مقال "نيويورك‌تايمز" ضد ترامب والانهيار من داخل البيت‌ الأبيض

مقال
الخميس ٠٦ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٦:٢٦ بتوقيت غرينتش

هاجم الرئيس الأميركي دونالد ترامب صحيفة نيويورك تايمز بعد نشرها مقالا دون أن تذكر اسم كاتبه، تتحدث فيه عن محاولات داخل الإدارة لوقف اندفاعه غير المحسوب.

العالم - تقارير

وجاء في المقال أن "السلوك غير الأخلاقي" لترامب و"السلوك الذي يتضمن تشدقات متكررة" واتخاذ قرارات "غير مدروسة ودونما إلمام بالأمور ومتهورة أحيانا" أسفر عن "رئاسة ثنائية المسار".

والمقال الذي نسبته الصحيفة لمسؤول كبير يكشف أن "المعضلة التي لا يستوعبها (ترامب) تماما هي أن العديد من كبار المسؤولين في إدارته يعملون باجتهاد من الداخل لإحباط أجزاء من أجندته وأسوأ نزعاته".

كما وصف ذلك المسؤول أسلوب قيادة الرئيس بأنه "متهور ومثير للخصومة وتافه وغير فعال".

ورد ترامب على المقال واصفا إياه بأنه "لا معنى له وعار حقا" ونشر تغريدة علق فيها بكلمة واحدة "خيانة" في إشارة على ما يبدو إلى المقال.

ثم نشر تغريدة أخرى تساءل فيها عما إذا كان المسؤول الحكومي الكبير الذي كتب المقال موجودا بالفعل أم أنه من اختلاق الصحيفة، داعيا لتسليمه إلى السلطات بدافع الأمن القومي إن كان موجودا.

وأشار ترامب إلى أن الصحيفة اضطرت للاعتذار لقرائها لأنها غطت الانتخابات بشكل خاطئ، والآن تنشر مقال رأي كاتبه مجهول في خطوة جبانة، وفق تعبيره.

وأضاف أنه يقوم بعمل جيد وأنه لن يستطيع أحد إلحاق الهزيمة به في انتخابات 2020 بسبب ما أنجزه، كما يقول.

ومن جانبها قال المتحدثة باسم البيت الأبيض سارة ساندرز إن الإدارة "محبطة" بسبب قرار الصحيفة نشر مقال "مثير للشفقة ومتهور وينم عن أنانية".

وأضافت ساندرز أن الكاتب "يعلو بنفسه وغروره فوق إرادة الشعب الأميركي" داعية "الجبان" إلى فعل الصواب والاستقالة.

أما الصحيفة فقالت إنها حجبت اسم الكاتب خشية من أن يهدد ذلك عملها.

أربعة مسؤولين محتملين كتب مقال نيويورك تايمز؟

نشرت مجلة "ويكلي ستاندرد" الأميركية أسماء أربعة مسؤولين محتملين وراء مقال نيويورك تايمز الذي كشف أن هناك من يعمل من داخل البيت الأبيض لكبح جماح الرئيس دونالد ترامب، وهو ما أثار غضب ترامب وطالب بتسليمه.

وتقول المجلة إن ثمة مؤشرات في المقال على أن الكاتب الذي وصفته إدارة ترامب بالجبان، هو من حركة المحافظين الذين ينتقدون ترامب بسبب عدم تقاربه معهم في ما يتعلق بـ"حرية العقول والأسواق والناس".

وهذه هي الشخصيات المحتملة التي تقول المجلة إن ترتيبهم على هذا النحو لا يعني ترجيح أحدهم على الآخر:

لاري كودلو

الرئيس الجديد للمجلس الاقتصادي القومي، الذي كافح منذ وصوله إلى البيت الأبيض من أجل تماهي أفكاره بشأن السوق الحرة والتجارة وقضايا أخرى مع رؤية إدارة ترامب.

وكمنتقد جمهوري تقليدي لترامب، يسرد كاتب مقال نيويورك العديد من التطورات الإيجابية للإدارة، بما فيها إزالة القيود وإصلاح نظام الضرائب وتعزيز الجيش.

