صراع السلطة بين آل سعود يطل برأسه من جديد..

السعوديون.. "نبايع أحمد بن عبد العزيز ملكاً"

السعوديون..
الخميس ٠٦ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٠:٤٦ بتوقيت غرينتش

مرة اخرى تطفو الانشقاقات داخل العائلة المالكة في السعودية على السطح حيث تسببت الإطلالة الأخيرة والمثيرة للأمير أحمد بن عبد العزيز نجل الملك المؤسس الملك عبد العزيز آل سعود، وشقيق الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز، في جدل كبير بين الساسة والنشطاء بمواقع التواصل وعاد للأذهان الحديث عن سيناريو العام 1964 عندما تم عزل الملك سعود بعد صراع طويل على السلطة.

العالم- تقارير

ويقول المراقبون ان تقدم الأمير السعودي البارز، أحمد بن عبد العزيز، المشهد الرافض لما يحدث من جرائم ضد الشعب اليمني بإشراف شقيقه الملك سلمان ونجله محمد بن سلمان ولي العهد، علامة على وصول الرفض إلى حد مهم.

وكان الأمير أحمد بن عبد العزيز قد تمكن من مغادرة السعودية في نوفمبر الماضي، قبل ساعات من تنفيذ مذبحة الأمراء التي طالت نحو 11 أميراً سعودياً أبرزهم الوليد بن طلال والعشرات من الوزراء ورجال الاعمال السعوديين حينها. وقد شغل الامير احمد منصب نائب وزير الداخلية في السعودية (1975 — 2012)، كما أنه أحد أبناء الملك المؤسس، و أحد “السديريين السبعة”، وهو لقب يطلق على أبناء المؤسس عبدالعزيز من زوجته حصة السديري، ومنهم الملك السعودي الحالي.


وفي مقطع الفيديو الذي تداوله ناشطون على نطاق واسع بمواقع التواصل الاجتماعي، ظهر الأمير السعودي وهو يناشد المتظاهرين الغاضبين الذين هتفوا أمامه أثناء دخوله لمقر إقامته في لندن، بهتافات منددة بسياسات العائلة الحاكمة في المملكة، بأن أسرة "آل سعود" لا دخل لها بهذه السياسة وأن المسؤولية تقع كاملة على الملك سلمان وولي عهده.

وفي تداعيات تصريح الامير احمد بن عبد العزيز على الداخل السعودي، كشف المغرد السعودي الشهير "بوغانم" بأن تصريحات الامير أحمد دفعت الجيش السعودي والحرس الوطني لإعلان حالة الطوارئ 100%، موضحا أن المخابرات السعودية تعتبر تصريحات الأمير  بأنها "تهديد صريح ومباشر".

الامر لم يقف عند هذا الحد حيث كشف موقع "تاكتيكال ريبورت" الاستخباراتي نقلا عن مصادر سعودية مطلعة، أن الملك سلمان بن عبدالعزيز، يشعر بغضب شديد من تصريحات أخيه الأمير أحمد بن عبد العزيز، مؤكدا بأن الملك "سلمان" طلب منه العودة سريعا للمملكة لتجديد بيعته.

وقال الموقع الاستخبارتي ان زعم وكالة الأنباء السعودية "واس" بان ما تم تداوله على لسان الأمير أحمد "غير دقيق"، لم يكن كافياً لتهدئة غضب الملك سلمان لأنه كان يتوقع من الأمير أحمد أن يجدد تعهده بالولاء له وأن يهاجم المعارضين السعوديين في الخارج وينكر مزاعمهم حول العدوان على اليمن.

ووفقا للتقرير فقد كلف الملك "سلمان" سفيره في لندن الأمير محمد بن نواف بالاجتماع فورا بالأمير أحمد بن عبدالعزيز وأن يطلب منه العودة إلى المملكة فورًا بناء على طلب الملك "سلمان".

على كل حال، بعد تداول فيديو الامير احمد الذي تبرأ فيه من مجازر النظام السعودي في اليمن، ضجت مواقع التواصل في السعودية بوسم "#نبايع_أحمد_بن_عبدالعزيز_ملكاً" طالب فيه النشطاء الأمير السعودي بضرورة التدخل لإنقاذ الموقف المتأزم.

