هل يستسلم ترامب أمام "المقاومة" داخل البيت الأبيض؟!

هل يستسلم ترامب أمام
الجمعة ٠٧ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٩:٣٦ بتوقيت غرينتش

وسط أجواء من التوتر، تحاول إدارة ترامب تحديد هوية كاتب المقال الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز يوم الأربعاء من دون توقيع وندد بما وصفه "سلوكا خطيرا ومزعجا" للرئيس الأميركي.

العالم- الأميركيتان

 

تشكيل جبهة لمقاومة ترامب

وروى عضو بإدارة ترامب في المقال الذي حمل عنوان "أنا جزء من المقاومة داخل إدارة ترامب" كيف يجهد مع آخرين للتصدي من الداخل لأسوأ شطحات رئيس ذي نزعة قيادية "تافهة" و"متهورة" و"غير فعالة".

وقال الكاتب المجهول في مقاله إن مسؤولين كبارا في إدارة ترامب، عبروا عن انزعاجهم الشديد من سلوك الرئيس “غير المنضبط” و”غير الأخلاقي” وإنهم يعملون بجد لإحباط ما يفعله الرئيس.

واعتبر الكاتب أن الرئيس "يسيء لصحة الجمهورية.. لذلك تعهدنا بالقيام بما نستطيع للحفاظ على المؤسسات الديمقراطية مع مواجهة الدوافع المؤسفة جدا للسيد ترامب حتى يغادر منصبه".

وبعدما أشار ترامب مساء الأربعاء في تغريدة غاضبة إلى ما وصفها بـ"خيانة" محتملة، عاد الخميس ليسخر من سلوك يمارسه ما وصفه بـ"إعلام الأخبار الكاذبة".

وفي حدث نادر، نددت سيدة البيت الأبيض ميلانيا ترامب بقوة في رد مكتوب عبر قناة سي إن إن بتكتم كاتب المقال على هويته، وخاطبته قائلة "أنت لا تحمي هذه البلاد بل تخربها بأفعال جبانة".

النشر الملتبس للمقال جاء غداة نشر مقاطع من كتاب "الخوف"، الذي صور فيه صحفي الاستقصاء المشهور بوب وودورد كبار معاوني ترامب على أنهم لا يأبهون أحيانا بتعليماته للحد مما يرونه سلوكه المدمر والخطير، مما أثار الكثير من الأسئلة في واشنطن وخارجها.

 

من هذه الاسئلة: هل كتب المؤلف الغامض المقال منفردا؟ أم إنه كان ناطقا باسم مجموعة أوسع؟ هل هو من الدائرة المقربة من الرئيس؟ وهل سيخرج إلى العلن ليمنح وزنا أكبر لشهادته؟

وبحسب الكتاب يعتقد ماتيس وزير الدفاع ، إن درجة الفهم لدى ترامب موازية "لتلميذ في الصف الخامس أو السادس"، أي طفل في العاشرة أو الحادية عشرة من عمره.

وفي سياق متصل، اعتمدت صحيفة نيويورك تايمز صيغة فضفاضة في وصف صاحب المقال حيث عرفته بأنه "مسؤول كبير في إدارة ترامب" بما يتيح الحرية في تأويلها وانتشار أكثر الفرضيات غرابة عنها.

والغريب أن مكتب نائب الرئيس شعر بالحاجة إلى نشر بيان يؤكد براءة مايك بنس في هذه القضية.

وكتب غارود أيغن، مدير مكتب إعلام بنس، في تغريدة أن "نائب الرئيس يوقّع المقالات التي يكتبها"، مضيفا أن "نيويورك تايمز يجب أن تخجل، وكذلك الشخص الذي كتب هذه المقالة الكاذبة وغير المنطقية والجبانة".

كما أصدر العديد من المسؤولين بيانات تنفي صلتهم بالمقال، حيث أكد رئيس الاستخبارات الأميركية دين كوتس في بيان أن "التخمينات التي تقول إنني كتبت مقال نيويورك تايمز أو مساعدي لا أساس لها".

من جهته أكد وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، أنه ليس صاحب المقال. وكذلك فعلت الدوائر التابعة لوزير الدفاع جيمس ماتيس.

ونصحت المتحدثة باسم البيت الأبيض سارا ساندرس جميع الصحفيين "المهووسين" بمعرفة هوية من وصفته بـ "الخاسر" بأن يتصلوا بنيويورك تايمز "المتواطئ الوحيد في هذا العمل الخبيث"، على حد تعبيرها.

كما رأى المدير السابق لوكالة الاستخبارات المركزية الأميركية جون برينان أن هذا المقال غير المألوف على الصعد كافة يظهر "درجة القلق داخل الإدارة نفسها".

من جهة أخرى طالبت إدارة ترامب من "نيويورك تايمز" الكشف عن صاحب المقال تحت ذريعة "الأمن القومي"

 

استطلاع رأي.. نساء أمريكا يدلين برأيهن حول ترامب

على رغم التراجع الفادح في شعبية الرئيس الأميركي إلا أنه لا يزال يحظى بحماية حزبه الجمهوري صاحب الغالبية النسبية في مجلسي الكونغرس «النواب» و«الشيوخ» من أية إجراءات تتخذ ضده على خلفية التحقيقات الجارية في التدخّل الروسي في الانتخابات الرئاسية التي صعدت به إلى البيت الأبيض.

لكنه بالمقابل، أكدت نسبة 66% من النساء الأمريكيات اللواتي شاركن في الاستطلاع أنهن لا يوافقن على أنشطة ترامب في مركزه كرئيس للولايات المتحدة الأمريكية.

وبحسب الاستطلاع الذي نشر على موقع صحيفة "واشنطن بوست" فإن 59% من النساء اللواتي يملكن حق التصويت أكدن أنهن يرفضن بشكل قاطع أنشطة ترامب في رئاسة الإدارة الأمريكية، في حين عبرت 30% من النساء عن تأييدهن ودعمهن له، منهن 20% أيدنه بشدة.

يذكر أن الرئيس الأميركي أطاح بعدد كبير من كبار إدارته خلال السنة الماضية بما فيهم وزير خارجيته تيلرسون و مستشاره للأمن القومي هربرت ماكماستر، كما اقال وزيرة العدل بالوكالة وعدد أخر من المسؤولين الأمريكيين.

 

محمد حسن القوجاني