أمريكا تتولى رئاسة مجلس الأمن لإنقاذ إرهابيي إدلب

أمريكا تتولى رئاسة مجلس الأمن لإنقاذ إرهابيي إدلب
الجمعة ٠٧ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٨:٥٩ بتوقيت غرينتش

تترأس الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الجمعة 7 أيلول/سبتمبر 2018 جلسة مجلس الأمن التابع لمنظمة الأمم المتحدة حول ما يجري في محافظة إدلب بشمال غرب سوريا.

العالم - سوريا 

ورفضاً للعملية العسكرية التي يتهيأ الجيش السوري لها في محافظة إدلب وقلقاً من تداعياتها على الجماعات الإرهابية، قالت السفيرة الأمريكية في مجلس الأمن الدولي نيكي هايلي: "لقد أوضحت إدارة الرئيس ترامب والمجتمع الدولي أنه لا يوجد حل عسكري للصراع السوري".

وأبدت روسيا قلقها من الإصرار الأمريكي على إبقاء الإرهابيين في إدلب على لسان نائب وزير خارجيتها  سيرغي ريابكوف حيث قال أمس الخميس في حوار مع القناة التلفزيونية الأولى الروسية : نشهد بوادر دعم المجموعات الإرهابية من قبل واشنطن وسعيها إلى تعزيز وجودها والبقاء في سورية وخاصة في شرق الفرات وفي التنف.

وكرر ريابكوف عدم مشروعية حضور القوات الأمريكية على التراب السوري، قائلاً : وجود القوات الأمريكية غير شرعي لأنه لا يستند إلى دعوة من قبل الحكومة السورية الشرعية.

وبدوره، إعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يوم الأربعاء الماضي التصرفات الأمريكية بخصوص ما يجري في محافظة إدلب غيرمشجعة حيث قال إن واشنطن ترغب في حماية تنظيم جبهة النصرة الإرهابي.

وأعلنت سوریا كراراً ومراراً أنه سيطهّر هذا البلد كله من دنس الإرهابيين أينما كانوا وبأي إسم وعنوان ولن يخيفها ويرهبها ما تقدّمه أمريكا وحلفاؤها من أنواع الدعم العسكري والمالي والإستخباري للجماعات التكفيرية والإرهابية.

وفي هذا السياق، أعلنت وزارة الشؤون الخارجية الروسية أخيراً أن محاربة الإرهابيين في سورية ولا سيما في محافظة إدلب ستتواصل حتى القضاء التام عليهم.

وحذر مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الدول المعادية من تداعيات عدوان عسكري مباشر على بلاده إذا بدأ الجيش السوري عمليته العسكرية بإدلب وإعتبر أي عدوان بمثابة تدخل واضح وفاضح في الشؤون الداخلية السورية، قائلاً : سورية تخوض الحرب ضد الإرهاب نيابة عن العالم أجمع وهي لن تخضع لإبتزاز سياسي ولا للتهديد بعدوان عسكري مباشر من الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا.

وطالب المندوب السوري مجلس الأمن بعدم تكرار أخطائها في العراق وليبيا، مضيفاً : نحن دبلوماسيون ومهمتنا منع الحروب ومنع التهديد والبحث عن حلول دبلوماسية للأزمات الدولية فمجلس الأمن ليس ساحة للحرب وقد سبق لهذا المجلس أن أخطأ عدة مرات بحق العراق وليبيا وآن الأوان أن نتعلم من أخطائنا.

وإتهم الجعفري أمريكا ودولاً أخرى في مجلس الأمن الدولي بـ "التخلي عن مسؤولياتها"، قائلاً : حكومات بعض الدول دائمة العضوية في المجلس تخلت عن مسؤولياتها وباتت أطرافاً غير مؤهلة سياسياً ولا أخلاقياً ولا قانونياً للدفاع عن السلم والأمن الدوليين وهي مستعدة لإستغلال مجلس الأمن وأدوات العمل الأممية والدولية إلى أقصى الحدود لتحقيق مكاسب سياسية على حساب صون السلم والأمن الدوليين.

وأشار الجعفري إلى إستعداد الإرهابيين لإستخدام الأسلحة الكيميائية في إدلب، مبيناً أن الحكومة السورية وجهت قبل أيام رسالة رسمية إلى أعضاء مجلس الأمن تتضمن معلومات دقيقة وعالية المصداقية حول تحضيرات المجموعات الإرهابية المسلحة في إدلب وريفي اللاذقية وحلب لإستخدام المواد الكيميائية السامة ضد المدنيين وعلى نطاق واسع بهدف عرقلة العملية العسكرية ضد الإرهاب في تلك المناطق.

وكشف مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا عن هدف أمريكا وحلفاءها من تعزيز حضورها العسكري في سوريا، قائلاً : بعض الدول المعتدية التي تعزز من وجودها العسكري غير الشرعي في سوريا تدعو الإرهابيين لشن هجمات كيميائية جديدة وإلقاء اللوم على الحكومة السورية لإيجاد المبررات لتنفيذ إعتداءات عسكرية على البلاد.

وأشار المندوب الروسي إلى أن جماعات إرهابية في إدلب تعمل على التحضير لهجمات كيميائية جديدة، لافتاً أن موسكو قدّمت معلومات لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية بشأن إدخال الأسلحة الكيميائية والتجهيزات المطلوبة لشن الهجمات الكيميائية في المناطق الواقعة تحت سيطرة الإرهابيين.

ومن الدلائل التي تشير إلى إعداد داعمي الجماعات الإرهابية في إدلب لسيناريو الهجوم الكيميائي بهدف إتهام الجيش السوري بإستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين العزل، ما كشفه السيناتور الجمهوري الأمريكي ريتشارد بلاك في حواره مع قناة الميادين حيث قال : الإستخبارات البريطانية بدأت العمل من أجل هجوم كيميائي لإلقاء اللوم على الحكومة السورية وتحميلها المسؤولية وإستخدام هذا الموضوع من أجل إنقاذ التنظيمات الإرهابية.

وإتهم بلاك بدوره أمريكا وحلفاءها بدعم الإرهابيين في إدلب، مبيناً أن رفض الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا للعملية العسكرية المرتقبة للجيش السوري لتحرير إدلب من الإرهاب يعني وقوفها في معسكر تنظيم القاعدة الإرهابي.

وإعتبر بلاك وكالة الإستخبارات الأمريكية المركزية "سي أي إيه" من المزودين الكبار للجماعات الإرهابية الناشطة في سوريا بالعتاد العسكري والإرهابيين بمساعدة السعودية .

إنتهى