وكودلو الذي خدم في إدارة رونالد ريغان وكان مقربا من حركة المحافظين لعقود، يرى أن أهداف سياسة حقبة ريغان هي التي تستحق الثناء.

وتلفت المجلة إلى أن ثمة تشابها بين لغة مقال نيويورك تايمز وكتابات كودلو السابقة، مشيرة إلى أن المقال ذكر أن "جذور المشكلة هي أخلاقيات الرئيس"، وهذا يشبه ما كتبه كودلو عام 1998 في كتابه "إذا التزمنا بما نسميه المبادئ، وهي الأخلاق... فإن هذا البلد لن يتوقف".

كيفين هاسيت

رئيس مجلس المستشارين الاقتصاديين، وجاء -شأنه في ذلك شأن كودلو- من عالم السياسة الإعلامية المحافظة، وعمل في معهد إنتربرايز الأميركي لعقدين من الزمان حيث كان يركز على السياسة المالية قبل مجيئه العام الماضي إلى البيت الأبيض.

وهاسيت الشخصية الأخرى التي يمكن أن تركز على القضايا التقليدية، مثل تخفيف القوانين والإصلاح الضريبي وقوة الجيش.

وتشير المجلة إلى أن هاسيت لديه أيضا خلفية عن كتابة المقالات، حيث دأب على الكتابة لصالح "ناشيونال ريفيو أونلاين"، ولوسائل إعلامية أخرى.

كما أن مقال نيويورك تايمز اختتم بإشادة بالراحل جون ماكين الذي عمل لديه هاسيت مستشارا في حملته الانتخابية للرئاسة.

دان كوتس

كوتس رجل الدولة الأقدم في ولاية إنديانا والذي يعمل مديرا للمخابرات الوطنية، يقترب من نهاية مشواره السياسي والعمل في القطاع الحكومي، وليس لديه الكثير كي يخسره إذا ما كتب مقالا وطرد من عمله.

كما أن كوتس ربما وجد في نفسه الشجاعة للحديث، ولا سيما عقب الطريقة غير المعهودة التي انتقد فيها ترامب المجتمع المخابراتي بعد قمته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.

مايك بومبيو

تتساءل المجلة عما إذا كان بومبيو -الذي يعد من أكثر المقربين إلى ترامب ولاعبه الأساسي في ملف كوريا الشمالية- قد كتب هذا الانتقاد اللاذع لترامب.

ولكنها تقول إن بومبيو ربما كان غاضبا من اعتقاد ترامب وأنصاره أن ثمة "دولة عميقة" تعمل ضد الرئيس، مشيرة إلى أن التصحيح للمقاومة الداخلية لترامب -كما وضحها الكاتب المجهول- هو "عمل الدولة الثابتة".

بينس وبومبيو ينفيان صلتهما بمقالة في "نيويورك تايمز" مسيئة لترامب

في تغريدة على حسابه الرسمي في تويتر، كتب جيرود أيغن، المتحدث باسم مايك بينس يقول: "إن نائب الرئيس يوقّع دائما على مقالاته بقلمه. يجب على نيويورك تايمز أن تخجل شأنها شأن الشخص الذي كتب هذه المقالة الكاذبة وغير المنطقية والجبانة. إن مكتبنا أرقى من مثل هذه التصرفات غير المهنية".

من جانبه، رفض مايك بومبيو، في كلمة ألقاها في نيودلهي، وقوفه وراء المقالة المذكورة، مشيرا إلى أن كاتبها الحقيقي يسعى للنيل من إدارة ترامب، واصفا ذلك بـ"الرسالة المقلقة للغاية".

وشهد عدد المواد الإعلامية الموجهة ضد ترامب وإدارته نموا ملحوظا في الأزمنة الأخيرة، مع اقتراب موعد الانتخابات في الكونغرس المزمع إجراؤها في 6 نوفمبر المقبل. وفي حال انتصار الديمقراطيين سيكون بمقدورهم منع الإدارة من إمكانية تمرير أي إصلاحات جدية. وفي الوقت الحالي يُحكم الجمهوريون، زملاء ترامب في الحزب، السيطرة على مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس.