مسرحية جديدة في ادلب.. وامريكا تهدد الحكومة السورية!!

مسرحية جديدة في ادلب.. وامريكا تهدد الحكومة السورية!!
السبت ٠٨ سبتمبر ٢٠١٨ - ٠٥:٠١ بتوقيت غرينتش

شهدت محافظة إدلب شمالي سوريا في الآونة الأخيرة تحركات نشطة للجماعات الارهابية المسلحة تتضمن نقل شحنات مواد كيميائية ليتم استخدامها في ثلاث مناطق بمدينة ادلب. وتأتي هذه التطورات في وقت توشك فيه سوريا وحلفاؤها على بدء عمليات تحرير ادلب من سيطرة الارهابيين.

العالم - تقارير

وزارة الدفاع الروسية اكدت ان زعماء ارهابيي جماعة جبهة النصرة والحزب التركستاني اجروا اجتماعا واتفقوا على سيناريو هجوم كيميائي لتحميل الدولة السورية مسؤوليته اليوم.

وقال المتحدث باسم الوزارة إيغور كوناشينكوف، ان المعلومات تؤكد أن الاجتماع تم في مركز قيادة الإرهابيين الواقع في منطقة مدرسة الوحدة بمدينة إدلب في السابع من الشهر الجاري، وشارك فيه ايضا جماعة الخوذ البيضاء.

واضاف كوناشينكوف أنه تم في هذا اللقاء التنسيق النهائي لسيناريوهات إجراء وتصوير مسرحيات الحوادث بالاستخدام المزعوم للمواد السامة من قبل القوات الحكومية السورية ضد السكان المدنيين في التجمعات السكنية بجسر الشغور وسراقب وتفتناز وسرمين.

وأفاد بأن الاستعداد الكامل لكل المشاركين في إجراء هذه الاستفزازات المسرحية يجب أن يستكمل بحلول مساء اليوم.

وتابع أن أمرا خاصا من أصدقاء أجانب لـما يسمى "الثورة السورية" سيصبح إشارة لبدء الإرهابيين في تنفيذ المرحلة العملية للاستفزاز بمحافظة إدلب.

هذا وشدد اللواء كوناشينكوف على أن وزارة الدفاع الروسية تواصل متابعة الوضع في سوريا وأعمال الوحدات المسلحة للدول المختلفة في الشرق الأوسط باهتمام بالغ.

في سياق متصل، كشفت مصادر سورية في وقت سابق أن عناصر ما يسمى "الخوذ البيضاء" يقومون بالتحضير لمسرحية الكيميائي في ريف إدلب، ونُقلت عن مصادر أهلية في المدينة عن "مشاهدة نشاط ملحوظ لعناصر الخوذ البيضاء في سجن جسر الشغور والذي يحتوي على مستودعات لمواد سامة والتجهيز لمسرحية الكيماوي هناك".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال أثناء القمة الثلاثية بشأن سوريا يوم امس بطهران إن الإرهابيين يحضرون لاستفزازات في سوريا، بما في ذلك باستخدام الأسلحة الكيميائية.

وطالب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، فاسيلي نيبينزيا الخميس الماضي، الولايات المتحدة الأمريكية، الكشف عن قائمة الأهداف التي تستعد لاستهدافها في سوريا من قبل "الترويك" (الثلاثية- أمريكا بريطانيا فرنسا).

وأضاف المندوب: "إذا كانت برأيكم الأهداف مرتبطة بتخزين أو استخدام الأسلحة الكيميائية، يمكن العودة إلى عنوان ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، وتقديم هذه المعلومات إلى منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لإجراء عمليات تفتيش على الأسلحة الكيميائية".

وتابع نيبينزيا: "نحن على يقين أننا قدمنا معلومات ذات صلة لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية، أنه تم إرسال مواد سامة ومعدات إلى المناطق التي لا تخضع لسيطرة السلطات السورية لخلق الاستفزازات، فقد خضع المتشددون لتدريب على أيدى أجهزة غربية خاصة".

وأكد المندوب أن أعضاء من منظمة "الخوذ البيضاء" ظهروا في منطقة إدلب، في نفس المنطقة التي تم اختطاف عشرات الأطفال منها، لافتا الانتباه إلى حقيقة أنه "في الوقت نفسه، لوحظ وجود عسكري لدول غربية رئيسية بالقرب من سوريا، سلطاتها تصدر بيانات عنيفة".

