بعد قطيعة 20 عاما.. إعادة العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا

بعد قطيعة 20 عاما.. إعادة العلاقات بين إثيوبيا وإريتريا
الخميس ٠٦ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٠٤ بتوقيت غرينتش

أعادت إثيوبيا فتح سفارتها في العاصمة الإريترية الخميس، حسب ما أوردت وسائل الاعلام، في خطوة جديدة في إعادة العلاقات بين البلدين اللذين أنهيا عقودا من النزاع.

العالم - افريقيا

ووقع رئيس إريتريا أسياس افورقي ورئيس الوزراء الاثيوبي أبيي أحمد اتفاق سلام في تموز/يوليو في اسمره ينهي العداء بين البلدين الذي بدأ بحرب حدودية استمرت عامين في 1998 وأدت إلى قطع العلاقات لمدة 18 عاماً.

ومنذ توقيع الاتفاق لإعادة العلاقات بين البلدين، تحرك الزعيمان سريعا لإزالة كل مظاهر العداء الذي استمر عقدين من الزمن بين البلدين الواقعين في القرن الأفريقي منذ أواخر التسعينيات.

ووصل أبيي إلى إريتريا الاربعاء في زيارته الثانية منذ توليه منصبه، وتفقد ميناءي البلاد على البحر الاحمر قبل أن يتوجه إلى العاصمة أسمره. وأعادرئيس وزراء إثيوبيا أبيي أحمد والرئيس الاريتري أسياس أفورقي فتح السفارة في مراسم مقتضبة.

والاربعاء وقع أبيي وأفورقي بحضور الرئيس الصومالي محمد عبد اللهي محمد في أسمره اتفاقا "لبناء علاقات سياسية واقتصادية واجتماعية وثقافية وأمنية أقوى" بين البلدين، بحسب وزارة الاعلام الاريترية.

والاربعاء كذلك وصلت سفينة شحن اثيوبية إلى ميناء مساوا الاريتري محملة بالزنك ومتوجهة إلى الصين، في مؤشر على إعادة افتتاح موانئ اريتريا رسميا أمام السفن الاثيوبية.

النزاع الحدودي بين إريتريا وإثيوبيا

كانت اريتريا إقليما تابعا لاثيوبيا قبل أن تعلن استقلالها في 1993 إثر طرد القوات الاثيوبية من أراضيها في 1991. ودخل البلدان في عداء طويل تخلله حروب حدودية، كانت إحداها في مايو 1998، وعرفت باسم"حرب بادمي" إشارة إلى مثلث بادمي الحدودي الذي يضم ثلاث مناطق بادمي وتسورنا ويوري.

وفي عام 2000، اندلعت مواجهة ثانية بين الطرفين، خلفت نحو مئة ألف قتيل من الجانبين وآلاف الجرحى والأسرى والنازحين وأنفقت خلالها أكثر من 6 مليارات دولار.

الرغبة في تحقيق السلام

وأحدث رئيس الوزراء الاثيوبي الجديد الاصلاحي ابيي احمد في حزيران/يونيو مفاجأة باعلانه قبول تسوية للنزاع الحدودي العائد الى 2002. 

بقدر ما كان إعلان رئيس الوزراء الإثيوبي الجديد، رغبته في فتح صفحة جديدة مع دولة إريتريا أمرا مفاجئا، بقدر ما بدا مرآة لاستراتيجية سياسية يسعى لتنفيذها.

فالخطوة بدت بالفعل تعبيرا عن إرادة سياسية وقرار استراتيجي تحتمه الظروف لبناء سلام حقيقي مع الجارة الشمالية، حيث تجمعهما علاقات وشيجة على مستوى شعبي البلدين.

وكشف ابي أحمد عن رغبته في إنهاء الخلاف مع إريتريا، في أول خطاب له أمام البرلمان في الثاني من أبريل / نيسان الماضي، عقب توليه المنصب.

وقال آنذاك إنه مستعد للجلوس مع الحكومة الإريترية لإنهاء الخلاف عبر الحوار، فيما دعاها في الوقت ذاته إلى مبادلته نفس الرغبة.

كما أعلن الائتلاف الحاكم في إثيوبيا من جانبه موافقته على تنفيذ اتفاقية الجزائر.

إنهاء حالة الحرب

نحو عشرين عاما مرت قبل ان يدرك قادة اريتريا واثيوبيا انهم ساهموا في تدمير البدلين وتشريد مئات الالاف على مدى عقدين. الرئيس الاريتري اسياس افورقي استقبل في حدث وصف بالتاريخي رئيس الوزراء الاثيوبي ابي احمد، ليعلن البلدان اتفاقا لانهاء حالة الحرب بينهما بعد اللقاءات التي عقدها افورقي واحمد في اسمره والتي اكدا خلالها ان الفرص التي اتيحت للبلدين لانهاء الحرب ومعها معاناة الشعبين اهدرت في السابق فيما يجري الاستفادة من الفرص المتاحة حاليا لبدء صفحة جديدة.

وبعد الاتفاق التاريخي الذي وقع بين الدولتين في يوليو الماضي، تبادل زعيما البلدين الزيارات التي حظيت بحفاوة شعبية جارفة، كما جرى الاتفاق على خطوات شملت استئناف الرحلات الجوي وتطوير الموانئ. وسيتيح الاتفاق لاثيوبيا المفتقدة للمنافذ البحرية الاستفادة من موانئ اريتريا، كما يعتبر فرصة لتحقيق السلام في منطقة القرن الافريقي التي تاثرت كثيرا بالحرب بين البلدين.