ماذا وراء دعم اميركا و"اسرائيل" للارهاب؟

ماذا وراء دعم اميركا و
الجمعة ٠٧ سبتمبر ٢٠١٨ - ١٠:٢٥ بتوقيت غرينتش

لا يخفى سعي الولايات المتحدة الاميركية ودول رجعية عربية واقليمية تدور في فلكها اضافة الى الكيان الاسرائيلي لدعم المسلحين وعموم الجماعات الارهابية التكفيرية في المنطقة وبالخصوص في سوريا والعراق، غير ان الجديد ان تبدأ الصحافة الصهيونية الكشف عن معلومات من شأنها ادانة حكومة وجيش الاحتلال الاسرائيلي لتقديمهم دعما ماليا كبيرا وأسلحة وذخائر للمسلحين في سوريا.

العالم - مقالات وتحليلات

الدعم الغربي وبالخصوص الاميركي المقدم للمسلحين في سوريا والعراق لم يتوقف يوما، ومن ذلك الفبركات الاعلامية التي من شأنها تهيئة الاجواء السياسية الدولية والاممية لضرب سوريا، بتهيئة مسرحيات كيميائية والزعم باستخدام سوريا الاسلحة الكيميائية لاستهداف المدنيين داخل البلاد.

مزاعم اميركية تفندها ناكاميتسو ونيبينزيا​​​​​​ ..

المزاعم الاميركية حول استقدام الجيش السورى الاسلحة الكيميائية فندتها مرارا وكيلة الأمين العام والممثل السامي لشؤون نزع السلاح السيدة إيزومي ناكاميتسو، من خلال التقارير الميدانية حول الكيمياوي في سوريا، وتأكيدها ان سوريا دمرت 27 موقعا لانتاج الاسلحة الكيميائية، وايضا تأكيد مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا، ان سوريا لا تملك أي أسلحة كيميائية وتعتبر التصعيد الغربي دعوة للإرهابيين لشن هجمات كيميائية.

مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة  فاسيلي نيبينزيا، اكد ايضا ان قوى غربية تقوم بتدريب مسلحين على استخدام الاسلحة الكيميائية، وأن مجموعات مسلحة في إدلب تعمل على التحضير لاستفزاز كيميائي جديد، وأن جماعة "الخوذ البيضاء" تساعد المسلحين في حياكة سيناريوهات هجمات كيميائية مفبركة بسوريا، وان الغرب يسعى لاستغلال الهجوم على ادلب لمهاجمة سوريا.  

هل يتحطم قلب اميركا فعلا من استخدام الكيمياوي؟

الحقيقة ان واشنطن ليست حنونة الى هذا الحد الذي يدفعها لذرف دموع (وإن كانت دموع تماسيح) على شعوب المنطقة انما هي حريصة على صيانة مصالحها وفي قمة مصالحها الحفاض على امن الكيان الصهيوني، لذا نراها تسعى لاطالة امد الحرب في سوريا ما استطاعت الى ذلك سبيلا، وان تجتاز مرحلة اعمار سوريا وابقائها مدمرة كما هي اليوم. عسى ان تجد يوما سبيلا لازاحة الرئيس السوري بشار الاسد وايجاد بديل عميل لها وللكيان الاسرائيلي وبالضد من ايران ومحور المقاومة.

من هنا فاميركا لا تريد (في كل الاحوال) ان تقع الحرب وتفرض سوريا سيطرتها على الارض إن استخدمت الكيمياوي المزعوم ام لم تستخدمه، وذلك ما صرحت به مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة نيكي هايلي بتأكيدها أمس الخميس، أن بلادها لا تشكك في أن هجوم القوات الحكومية السورية في إدلب سيؤدي إلى التصعيد، حتى في حال عدم لجوء دمشق إلى استخدام "الكيميائي".

التعامل مع المسلحين اولوية لواشنطن وتل ابيب..

من هنا جاءت ضرورة التعامل مع الاميركي الصهيوني مع المسلحين وامدادهم بالمؤن والاسلحة والمعدات العسكرية والذخائر والاموال، لانهم يحاربون بدلا عن المشغلين الاساسيين، ما يوفر ارواح جنود القوات الاميركية وجنود الاحتلال الصهيوني. وقد انكشفت بعض المساعادت التسليحية الاسرائيلية للارهابين بعد تحرير الاراضي السورية التي كانت تحت سيطرة المسلحين.