وكانت مصادر مطلعة في ريف إدلب أكدت أن منظمة "الخوذ البيضاء" انتهت منذ أيام من تدريب ما يقارب 60 شخصا بينهم أكثر من 18 امرأة على أدوارهم في فبركة هجوم كيميائي سينفذه مسلحو "هيئة تحرير الشام" بالاشتراك مع مسلحي "الحزب الإسلامي التركستاني" في منطقتي سهل الغاب وجسر الشغور، وأن المسلحين لا يزالون يحتجزون عشرات الأطفال، الذين تم اختطافهم مؤخرا من أحد المخيمات في مدينة سلقين بريف إدلب، لافتة إلى أن مسلحي هيئة تحرير الشام والحزب الإسلامي التركستاني قاموا بالتعاون مع (الخوذ البيضاء) بنقل شحنة من (غاز الكلور) باتجاه منطقة سهل الغاب مع الإبقاء على شحنة أخرى بأحد مقرات مسلحي (التركستاتي) في جسر الشغور.

وأكدت المصادر أن مسلحي "هيئة تحرير الشام" الارهابية قاموا بنقل معدات تصوير متطورة وأجهزة بث فضائي، وصلت عبر الحدود إلى سرمدا عن طريق وسيط تركي، وتم تسليمها إلى جماعة الخوذ البيضاء.

وأعلن رئيس مركز المصالحة الروسي، أليكسي سيغانكوف، نهاية شهر أغسطس/ آب الماضي، أن أفرادا من "الخوذ البيضاء" نقلوا حمولة كبيرة من المواد السامة إلى مخزن في مدينة سراقب السورية يديره مسلحو "أحرار الشام".

وكانت وزارة الدفاع الروسية أعلنت أن مجموعة خاصة من المسلحين المدربين من قبل الشركة العسكرية البريطانية الخاصة "أوليفا" تخطط لتمثيل عملية إنقاذ لضحايا هجمات كيميائية تقوم بتجهيزها في إدلب، معلنةً أن تصرفات الدول الغربية في سوريا تهدف إلى "تفاقم الوضع في المنطقة وعرقلة عملية السلام".

تهدادت امريكية بإستهداف مواقع سورية

وكان البيت الأبيض أعلن في بيان الثلاثاء الماضي، أن الولايات المتحدة وحلفاءها سيردون على الفور، إذا ما اختار الرئيس السوري، بشار الأسد، "استخدام الأسلحة الكيميائية".

وأضاف البيت الأبيض في البيان، أنه يراقب عن كثب التطورات في محافظة إدلب، حيث من المتوقع أن تبدأ الحكومة السورية عملية عسكرية لتحريرها.

من جانبه اعلن رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال جوزيف دانفورد إنه يجري "حواراً روتينيا" مع الرئيس دونالد ترامب بشأن الخيارات العسكرية إذا تجاهلت سوريا تحذيرات واشنطن من استخدام أسلحة كيميائية في هجوم متوقع على إدلب، على حد زعمه.

وأضاف دانفورد إن الولايات المتحدة لم تتخذ قرارا باستخدام القوة العسكرية ردا على أي هجوم كيميائي في سوريا.

 وقال "ولكننا نجري حوارا روتينيا مع الرئيس للتأكد من أنه يعرف موقفنا فيما يتعلق بالتخطيط في حالة استخدام أسلحة كيميائية".

وأضاف خلال زيارته الهند إنه يتوقع "أن تكون لدينا خيارات عسكرية وأعطيناها آخر تطورات هذه الخيارات العسكرية".

بدوره، أكد قائد القوات المسلحة الفرنسية، فرانسوا لوكوانتر، الخميس، أن "الجيش الفرنسي سيكون مستعدا لتوجيه ضربة مجددا في سوريا في حال تم استخدام السلاح الكيميائي خلال الهجوم على إدلب".

وكانت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، قد نفذت فجر 14 نيسان/ أبريل، الماضي عدوانا ثلاثيا بالصواريخ على سوريا ردا على هجوم كيميائي مزعوم في الغوطة الشرقية، الذي نفت السلطات السورية مسؤوليتها عنه بشكل قاطع.

وذكرت السلطات السورية مرارا أن جميع المخزونات من المواد الكيميائية قد تم إخراجها من سوريا تحت إشراف منظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

ورغم كل هذه التحذيرات الروسية والسورية من مسرحيات كيميائية قد يذهب ضحيتها عشرات المدنيين في ادلب، والتي تأتي بعد مسرحيات مفضوحة سابقا، غرضها ضرب سوريا، فلماذا لا يتحرك المجتمع الدولي بكل منظماته الاممية للحفاظ على حياة المدنيين أولا وعدم انتهاك سيادة الدول ثانيا، أو لإدانة الولايات المتحدة وحلفائها بسبب استخدامها أساليب دنيئة لتحقيق مآربها.. هذه المنظمات التي تتشدق ليل نهار بالحفاظ على ارواح المدنيين واحترام سيادة الدول والحكومات المعترف بها دوليا...