حكم السيسي بين المؤيد والمخالف

حكم السيسي بين المؤيد والمخالف
السبت ٠٨ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٨:٣٣ بتوقيت غرينتش

مرت خمس سنوات على حكم السيسي، البعض يرى أن حجم المشروعات الكبرى التي تم تنفيذها خلال السنوات الأربع الماضية في مختلف القطاعات، أعاد تشكيل خارطة مصر التنموية، والبعض الاخر يرى في عهد السيسي اختفت أغلب الصفحات الإلكترونية المصرية التي دأبت على انتقاد مؤسسات مصرية كبرى، وكشف ملفات فساد في مرافق الدولة المصرية.

العالم - تقارير

وقام مجلس الوزراء بنشر كتاب بعنوان «مصر: التحدي والإنجاز»، وتحدث الكتاب عما تحقق خلال السنوات الأربع الماضية في الولاية الأولى للرئيس المصري عبدالفتاح السيسي.

وأكد الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، وزير الإسكان، أن حجم المشروعات الكبرى التي تم تنفيذها خلال السنوات الأربع الماضية في مختلف القطاعات، أعاد تشكيل خارطة مصر التنموية، وساهم بقدر كبير في الارتقاء بالخدمات المقدمة للمواطن المصري من أقصى الصعيد وحتى الدلتا، إضافة إلى إتاحة فرص العمل للشباب، وجذب المزيد من الاستثمارات الداخلية والخارجية، على حد تعبيره، مشيراً إلى أن هذا الكتاب حرص على ربط «الإنجاز» الذي تحقق بـ«التحدي»، بما يعكس تقدير الدولة المصرية للجهد الذى بذله كُلٌ فى موقعه، واليقين بأن المواطن شريكٌ رئيسي فىي عملية البناء والتنمية، وله دور محوري في متابعة كُلُ ما يتم تنفيذه.

كما أوضح مدبولي أن السنوات الأربع الماضية شهدت إلى جانب البناء والتشييد، اتخاذ إجراءات مهمة للإصلاح الاقتصادى، حيث تبنت الدولة في نوفمبر 2016 برنامجاً طموحاً للإصلاح الاقتصادي، واكبه حزمة من برامج وسياسات الحماية الاجتماعية، لافتاً إلى أن جهود البرنامج بدأت تؤتي ثمارها مع مطلع عام 2018 حيث انعكس ذلك إيجابياً على العديد من المؤشرات الاقتصادية، ومن ذلك زيادة معدل النمو من 4.4% عام 2014 إلى 5.3%، وانخفاض معدل التضخم إلى 12.9%، وكذا معدل البطالة من 13.2% إلى 9٫6%، كما ارتفعت حصيلة صادرات السلع البترولية بنسبة 30% والسلع غير البترولية بنسبة 10% مقارنة بالعام الماضى، كما تنامى الاستثمار الأجنبى المباشر بنهاية عام 2017 لنحو 7،2 مليار دولار، وارتفع صافي التحويلات الجارية بنسبة 29.5%..

الا ان انتقادات وجهت الى السيسي الذي اطاح بمحمد مرسي، والذي يقبع حاليا بالسجن.

من هذه الانتقادت تقول:

حرية التعبير الضحية الاولى،

ويرى المراقبون ان في عهد السيسي اختفت أغلب الصفحات الإلكترونية المصرية التي دأبت على انتقاد مؤسسات مصرية كبرى، وكشف ملفات فساد في مرافق الدولة المصرية. وبات العثور على صفحة مصرية تنتقد حكومة الرئيس المصري السيسي صعباً كصعوبة العثور على صحف أو مواقع خليجية تنتقد الأنظمة الحاكمة من داخل بلدان الخليج ( الفارسي).

الصحفي المصري خالد البلشي، وكيل نقابة الصحفيين المصريين السابق، والحاصل على جائزة نلسون مانديلا للحريات الصحفية وحقوق الإنسان تحدث من القاهرة لـ DW عربية شارحا أوضاع حرية الرأي والصحافة في بلده .

"أسوأ مرحلة في تاريخ حرية الصحافة في مصر"

يقول خالد البلشي "نحن في مصر نعيش في وضع قد يكون هو الأسوأ في تاريخ حرية الصحافة في مصر، نحن أمام زملاء محبوسين على ذمة قضايا لفترات تجاوزت 5 سنوات دون محاكمة، وهنا آخرون تجاوزوا مدة الحبس الاحتياطي ويتعرضون لانتهاكات شديدة داخل محابسهم. ولدينا عدد ضخم من الممنوعين من الكتابة، ولدينا إعلاميون اضطروا للهجرة أو ترك أعمالهم بسبب التضييقات التي تعرضوا لها".