الجديد في الامر اليوم ان الصحف الاسرائيلية بدأت الكشف عن التعاون التسليحي بين الكيان الاسرائيلي والارهابيين الذي بدأ عام 2016، فقد أثار تقرير نشرته صحيفة "جيروزاليم بوست" الإسرائيلية ثم حذف سريعا، اثار جدلا واسعا في الاوساط الاسرائيلية، قبل أن تضيف مجلة "فورين بوليسي" تقريرا مماثلا، يتضمن اتهامات لحكومة الاحتلال وجيشها بدعم الجماعات الإرهابية في سوريا.

وأشار التقرير المحذوف الى ان الجيش الإسرائيلي قدم مبالغ كبيرة من الأموال والأسلحة والذخائر للمتطرفين السوريين في مرتفعات الجولان، ضمن عملية أسماها "الجار الطيب"، التي يتم من خلالها، بشكل منتظم، تزويد المتطرفين في سوريا عند الحدود بالأسلحة الخفيفة والذخيرة، بالإضافة إلى مبالغ من المال لشراء أسلحة إضافية. 

وكان جيش الاحتلال الاسرائيلي قد قدم في 2016 أكثر من 1524 طنا من الطعام، و250 طنا من الملابس، و947 لترا من الوقود، و21 مولدا للكهرباء، و24900 لوحا من المعدات الطبية والأدوية، وهو ما سبق للرئيس بشار الأسد أن أكده مرارا.

معتصم الجولاني يعترف.. 

وفق التقرير المحذوف، قامت "إسرائيل" بتسليح ما لا يقل عن سبع جماعات متطرفة مختلفة، في هضبة الجولان السورية، بما في ذلك جماعة ما تسمى بـ"فرسان الجولان"، التي تجند نحو 400 مسلحا، وقدمت "إسرائيل" لكل ارهابي ما يقدر بنحو 5000 دولارا، في الشهر.

وقد اعترف معتصم الجولاني، الناطق باسم المجموعة بنفسه حول الدعم الإسرائيلي لهم، قائلا: "لقد وقفت إسرائيل إلى جانبنا بطريقة بطولية، ما كنا لنستمر دون مساعدتهم"، وفق ما قاله في تقرير صدر، في كانون الثاني/يناير 2017. 

وبعد ساعات من نشر التقارير في الصحيفة الإسرائيلية، نشرت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية تقريرا مماثلا، جاء فيه أن "إسرائيل" قدمت مساعدات عبر 3 بوابات على الحدود مع سوريا إلى الفصائل المعارضة، وبأن "إسرائيل" سلحت ومولت 12 تنظيما معارضا جنوبي سوريا، في السنوات الأخيرة.

الهدف.. ايران وحزب الله

ان توفير الاسلحة الاسرائيلية والاموال للمسلحيت والدعم الاميركي للارهابيين وخصوصا جماعة "داعش" الوهابية السعودية في سوريا والعراق، انما يأتي لتدمير هذين البلدين اولا وللتصدي للتواجد الاستشاري الايراني في سوريا والعراق ولابعاد القوات التابعة لايران وحزب الله عن الجولان المحتل في سوريا، في حين سبق وكشف رئيس سلاح الجو الإسرائيلي السابق الميجور جنرال أمير إيشل، أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ 100 غارة جوية في سوريا، على مدى السنوات الخمس الماضية.

كما جاء في جاء في تقرير نشرته وسائل الإعلام الاسرائيلية قبل يومين، ان حكومة الاحتلال نفذت أكثر من 202 ضربة ضد أهداف إيرانية وأهداف لحزب الله اللبناني في سوريا.

خيبة أمل 

كتبت صحيفة "هاآرتس" الاسرائيلية مساء أمس الخميس، أن هؤلاء الإرهابيين أعربوا عن خيبة أملهم من "إسرائيل" نتيجة لعدم تدخلها، في الفترة الأخيرة، عندما تقدم الجيش السوري تجاههم، في الجنوب السوري، وبأن "إسرائيل" تنظر إلى مصلحتها فحسب.

وهنا قد وصلنا الى نهاية المطاف، ان ما قامت به الولايات المتحدة والكيان الاسرائيلي من تدمير سوريا والعراق وحاليا اليمن انما هو لتعزيز أمن "اسرائيل" بايجاد اراض مدمرة ضعيفة مهلهلة تحيط بالكيان الاسرائيلي لا تقوى على المواجهة معها، وبعبارة ادق للحفاظ على مصالحه ومصالح اميركا، وليشرب الجميع من ماء البحر.. وذلك ما لن تستطيع تل ابيب وواشنطن انجازه في المنظور القريب.. واما المستقبل فاهداف دول الممانعة ومحور المقاومة تحرير حميع اراضي المسلمين من قبضة الاستكبار العالمي وارجاع فلسطين لاهلها الطيبين.

السيد ابو ايمان

كلمات دليلية :