كما أكد المغرد الشهير "مجتهد" الذي يحظى بمتابعة واسعة لما ينقله من تسريبات من داخل الديوان الملكي ـ كثيرا ما ثبتت صحتها ـ أن مقربين من شخصيات هامة في العائلة الحاكمة أبدوا رغبتهم في أن يدعم "مجتهد" هذا الهاشتاق، وذلك بعد إعلان أحمد بن عبدالعزيز براءة "آل سعود" من أفعال سلمان وابنه كما ظهر في الفيديو.
وأضاف "مجتهد" أن في نشر هذا الوسم مصلحة بغض النظر عن القناعة به.


كما ذهب البعض إلى أن زمن الملكية والمبايعات قد انتهى ودعوا للنظام الانتخابي.


ومن هذا المنطلق، حديث الأمير أحمد بن عبد العزيز ، يمكن فهم سياقه أكثر في ضوء تقرير لصحيفة "الإندبندنت" البريطانية والذي كشف عن تصدره بورصة الأسماء المرشحة لتولى أمور المملكة في حالة الاطاحة بأخيه ونجله من سدة القرار.

التقرير البريطاني الذي كشف في العام 2015 نقلا عن أمير سعودي بارز لم يصرح باسمه عن أن 8 من 12 باقين على قيد الحياة من أبناء الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة السعودية، يدعمون خطوة الإطاحة بالملك سلمان "الحاكم المتعثر"، ليحل محله الأمير أحمد بن عبد العزيز، وهو ما يلقى بظلال مهمة على تصريحه الأخير ضد شقيقه ونجله. 

الأمير المنشق، أكد بحسب الصحيفة البريطانية أن أغلبية واضحة من شيوخ الوهابية الأقوياء في البلاد، سيساندون انقلاب القصر لطرد الملك الحالي وتثبيت الأمير أحمد بن عبد العزيز، وزير الداخلية الأسبق، وهو ما اعتبرته الصحيفة وقتها بأنه يمثل كشفا عن الصراع الداخلي على السلطة الذي اندلع منذ جلوس الملك سلمان على العرش .

 

 

خطة التغيير وفق الأمير مصدر هذه المعلومات، جاءت في خطابين دعا فيهم العائلة المالكة لتغيير القيادة السعودية الحالية، مخلصها : “إما أن يغادر الملك المملكة العربية السعودية، وسيحظى بالاحترام داخليًا وخارجيًا البلاد، أو بدلًا من ذلك سوف يصبح الأمير أحمد ولي العهد، ولكن مع سيطرة ومسؤولية كاملة عن الاقتصاد والنفط والقوات المسلحة والحرس الوطني، ووزارة الداخلية، والمخابرات، في الواقع كل شيء”.
الغريب ان بعد انتشار فيديو انتقاد الامير احمد كشف مقربون من الأمير السعودي عدم صحة ما نشرته وكالة الأنباء السعودية "واس" حول تبريره للتصريحات التي أدلى بها في لندن خلال لقائه بمعارضين هتفوا ضد عائلة "آل سعود"، مؤكدين بأن التصريحات خرجت من الديوان الملكي وفرضت على وسائل الإعلام لنشرها.
 
وقال المغرد الشهير "مجتهد" في تدوينة له تعليقا على ما نشرته "عكاظ" عن "واس": "مقربون من الأمير أحمد ينفون هذا التصريح المنسوب له في وسائل الإعلام".
وأضاف: " يقولون أنه مختلق في الديوان وكلفت وسائل الإعلام بنشره، ويزعمون أنه لا يوجد تسجيل صوتي أو مصور له بهذا التصريح ومع ذلك لا يستبعد أن يتراجع الأمير أحمد في وقت لاحق بالصوت والصورة".


وبغض النظر عن ما اذا كان الامير احمد بن عبد العزيز سيظل على موقفه ام لا فان المقطع الاخير المتداول عنه يراه بعض المتابعين أقوى رد فعل من الأسرة الحاكمة ضد الملك سلمان ونجله منذ العام 2015 ، كما ان الايام المقبلة مهمة في سياق الصراع الداخلي السعودي في قصور الرياض، خاصة أن الأمير أحمد اقتاد للإقصاء من منصبه كوزير للداخلية عام 2012 بعدما كان يهيئ نفسه لولاية العهد، وتم استبداله بابن شقيقه الأمير محمد بن نايف قبل أن يفر إلى أوروبا أواخر العام الماضي خوفاً من ملاحقة ولي العهد محمد بن سلمان.