هل سيدفع الشعب العراقي ثمن مشاركته بالانتخابات؟

هل سيدفع الشعب العراقي ثمن مشاركته بالانتخابات؟
الجمعة ٠٧ سبتمبر ٢٠١٨ - ١١:١١ بتوقيت غرينتش

العالم - الخبر واعرابه:

الخبر:

استهدفت عدة هجمات ليلة امس الخميس، مقار الاحزاب وفصائل المقاومة العراقية، فيما سقطت في الوقت نفسه عدة من قذائف الهاون على المنطقة الخضراء في العاصمة بغداد، ما ينذر بتصاعد حالة انعدام الامن في العراق.

التحليل:

ان التأمل في الاستهداف الممنهج مساء الخميس، ضد مكاتب ومقار فصائل المقاومة من بينها منظمة بدر وكتائب حزب الله وحركة النجباء وغيرها في محافظة البصرة جنوبي العراق، دون التعرض لمقار والفصائل الاخرى المنافسة فهذا يشير الى ان بعض السياسيين العراقيين مازالوا يعولون على تبني سياسات العنف ظناً منهم انها ستكون اكثر نفعاً من اللجوء الى الطرق السياسية والسلمية، كما انهم يفضلون متابعة هذه الطريقة من اجل الوصول الى غاياتهم.

ورغم ادعاء رئيس الوزراء العراقي الحالي وكذلك محافظة البصرة على انهما يشكلان الكتلة الاكبر في العراق، فيما لا يزال يعاني اهالي البصرة قصورا وتدهورا في الخدمات المعيشية، فهي في الحقيقة تأتي ترجمة لادائهم الحالي. ولذا فالبعض يفسر الهجمات التي طالت مقار الفصائل المنافسة على انها الهروب من المشاكل الى الامام.

وبالنظر الى الهجمات في البصرة والتي نسبت الى كتلة العبادي، والهجوم الذي طال منطقة الخضراء الى كتلة المالكي والعامري، يعتقد بعض المحللين المختصين بالشأن العراقي بان هذه الاجراءات تصب في قالب مسير ثالث، يسعى من خلال اساليبه التحريضية الاستفادة من تردي الاوضاع حالياً والتصيد في الماء العكر من خلال صب بنزين سخط واستياء الشعب العراقي على تدهور الظروف المعيشية وتلوث المياه وزعزعة الامن، وفي النهاية ينتقمون من الشعب الذي شارك في الانتخابات وادلى برأيه للفصائل التي لا تتماشى مع رغباتهم.

وبغض النظر عن صحة كل من وجهات النظر المذكورة اعلاه.. يبدو ان العراق اليوم بأمس الحاجة الى مزيد من الهدوء والامن اكثر من أي شيء آخر، وتقع على عاتق السلطات والمسؤولين والشخصيات السياسية العراقية التركيز لتحديد الجذور والتي في الاساس هي خارجية التي تحاول زعزعة الامن، لتجفيفها.