بعد الولاية الثانية مصريون يغردون: "ارحل يا سيسي"!

الحملة شنت تحت هاشتاغ #ارحل يا سيسي، وهاشتاغ #ارحل_مش عايزينك، وبلغت أوجها حين رفعت الحكومة أسعار الكهرباء والوقود. وما لبثت الحملة أن انطفأت ، ولم يعد الهاشتاغ يتردد على تويتر. وفي تفسير ذلك، غرد الإعلامي الكوميدي المصري يوسف حسين مقدم برنامج "جو شو" على موقعه يقول إن حكومة الإمارات تتلاعب بتغريدات تويتر، وتحذف منها ما لا يلائم سياستها.

 وفي هذا السياق أكد الكاتب والروائي إبراهيم عبد المجيد أنه انفعل أثناء جلوسه مع الرئيس السيسي في اجتماعه بالمثقفين، إذ كيف لدولة عمرها سبعة آلاف سنة، كما يقال، تسعد بحبس شاب صغير بسبب «تي شيرت» مكتوب عليه وطن بلا تعذيب ماذا كان يمكن أن يحدث لو كتب وطن كله تعذيب؟ وقال عبد المجيد في تدوينة: إذا كان من حقي أن أتحدث عما قلت فهو لم يختلف وأخذت محمود محمد مثالا… وحكيت قصته وكيف تعلم الرسم في السجن؟ وكيف صارت الآن عظام قدمه تتآكل؟ وقلت للرئيس كيف ندافع عن وطن يفعل هذا في أبنائه نحن عاجزون عن الدفاع عن وطننا بسبب هذه الاعتقالات، ولا يمكن أن نكذب على الناس في الخارج لأنهم يعرفون كل شيء… لابد من تعديل القوانين

كيف تعامل حكم السيسي مع الاعلاميين

يعيش الوسط الإعلامي في مصر حالة من الترقب مع تسارع وتيرة التخلص من الإعلاميين الذين دعموا بشدة انقلاب تموز/ يوليو 2013، وسط مساعٍ مستمرة من النظام لإعادة ترتيب المشهد الإعلامي والسيطرة عليه بشكل تام.

وضمت أحدث قائمة من الإعلاميين الذين استبعدهم نظام عبد الفتاح السيسي خلال الأيام الأخيرة، وائل الإبراشي الذي كان يقدم برنامج "العاشرة مساء" على قناة "دريم"، ولميس الحديدي التي كانت تقدم برنامج هنا العاصمة علي قناة سي بي سي ، وجابر القرموطي مقدم برنامج "مانشيت" على قناة النهار .

وحول الانتهاكات التي يقوم بها الحكم السيسي على الاعلاميين فقد اصدر المرصد العربي لحرية الإعلام إن شهر آب/ أغسطس شهد تصاعد حملة السلطات المصرية ضد الصحافة والإعلام، عبر العديد من الإجراءات المناهضة للدستور والقانون وحقوق الإنسان، تقدمها التصديق على ثلاثة قوانين، عرفت في مصر إعلاميا بقوانين "إعدام الصحافة والإعلام".

وأضاف المصدر -: "ارتفع عدد الانتهاكات وفق ما تمكنا من رصده في شهر آب/ أغسطس إلى 33 انتهاكا، بعدما كان في شهر تموز/ يوليو 22 انتهاكا".

وأشار المرصد إلى "تصدر الانتهاكات من حيث العدد: انتهاكات المحاكم (11 انتهاكا)، تليها قيود العمل (8 انتهاكات)، ثم انتهاكات السجون (6 انتهاكات)، وبعدها القوانين والتشريعات المعيبة (4 انتهاكات)، ثم الاعتقال والاحتجاز (3 انتهاكات)، وأخيرا القرارات الإدارية التعسفية (واحد)".

وأردف: "استمرارا لخطة الهيمنة التامة على الإعلام، وإعادة توجيهه بعيدا عن القضايا العامة والوطنية والسياسية، أبعدت السلطات المصرية عددا من أبرز الإعلاميين، كمقدمي البرامج تامر عبد المنعم، وتامر أمين، بالتزامن مع استبعاد إذاعة القرآن الكريم 6 من المذيعين دون مبررات واضحة".

وتعليقا على ما تشهده الساحة الإعلامية من تقلبات رأسا على عقب، أوضح الخبير الإعلامي، حازم غراب، أن "الناس لا تكترث ولا تهتم بهذه التغيرات والتقلبات؛ لقد طفح الكيل وثبت أن الحال الإعلامي يتدهور من الأسوأ للأكثر سوءا"، مشيرا إلى أن الجمهور أعطى ظهره تماما لهذه الأبواق الدعائية منذ جرب عليها الكذب والتضليل والتدليس والانحدار تلو الانحدار والإسفاف"