهذا الشأن. فترامب الیوم صار شبه موافق علی عملية محدودة لکن ادارته تنظر إلی المسألة من زاویة معینة لـ"تأخير تحرير ادلب"، وذلك من خلال التحذیر من مزاعم "استخدام الأسلحة الکیمیاوية" هناك.

ومن الواضح أن ثمة تفاهما روسیا- ترکیا – ایرانیا بالطبع ولهذا ستعقد یوم غد الجمعة قمة في طهران للدول الثلاث علی مستوی رؤسائها وبحسب المحللین فإن هذه القمة ستحدد مصیر ادلب بشکل نهائي.

وکانت القمة الاولی في سوتشي (2017) وتناولت هي الاخری الازمة السورية بمشاركة رؤساء هذه الدول، حسن روحاني، فلادیمیر بوتین ورجب طیب اردوغان، وهؤلاء الرؤساء یجتمعون مرة أخری للتباحث حول الارهاب فی سوریا واتخاذ القرار لانهاء سنوات من الحروب والاقتتال هناك.

وقد أعلن اردوغان وبوتین في تصریحات صحفية بأنّ اللقاء سیتضمن مباحثات حول قضایا ذات الاهتمام المشترك إضافة الی تبادل وجهات النظر بشان الوضع الراهن فی إدلب شمال غرب سوریا.

والحقیقة أن زيارة ظريف الاخيرة إلى سوريا قد أتت في إطار التنسيق السياسي بين طهران ودمشق ولمناقشة العملية السياسية في سوريا والاوضاع الميدانية في إدلب وملف المهاجرين واللاجئين وكيفية التصدي للجماعات المتطرفة والإرهابية، بما فيها هيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقا). 

وقد استبق القمة المرتقبة القصفُ الروسي لإدلب، ما یؤکد الموقف الروسي الصارم تجاه هذه المعركة. وقد برز الموقف ذاته في تشدید وزیر الخارجية الروسي سيرغي لافروف علی ضرورة القیام بعملية عسکرية في ادلب لفصل الجماعات الارهابية المسلحة عن غیرها.

ولا شك ان روسيا وايران تنسقان ضد الجماعات الارهابية في سوریا، لكن اردوغان اعتبر الوضع في ادلب کثیر الحرج بالنسبة لترکیا مؤكدا في الوقت نفسه أن القمّة الثلاثية المقبلة في طهران ستخرج بنتائج إيجابیة. 

ومن المؤكد أن إعادة الوضع إلی طبیعته في سوریا غير ممكن دون حل مشکلة ادلب، ولهذا یمکن القول بأن قمة طهران ستجعل الوضع في ادلب أوضح. فمن شأنها أن تسهم في تقارب المواقف وتحدید المنهج الموحد والمتفق علیه عند الدول الثلاث لاسیما بخصوص رعاية الجوانب الانسانية للمدنيين هناك.